يتحدث الشيخ الطنطاوي رحمه الله في هذا الكتاب عن أرض الحرمين و رحلاته إليها ومغامراته ومشاهداته وتجاربه ومشاعره.
أُفرد الثلث الأول من الكتاب لمقالات عامة كتبها عن الحجاز بشكل عام من طبيعة وتاريخ وأشعار. وفيض من مشاعره عن الحرمين الشريفين.
فتشعر بهذا الثلث ببعض الملل؛ الذي يُذهبه الثلثان الآخران من الكتاب؛ اللذين تحدثا عن رحلته مع الموكب السوري لفتح طريق السيارات إلى الحجاز.
فكانت هذه الفصول تصنف مع أدب الرحلات الممتع.
فشرح لنا عن طريق رحلته منذ ما قبل الانطلاق وحتى وصوله أخيراً بعد عناء وجهد بلغا به أقصى حدودهما.
فكان وصفه لرحلته فكاهياً شائقاً وممتعاً ومحفزاً للمخيلة، فشاركته رحلته وعشتها في وصفه الرائع.
لا داعي للحديث عن أسلوب الكتاب الأدبي ولا الوصفي، ولا عن فصاحة الشيخ ولا عن ملكاته اللغوية ولا عن عذوبة الحديث و انسيابية دفقه.
فالحديث عن روعتها يتكرر ويعاد مع كل مراجعة لي لأي كتاب أقرأه له، وما أكثر ما قرأت له.
ثلاث نجمات للعرض والوصف والأسلوب، وتنقص اثنتان لبعض من الملل في مقالات البداية -كما ذكرت- ؛ وشيء من الاستفاضة و الخروج عن الموضوع في بعض من المقالات.