ليس يتبدل ما في الأعيان إلا إذا تبدل أيضاً ما في الأذهان
من النهضة إلى الردة؛ تمزقات الثقافة العربية في عصر العولمة
نبذة عن الكتاب
"ليس يتبدل ما في الأعيان إلا إذا تبدل أيضاً ما في الأذهان" مقولة يطرحها جورج طرابيشي لينطلق منها في مقالاته لإيجاد آليات للنهضة بعد التخلي عن استراتيجية البدائل (القومية، الثورة، الاشتراكية...) التي أثبتت عدم فاعليتها كمطايا إلى النهوض العربي. وهذه المقولة المطروحة تثبت خطورة دور المثقف في الآلية النهضوية لأنه شغيل على مستوى المفاهيم ودوره أن يوقظ لا أن ينيم. فالنهضة كما يراها المؤلف هي الحاجة إلى النهضة على مستوى الوعي. لذا فإن للمثقف، بحسب اختياره الأيديولوجي، أن يكون عامل إرادة النهضة، كما هو في الوقت عينه عامل نقيضها: الردة. وذلك هو أصلاً محور الصراع في الثقافة العربية المعاصرة. هذا الكتاب المسكون بالحلم النهضوي جاء نتيجة لجمع مقالات معيارها ليس وحدة الموضوع، ولا وحدة المنهج، بل فقط وحدة الهاجس النهضوي الذي كان وراء كتابتها. وجاء ذلك على ضوء محاور الكتاب التالية: الجرح النرجسي العربي، ثنائية المنافحة والنقد، ثقافة الكراهية، لاهوت نفي الآخر، المرض بالغرب، انطفاء الماركسية، رُهاب العولمة، الإسلام والمسألة النسوية، الآخر في التراث العربي الإسلامي، البدعة والعقل المقتول، التراث وأسئلة الحداثة، الهوية والتماهي، الثقافة المنفتحة والثقافة المغلقة، الأسئلة الفلسفية المقموعة، التحديث والتغريب، جدلية الجذور والأجنحة. ومن حورارات هذا الكتاب: قاسم أمين، طه حسين، زكي الأرسوزي، ياسين الحافظ، نجيب محفوظ، محمد أركون، جلال أحمد أمين. وممثلون آخرون للأنتلجنسيا العربيةالتصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2000
- 356 صفحة
- [ردمك 13] 9871855165700
- دار الساقي للطباعة والنشر
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتابمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
BookHunter MُHَMَD
من النهضة إلى الردة
إنها العقدة العربية التي نشأت من الصدمة الحضارية التي فاجأهم بها الاستعمار الحديث في القرن التاسع عشر بعد أن تسيدوا العالم لفترة طويلة ثم تكأكأت عليهم الأمم كما يلتف الأكَلة إلى القصعة إلا أن الأكَلة كانوا دائما من المسلمين و القصعة كان لا يزال حولها متسع.
يبني جورج طرابيشي كتابه من عشرة مقالات تتناول تصورات المثقفين العرب للنهضة. كيف تتحقق و لماذا تأخرت و هل كنا أصلا متقدمين فتخلفنا أم نحن ما زلنا نبحث عن نقطة البداية.
منطلقا من مقولة لفرويد تنظّر لبداية النهضة بحدوث انقلابات ثلاثة في حياة البشرية في العصر الحديث و هي الانقلاب الكوبرنيكي عندما أثبت كوبرنيكوس أن الأرض تدور حول الشمس لا العكس و بالتالي فإن الإنسان ليس مركز الكزن و لا محوره و إنما جزء منه و الإنقلاب الثاني هو الإنقلاب الدارويني الذي أتى مع نظرية داروين التي تقول أن الإنسان انحدر من أصل حيواني و لم يخلق بالطريقة المميزة التي وردت في التوراة خلقا مباشرا إلاهيا و الإنقلاب الثالث هو الإنقلاب الفرويدي نفسه و الذي يقول أن القرارات البشرية لا تنشأ في الوعي الذي طالما افتخرنا بامتلاكه و إنما تطبخ و لفترات طويلة في اللاوعي على نار هادئة و يظهر تأثيرها في الوعي عند اللزوم. يضيف طرابيشي انقلابا رابعا أصاب العرب ألا و هو الغزو الاستعماري في القرن التاسع عشر.
المقال الأول عن قاسم أمين الذي تصور أن البداية يجب أن تكون بتغيير وضع المرأة و يستعرض فيها انقلاب قاسم أمين على نفسه في كتبه الثلاثة التي ألفها و تغير فيها رأيه من النقيض إلى النقيض. اتفقت معه في رؤيته و ان اختلفت كثيرا في دوافع قاسم أمين لتغيير رؤيته لوضع المرأة في الإسلام.
المقال التالي عن طه حسين و سؤال مستقبل الثقافة ثم مقال عن الآخر في التراث العربي فمقال عن فلسفة نجيب محفوظ يكاد يكون تلخيصا لكتاب جورج طرابيشي نفسه عن نجيب محفوظ ثم يتعرض أخيرا لرؤية عدة مثقفين عرب للغرب و النهضة و العولمة.
من أهم الفقرات التي أعجبتني في الكتاب فقرة يتحدث فيها عن أن المغول في هذه المرة آتون من الداخل لا من الخارج في إشارة إلى الأصوليين و ا��عسكر. ثم تلك الفقرة عن تصوره للبرنامج الزمني للتحديث الفكري اللازم قبل حدوث النهضة:
و إذا أجزنا لأنفسنا ضربا من الإستباق للتحقيب المستقبلي فإننا نتوقع أن تتوالى عملية التحديث التراثي على مدى نصف القرن الجديد. أما النصف الثاني من القرن الحادي و العشرين فنتوقعه محلا لتحديث لاهوتي ثم فلسفي.
تحديث لاهوتي يحرر النص من النص.
و تحرير فلسفي يحرر العقل من النص.
في الحقيقة هذا كلام منطقي جدا و تصور أقرب للحقيقة و لكنه محبط لكل من يتطلع إلى التغيير في وقت قريب و لكن لا مفر من الإنتظار.
-
Bachir Najib
هي القراءة الاولى لي ان شاء الله
وبعد ذلك يمكن تقييم افكار الكتاب ان شاء الله