ملاحظة: أنا لم أقرأ النسخة المُعربة لخليل مطران, إنما قرأت نسخة أخرى من إعداد محمد خطاب, لم تتوفر في أبجد و لم أستطع إضافتها, لذا سأتكلم بشمولية عن العمل نفسه.
أول ما أقراه لشكسبير هو هذا العمل المسرحي..تاجر البندقية
العمل يتصارع فيه الكثير من المفاهيم و المبادئ .. الكرم, الجشع, الوفاء,الرحمة و العدالة.
القصة بسيطة و مفهومة إلا أن تفاصيلها أعمق من ذلك.
صورت عداء المسيحيين ضد اليهود و لا أعلم أن كان بمبالغة أم بشفافية .
المشهد الخامس كان أكثر المشاهد تشويقاً, رأيت أن خطاب اليهودي شايلوك مؤثر و تعاطفت معه و تفهمت سبب حقده إلى هذه الدرجة, فليس من الطبيعي أن نعامله بكل هذا الاحتقار و الكره طوال هذه السنين و نطالبه أخيراً بالرحمة.
و حديثه عن العبيد كان محقاً فيه, رأيتهم يطالبونه بالرحمة و قد افتقدوها, حتى و إن كان الدُوق عفا عنه إلا أنه حرمه من نِصف أمواله و أنطونيو جعله يعتنق المسيحية –حسب الفيلم السينمائي- فرأيت أن هو المظلوم و المجني عليه هنا.
كرهت السامية التي ظهرت من المسيحيين اتجاه اليهود و تصويرهم بأنهم كلهم عديمي الرحمة, و أكبر دليل على عكس ذلك هو جيسيكا ابنة شايلوك التي لم تتصف بالجشع, وصُورت بأنها لطيفة و طيبة رغم يهوديتها, و أظن شايلوك لا يستحق كل هذا الكره بسبب جشعه و حبه للمال.
أعجبني ذكاء بورشيا في إنقاذ الموقف, و رأيت لو أنها أرضت كلا الطرفين لكان شيلوك تعلم الدرس دون هذه المبالغة في الحكم عليه.
أكثر ما أعجبني هو علاقة الصداقة المتينة بين انطونيو و بسانيو التي وصلت إلى مرحلة التضحية بالنفس بأبشع الصور و رأيت أن هذه أهم رسالة في هذا العمل.
مما أعجبني أيضاً الصناديق الثلاث و المعاني العميقة التي تحملها .
يستحق الأربعة نجوم .