انتهيت من قراءة “النساء لهن أسنان بيضاء”، وهي مجموعة قصصية اجتماعية قصيرة وخفيفة، أنهيتها في جلسة واحدة. تحمل الرواية رسائل اجتماعية واضحة، كما أشار الكاتب نفسه إلى أن المجتمع في تغير مستمر؛ فما كان بالأمس غير مقبول قد يصبح اليوم عاديًا، وما هو طبيعي اليوم قد يبدو مختلفًا تمامًا في المستقبل.
الرواية تصور المجتمع في الستينيات وتنقل ظواهر اجتماعية لا تزال قائمة حتى اليوم، مثل تأثير المظهر على احترام الناس لك. فقد أظهرت القصص كيف يختلف تعامل المجتمع مع الشخص بناءً على مظهره، إن كان يبدو ثريًا أم فقيرًا. عند التأمل في هذا الأمر، نجد أن متصنع الثراء يسعى إلى لفت الأنظار وكسب الاحترام، وهو حق مشروع لكل إنسان، لكن عندما يكون هذا الاحترام قائمًا على ادعاء زائف، تتولد تساؤلات حول من يقع عليه اللوم: هل نلوم الشخص الذي يسعى جاهدًا لاكتساب الاحترام، أم المجتمع الذي لا يحترم إلا من يظهر بمظهر معين؟
ومن جهة أخرى، تسلط الرواية الضوء على استغلال الجهل، وهي ظاهرة متجذرة لا تزال قائمة حتى يومنا هذا. فكلما قلّ علم الإنسان بشيء، أصبح أكثر عرضة للخداع والاحتيال. وهذا ما تؤكده القصص التي تحكي عن أشخاص تم استغلالهم بسبب جهلهم، مما يجعل القارئ يتأمل في مدى استمرارية هذه الظواهر رغم قدم الرواية.
بشكل عام، كانت الرواية ممتعة في بعض فصولها، تحمل بين طياتها رسائل اجتماعية عميقة تدعو للتفكير والتأمل في طبيعة المجتمع وكيفية تطوره عبر الزمن.