مجموعة من الحيوانات قررت القيام بثورة ضد مالك مزرعة لتحكم نفسها بنفسها .. و بخيال أورويل الواسع يتحقق ذلك ، ليبدأ فصلاً جديدا يكشف فيه التناقض الحاد بين الشعارات الثورية و ممارسات أولئك الثوار" الحيوانات" بعد أن يحكموا ..!
هنا يبرع أورويل فى إظهار تشابه الإنسان الذى كرمه ربه، و الحيوان .. لا فرق .. قانون الغابة يحكم ..و كم في النفس من خسة الخنازير ، و شره الكلاب .. ودناءة الجُعل .. وفسق الفأرة ..و مكر الثعلب .. و خيانة الضبع .. و من لم يجاهد نفسه و ميلها للحيوانية ضاعت دنياه و آخرته، و نزل إلى دركات البهيمية!
أظنها رسالة قوية فى وقتها لشعوب الثورات فى بلادنا العربية .. فمن يظن الكمال فى الثوار فليحذر! فكم خُدع البشر على مر تاريخهم بشعارات براقة و كلامات كصنم العجوة إن جاع أصحابها أكلوها .. لا قداسة لأحد فى الثورات ، فالثورات جاءت لتحطم الأصنام جميعها، لا أن نستبدل صنما بصنم .. جاءت حقيقة للتأكيد على معنى لا إله إلا الله .. لا معبود بحق إلا الله .. و ما سواه فعبيد كالعبيد ..الجميع سواسية !
أظن هذه الرواية تجيبنا - و قد كتبت منذ عقود - عن أسباب ضياع الثورات أو انحرافها عن طريقها .. فإذا كان الثوري نظيفا ، فلماذا تتسخ الثورة ؟!