لا بد من توضيح شوية حاجات:
1- بعد التصفح المبدأي والفر في صفحات الرواية سريعًا، كانت قد تكونت قناعة عندي.. "أنا هقرأ ألفين وستة جديدة.. أو حاجة شبهها ع الأقل"، ولكن حمدًا لله، القناعات المسبقة مش دايمًا بتبقى صح، لماذا إذن ظننت أن هذه الرواية ستتشابه مع "الألفين وستة"؟ لأن كلًا من الروايتين يحتوي على ألفاظ بذيئة توضع في مكانها الصحيح ، كلًا من الروايتين لكاتبين ينتميان -مشّيها- من الجيل الجديد للكتاب، كلا من الروايتين تتحدثان عن عصر مبارك. وعن البيروقراطية المصرية اللعينة (مع ملاحظة أن نسبة الحديث عن البيروقراطية هنا أعلى بكتير من الألفين وستة)، كلًا من الروايتين تتحدثان عن شخصية مهمشة عانت الكثير في حياتها، تُريد بشكل ما أو بآخر أن تحتال/تثور على النظام الفاسد،
لعل ما جعلني أربط هذه الرواية بالألفين وستة أيضًا هي لفظ "الهخراء" الذي استخدمه الكاتب (خليط بين هراء وخراء)، لأنني عندها تذكرت تلقائيًا "الثخافة"، اللفظ الذي استخدمه الطوخي أيضًا (خليط بين الثقافة والسخافة)... ولكن كما قلت، الروايتين مختلفتين تمامًا، وعيب أوي إن أنا أشبّهُم ببعض.
2- "حسني مبارك" لم يكن بطلًا للرواية كما كُتِب في إحدى المقالات في المصري اليوم.. مبارك جاء ضيفًا في الرواية، ف الآخر، لا يصلح أبدًا أن نقول أن الرواية "تدور" حول مبارك، هيّا بتدور حول عصره، وليس حوله نفسه (أصل لما الواحد يقرأ إن رواية بطلها مبارك هييجي في دماغه إن الرواية هتكون من نوع "وخرج مبارك من الحمام وقال لسوزان: روحي حضّري العشا يا سوزي"... شيء مبتذل طبعًا، لم تكن الرواية بهذا الشكل).
3- الصفحات من 116 لـ120 تستحِق أن تُكتب مرة أخرى بماء الذهب، صفحات رائعة تحوي طريقة عامة للسيطرة على الشعب وإخراسه للأبد، وكذلك من 125 لـ130.
4- بالرغم من أن "عام التنين" هو عام 2012 كما يقول الغلاف الخلفي (لم أجد ما يؤكد كلامي في الرواية)، ولكن الرواية تصلح تمامًا للقراءة في عام 2022.
5- أخيرًا، يجب أن أُنوه أن الغلاف كان خادعًا; لأنه عند رؤيتك لسيارة وتلفزيون وأسلحة وجماجم وأوراق كوتشينة سيأتي في دماغك الحاجات دي (ثورة، كازينوهات، الأغنياء وعلاقتهم بالفقراء، يوتوبيا وكده، ذا جَدفاذر، سكارفيس)، بينما الرواية بعيدة نوعًا ما عن هذه العناصر.