اللقيطة" رواية رائعة, تجسد الواقع الذي يعيشه الذين يولدون بلا آباء (أو الذين نسميهم هكذا, لأن لا أحد يولد بلا آباء) فالمجتمع غالبا ما يرمي اللوم على هذه الفئة البرئية والتي لا ذنب لها, وننسى أنه كان بإمكان أي واحد منا أن يجد نفسه هكذا في الحياة.
الرواية تحكي عن قصة طفلة, تربت في أحد الملاجئ بعد أن تخلت عنها أمها وقد تخلى عنها أبوها قبل ذلك, عانت كثيرا في طفولتها, بسبب غياب الأب والأم, ثابرت واجتهدت كي تدرس, فكان لها ذلك, درست حتى أصبحت ممرضة, انتقلت من الملجئ الذي كبرت وتربت فيه إلى غرفة اكثرتها في سطح إحدى البنايات, تمكنت من إيجاد وظيفة في أحد المستشفيات, هذا المستشفى الذي ستعيش فيه تجربتين متناقضتين, تجربة الحب العذري البريء والأحلام الوردية التي نسجت خيوطها الأولى رفقة زميل لها يعمل طبيبا بنفس المستشفى, فكان الالتقاء في شاطئ البحر وعلى كراسي الحدائق العمومية ومراقبة غروب الشمس في القرية مسقط رأس الطبيب, وتجربة المرض والموت بعد أن امتدت أيادي القدر لتفسد على "اللقيطة" وحبيها, ما بنياه في الأحلام, وتجسد هذا القدر في صورة مكروب أصابة يدها بعد أن جرحها مقص أثناء إحدى العمليات بالمستشفى, امتد على إثرها المكروب من يدها ليشمل جميع أجزاء جسدها الغض, فتسقط على إثره صريعة تاركة وراءها العاشق المكلوم يندب حظه التعس.