قرأت الكتاب انه كتاب فيه الشيء الممتع المفيد .. ولكن هناك كارثة في العقيدة في أحد المقالات المنشورة في هذا الكتاب وسوف أقوم بنقلها حرفيا بعد تبيين الصواب إن شاء الله سبحانه ..
فالحق والصواب ان يقال : الأنبياء عليهم الصلاة والسلام جميعا معصومون من الكفر والكبائر وصغائر الخسة والدناءة .. من قبل البعثة حتى الموت .
فلم يكن نبي من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام قد عبد صنما أو شمسا أو قمرا أو غير ذلك من الخلق .. بل هم موحدون دائما وأبدا . ولم يرتكب احد منهم ذنبا من الكبائر او صغائر الخسة والدناءة .
وأما ما جاء في قوله سبحانه : {فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ * فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـذَا رَبِّي هَـذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ }الأنعام 77-78
فقول سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام عن الشمس والقمر " هذا ربي " فهو على سبيل الاستفهام الاستنكاري , أي لا يصلح هذا أن يكون ربا .. لأنهما يتغيران من حال إلى حال .
وقد نفى الله عنه الشرك فقال : {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلاَ نَصْرَانِيّاً وَلَكِن كَانَ حَنِيفاً مُّسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }آل عمران67
واما قول الدكتور مصطفى محمود في حق سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام في مقالة ( فرويد الرجل المريض ) ما نصه " وابراهيم النبي بدأ بالاعتقاد ان القمر هو الله فلما غرب قال بل الشمس هي الله .... الى ان قال : لقد مر بنفس مراحل اكتشاف الحقيقة بادئا بالوثنية حتى انتهى الى التوحيد " .. هذا الكلام لا يجوز في حق الانبياء عليهم الصلاة والسلام واتهامهم بالوثنية والشرك , وقد قال نفس هذا القول مكفر الأمة سيد قطب في كتابه " التصوير الفني في القرآن" .
أما الخطأ الثاني فقوله في مقال ( مغرور جدا ) " الكل يعمل من اجله .. هو .. سيد الخلائق .. الذي خلقه الله على صورته "
اعتقد اليهود والكرامية المشبهة المجسمة ومن سار على نهجهم مثل الفرقة الوهابية ان الله جسم قاعد على العرش وهذا كفر لا خلاف فيه .. وقال اليهود والمشبهة المجسمة ان آدم على صورة الله .. وقد نفى الله ذلك ونفى أي شبه بينه وبين خلقه في أي وجه من الوجوه في قوله سبحانه {فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ , جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ , لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ }الشورى11
****