المقصلة - أعراس - ألبير كامو, جورج طرابيشي
أبلغوني عند توفره
شارك Facebook Twitter Link

المقصلة - أعراس

تأليف (تأليف) (ترجمة)

نبذة عن الكتاب

إن قابيل لم يقتل، وإن كان البشر ينظرون إليه على مر القرون نظرة استنكار: هذه هي، على كل حال، الأمثولة التي ينبغي علينا أن نستخلصها من العهد القديم، وكم بالأحرى من الأناجيل، بدلاً من أن نستوحي الأمثلة الفظة من الشريعة الموسوية. ولا شيء يمنع على كل حال أن تقدم بلادنا على تجربة ما، محددة زمنياً (لعشر سنوات مثلاً)، إذا كان برلماننا لا يزال عاجزاً عن التكفير عن اقتراعاته المحبذة لإنتاج الكحول بذلك التدبير الحضاري الكبير الذي هو إلغاء عقوبة الموت نهائياً. وإذا كان الرأي العام وممثلوه لا يستطيعون حقاً أن يتخلوا عن هذا القانون الكسول الذي يكتفي بمحق وجود من لا يستطيع إصلاحه، فلنسع على الأقل، بانتظار يوم تشرق فيه الحياة الجدية والحقيقية، إلى إلغاء هذا "المسلخ الاحتفالي" الذي يلوث مجتمعنا. إن عقوبة الموت كما تطبق، ومهما كان تطبيقها قليلاً، لهي مجزرة مقرفة، إهانة موجهة إلى شخص الإنسان وجسمه، إن بتر العنق هذا، وهذا الرأس الحي والمقطوع ونافورات الدم الطويلة هذه، إنما يعود تاريخها إلى عصر همجي كان يعتقد أنه يرهب الشعب بمشاهد مذلة. واليوم، إذ يتم تنفيذ هذا الموت الدنئ خلسة، فأي معنى بقي لهذا العذاب؟ الحقيقة هي أننا نقتل في عصر الذرة كما كنا نقتل في عصر القبان. وليس ثمة من إنسان طبعي الحساسية، لا يأخذه الغثيان، لمجرد التفكير بهذه الجراحة الفظة. وإذا كانت الدولة الفرنسية عاجزة عن الانتصار على نفسها في هذا المضمار، وعن أن تقدم لأوروبا أحد الأدوية التي هي بحاجة إليها، فتبدأ على الأقل بالإصلاح طريقة تطبيق عقوبة الموت. إن العلم الذي يفيد في القتل بكثرة يستطيع أن يفيد على الأقل في القتل بحشمة. إن بنجا ينقل المحكوم عليه من حالة النوم إلى الموت، ويظل بمتناوله لمدة يوم على الأقل كي يستعمله بحرية، ويفرض عليه بطريقة أخرى فيما إذا رفض استعماله أو خانته إرادته، إن بنجا كهذا سيضمن الموت، إذا ما بقينا متمسكين به، لكنه سيضفي شيئاً من الحشمة على عملية ليس فيها اليوم إلا عرض دنيء وبذيء. إنني أشير إلى مثل هذا الحل الوسط بمقدار ما ينبغي علينا أن نيأس أحياناً من أن نرى الحكمة والحضارة تفرضان نفسيهما على المسؤولين عن مستقبلنا. إن معرفة عقوبة الموت على حقيقتها وعدم القدرة على منع تطبيقها شيء لا يحتمل ويقشعر له البدن بالنسبة لبعض البشر. وهم أكثر عدداً مما يظن. إنهم هم أيضاً يقاسون من هذه العقوبة، على طريقتهم، وبدون أي عدل. فلتخفف على الأقل من وطأة هذه الصور القذرة التي يرزحون تحتها، والمجتمع لن يخسر بذلك شيئاً. لكن هذا أيضاً في النهاية، ليس كافياً. فلن يكون هناك سلام دائم، لا في قلوب الأفراد ولا في أخلاق المجتمع، ما لم يوضع الموت خارج القانون. في عام 1955، شرع آرثر كوستلر في شن حملة صحفية للمطالبة بإلغاء عقوبة الإعدام في إنكلترا. وبعد حملته هذه بمدة قصيرة من الزمن وافق مجلس العموم البريطاني على إلغاء هذه العقوبة، ولكن مجلس اللوردات المحافظ حال دون ذلك. وفي عام 1957، كتب ألبير كامو دراسته هذه عن عقوبة الإعدام ليضم صوته إلى صوت كوستلر، ويطالب بإلغاء عقوبة الإعدام في فرنسا
عن الطبعة
  • نشر سنة 2014
  • 117 صفحة
  • ISBN 2843058775
  • [ردمك 13] 9782843058776
  • دار المدى للثقافة والنشر

تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد

أبلغوني عند توفره
3.9 11 تقييم
43 مشاركة

اقتباسات من كتاب المقصلة - أعراس

إن القدرة التخويفية للمقصلة (/:عقوبة الإعدام) لا تنال إلا الوَجِلين الذين لم يُخلَقوا للجريمة، وتعجز عن إخضاع من لا يمكن إخضاعهم.

مشاركة من محمد أبو زبيد
كل الاقتباسات
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم

  • مراجعات كتاب المقصلة - أعراس

    12

مراجعات

كن أول من يراجع الكتاب

  • لا يوجد صوره
    5

    في هذا الكتاب يواصل ألبير كامو مواصلة جهد الروائي آرثر كوستلر ويطالب بإلغاء عقوبة الإعدام في فرنسا ويلقي كامو الضوء على أن العقوبة الوحشية تزيد من بشاعة الجريمة فعقوبة الموت ليس لامجدية فقط بل مضرة وقد ساق في ذلك عدة حجج وهي:

    1-المجتمع نفسه لا يؤمن بالعبرة في عقوبة الموت ولو كان لفعلها بنفسه فالعقوبة لا تتم إلا في السجون فكيف يمكن لجريمة قتل سرية تنفذ ليلا في باحة سجن ان تكون ذات عبرة ؟

    2-لم يثبت ان عقوبة الموت غيرت قناعات قاتل وأحادته عن جرائمه فعقوبة الموت لا تخيف سوى من لم يخلقوا للجريمة أما المجرمون فقد سبق لكثير منهم حسب الإحصائيات مشاهدة تنفيذ لحكم الإعدام

    3-عبرة كريهة مجهولة النتائج وطالما أن غرائز الإنسان تتصارع وليست قوى ثابتة متوازنة كالقوانين فالطبيعة البشرية ليست في صفاء القانون واستقراره وإلا كانت طبيعة ميتة ومن ثم فالقانون لا يكبح الجريمة

    4-لرغبة في الجريمة هي الوجه الآخر من الرغبة في الموت وعقوبة الاعدام تغذي دوامة الدمار ، كما ان عقوبة الموت تغذي بالضرورة سادية الوحوش التي تقوم بالتنفيذ وتنتظر السيطرة الكاملة على الفريسة ف

    5-وطالما اتفقنا ان الثأر طبيعة بشرية فالقوانين لا ينبغي لها ان تنسخ طبيعة الإنسان وغريزته في الثأر وإنما يجب ان تُسن لاصلاحها

    إ6-ن مقولة موت بلا ألم افصل من الم دون موت محض خيال فخوف الموت ارهب وافظع من الموت نفسه وكأننا نفرض عليهم ميتتين

    7-إن عقوبة الموت تفترض مذنبا تماما وبريئا تماما فهل هذا منطقيالاصحيح؟ واعتراض ألبير كامو على هذه النقطة بالتحديد يتلخص في الآتي

    أ-الكحول : حسب الإحصائيات فهي عامل من عوامل الجريمة فهل الجرائم التي تتم تحت وقعها يمكن اعتبارها إدانة خالصة؟

    ب-غياب المسئولية الكلية تقتضي عدم وجود ثواب وعقاب مطلقين وبالتالي لا يمكن عقاب خطأ نسبي بعقاب مطلق كنهاية الوجود

    ج-حالات البراءة التي ظهرت فعلا ولكن بعد فوات الأوان

    8-الكنيسة الكاثوليكية قد طرحت عقوبة الموت إيمانا منها بخلود الروح ومن ثم فإن عقوبة الموت عقاب مؤقت يمهد للخلاص بينما يبقى الحكم النهائي بيد الديان العادل ولكن إزا كان الحاكم والمحكوم ملحدين فما تبرير عقوبة محو الوجود؟

    9-جرائم الدول اكثر تنظيما وشناعة من جرائم الافراد ورفض حكم الاعدام الذي تتفنن فيه الدول هيعني رفض وثنية الدولة والقانون المطلق الذي لا رجعة فيه

    وفي النهاية يشير كامو إلى ضرورة استخدام الادوية ك " البنج" مثلا الذي ينقل المحكوم عليه من النوم الي الموت كحل وسط مادمنا غير قادرين على منع العقوبة يشكل تام فالافضل إن كنا لا نحترم قدسية الحياة فعلينا ان نحترم حشمة الموت

    في الجزء الثاني من الكتاب وبعنوان (أعراس) يصف فيه كامو الطبيعة الجميلة في مدينتي جميلة وتيبازة الجزائريتين وتأملات في السعادة والحزن وطبيعة الحياة والموت ، فالخوف من الموت لدى كامو ما هو إلا غيرة على الحياة والأحياء من بعده ، كما يتأمل كامو في الفن خصوصا اللوحات العتيقة حيث يعبر كامو واصفا الرساميين بأنهم "روائيو الجسد".

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    0

    كيف تحدد حضارتنا موقفها بالفعل أمام الجريمة ؟، الجواب بسيط ، منذ سنين وجرائم الدولة تفوق بكثير جرائم الأفراد، إنني لا أتكلم عن الحروب العامة أو المحلية ، وإن كان الدم كحولاً يسمم، مع مر الزمن كأفتك الخمور، لكن عدد الأفراد الذين تقتلهم الدولة مباشرة أخذ نسبًا فلكية ، وهو يتجاوز اليوم إلى ما لا نهاية ، الجرائم الخاصة ، إن عدد المحكومين العاديين يتضاءل ، بينما عدد المحكومين السياسيين يزداد أكثر فأكثر، والدليل أن كلاً منّا، مهما كان محترمًا، يستطيع أن يتصور إمكانية إعدامه ذات يوم، في حين إن هذا الاحتمال كان سيبدو مضحكًا في أوائل القرن ، إن النكتة التي تقول " ليبدأ السادة القتلة " لم يعد لها من معنى ، إن أكبر سفاكي الدماء ، هم أنفسهم الذين يعتقدون أن الحق والمنطق والتاريخ معهم ..

    " كامو " بعبثيته المعهودة يتحدث في الجزء الأول " المقصلة " عن فكرة الإعدام ، ومحاولة الدولة من خلالها إرهاب الباقين، كمحاولة منها للحد من الفعل الذي من الممكن أنيودي بصاحبه إلى هذا المصير المعروف ، لكن " كامو " يرى أن العبرة التي تعطيها المقصلة دومًا هي أن حياة الإنسان تكف عن أنتكون مقدسة حين ترى الجلاد أنه من المفيد قتله ،بالإضافة إلى حديثه عن عقيدة " الثأر " ويؤكد أنه لا يتم العمل بها إلا بشكل بدائي ، من خلال التعامل معها من خلال فردين أحدهما مذنب والآخر برئ . أثناء قرائتك ستشعر كم اللامبالاة التي يحلمها " كامو" ناحية الموت ، كمحاولة منه على الانتصار عليه وقهره حتى قبل أن يأتي ، خصوصًا هذا الموت المحاصر بالفوضى والهمجية من قبل الدولة . لأنه يرى أن شعور المحكوم الموثق الرباط ، بالعجز والعزلة تجاه التحالف العام الذي يريد موته ، هو في حد ذاته عقاب يفوق الخيال ، لذا فإن كانت الدولة تريد حقًّا أن تتنصر على الأفراد فلابد وان ينفذ هذا القتل علنًا ، وهو للأسف الشئ الذي لا تعرفه الأنظمة القمعية التي لا تعرف إلا القتل العشوائي والطرق الملتوية .

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    انتهيت قبل قليل من هذا الكتاب والذي يعتبر بحث عميق حول تنفيذ مبررات الإعدام ونقضها و الوقوف على أحكام العقاب التي تنص على إعدام القاتل ليس من الناحية القانونية بل من الناحية الإنسانية ومدى تأثر المجتمع بذلك في الماضي و الحاضر و على المستقبل.ونلاحظ في بداية الكتاب مدى التأثر الكبير بالروائي والصحافي آرثر كوستلر الذي شنَّ حملة صحفية يطالب فيها إلغاء عقوبة الإعدام، لتثمر هذه الحملة موافقة المجلس البريطاني، لكنّ مجلس اللوردات حال دون ذلك ومن هذا المنطلق يستأنف ألبير كامو مواصلة جهد كوستلر ويطالب بإلغاء عقوبة الإعدام في فرنسا.يحاول ألبير كامو في هذا الكتاب تصوير الإنعكاسات السيكولوجية التي تنخر في المجتمع كمثل السرطان وعلى المجرمين.إذ يتجاوز ألبير هذه المسألة ليطرح عدة أسئلة عميقة من بينها " كيف يمكن لجريمة قتل سرية تُقترف ليلاً في باحة سجن أن تكون ذات عبرة؟ إنّ أكثر ما يرجى منها هو إعلام المواطنين دورياً بأنهم سيموتون إذا ما قتلوا. وهذا مستقبل يمكن أن يوعد به أيضاً من لا يقتلون". إنّ هذه المسألة مخيفة جداً بمجرد التفكير فيها فكيف بوقعها؟ المسألة التي تصور واقع أغلبية البلدان المحتقنة من قبل النظام والشعب.النظام الذي يسعى جاهداً في خنق الحرية والحياة. ولأنك أيها المواطن تطالب بحقك المشروع في الحياة والحرية تستحق الموت.إنهم يطبقون هذا القانون دون أي مجال في نقاشه فقط على حساب مزاجيتهم وأهوائهم. القانون الذي أودى بخسارة فادحة كبيرة وتكاثر الإرهاب الذي لا ينم إلا عن فشل الأنظمة في قيادة البلدان.

    في القسم الآخر من الكتاب والذي حمل بعنوان ( أعراس ) عبارة عن تأملات في الحياة والموت وعن الفن وأحوال الشعوب بلغة مرهفة وشاعرية.

    علر الرغم من حجم الكتاب إلا أنه يستوقفك كثيراً لتتأمل في مسألة الموت والحياة بشكل عميق.

    ⭐️⭐️⭐️⭐️

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
المؤلف
كل المؤلفون