كنت ذلك الإله الصغير، القادر على فهم كل شيء بلا تردد، القادر على الحلم بأي شيء دون حدود، الإله. الذي يعاني عذابًا مقدسًا هو عذاب النمو والنضوج معاني الكلمات ساكنة فيها مستقرة: الحب يعني الحب الوطن يعني الوطن الشرف هو الشرف لم يحدث بعد، أي خصم أو إضافة، ولم تجر في العقل والشعور ـ بعد ـ حسابات مستترة في الخفاء أحمل على أكتافي: مسئولية تغيير العالم، ليست مسئولية نظرية أتكلم عنها ـ لكنه شعور أكيد أمارسه في كل لحظة، ويرتبط بكل خطة صغيرة أقيمها، أو جدول أصنعه لتنظيم اليوم العالم حضن أب كبير، يضمني في فرح، ويرصد حركاتي في اهتمام
ما أقصر ذلك الوقت وسرعان ما تتبدل الفصول على تلك الصخور الملعونة: الحقائق، الإمكانيات والظروف، أرى كائناتي الأثيرة الوردية تتحطم في صمت. دون دماء أو صراخ أو مآسٍ، تتحطم في صمت كأنها لم تكن.
أشاهد تحطمها: صاغرًا، بليدًا، متخلفًا، غير قادر حتى على تحطيم سور بيتي، أو تخطي حدود مدينتي
مسئولية تغيير العالم تتحلل إلى تمرد عليه، والتمرد ينفك إلى إحساس بالغربة والاغتراب
والغربة تقود إلى رصد الملل ومتابعة التكرار شعوري غدًا.
سيكون كشعوري اليوم.
أكره، أن أرى.
تلك الشمس المسائية.. الغاربة.
وقفة قبل المنحدر: من أوراق مثقف مصري
نبذة عن الكتاب
يقول الأديب الكبير علاء الديب في سيرته الذاتية: هذه الأوراق أراها، محزنة، محيرة، وكئيبة. لكنها صادقة، صدق الدم النازف من جرح جديد. هي أوراق حقيقية، كان من الضروري أن تكتب؛ لأنها كانت البديل الوحيد للهروب مع أي شيطان أو للانتحار. ماذا حدث لنا في تلك السنوات1952 إلى 1982؟ ماذا حدث للناس وللبلد؟ من أين لإنسان يشعر ويفكر أن يحتمل في حياته كل هذه التقلبات والتغيرات؟ أليس من حق الإنسان أن يلتقط أنفاسه، ينعم بحياة مستقرة بعض الشيء، هادئة بعض الشيء، مفهومة بعض الشيء؟! يقول الناس: "كل يوم له شيطان. وشيطان كل تلك الأيام كان يعمل بجد واجتهاد، لكي لا تكتمل الأعمال ولا تتحقق الأحلام، يعمل لكي يسود صراع دامٍ بين الناس، وأن تصل إلى نهاية يومك، منهكًا مهدودًا، وأنت في الحقيقة لم تحقق شيئًا. تغيرت معاني الكلمات ووجوه الناس، وخطوط الأفق في القرى والمدن. تغير الصوت والصدى، الظاهر والباطن حتى النخاع. والتغير سُنة الكون منذ كان، لكنني أعتقد أن التغير لم يكن يحدث من قبل بهذه القسوة، والسرعة، والفظاعة.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2008
- 104 صفحة
- [ردمك 13] 9789770922875
- دار الشروق
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من كتاب وقفة قبل المنحدر: من أوراق مثقف مصري
مشاركة من إبراهيم عادل
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Mohamed Sayed Rashwan
هذة ليست رواية ، وليس كتاب وليس بسيرة ذاتية لروائى كبير كعلاء الديب
إنها أوراق متناثرة من عدة سنوات ..
وما المثقف إلا بضعة أوراق يعيش لأجلهم ، وقد يموت ويتركهم ورائهم متناثرة متطايرة
لعل أحدٌ يجمعهم ، أو لا يعبأ أحد بهم أصلًأ
هنا بؤس المثقف ، ويأسه وضعفه وتخاذله
هنا دموعه و آهاته وآلامه
هنا علاء الديب كما يرى نفسه ، لا كما يحب أن يراه الناس
-
أحمد سعيد البراجه
" غير الدم ماحدش صادق "
لا أعرف لماذا يصر البعض على تعريف الأدب أنه موجود فقط في الروايات والشعر ،، الأدب هو كل ما يؤثر في العاطفة حتى وإن كان عبارة عن مجموعة مقالات وحكايات ،، كهذا الكتاب مثلًا ،، شعرت وأنا أقراه أن صاحبه لم يمسك القلم بين أصابعه بل بين ضلوعه ليكتب بدمه هذه الكلمات.
كتاب صادق جدًا ،، قطعة أدبية ،، كئيب ومحبط لكنه ممتع.
-
الفتى الشارد
برغم الحزن والكأبة التى تمتاز فى كتابات علاء الديب
الا ان هذه الاوراق اثبتت لى مدى الالم والتغييرات التى حدثت لهذا الجيل تقلب تقلبات غير طبيعية من الخمسينات الى الثمانينات , كنت اظن ان هذا الجيل تعود على الخضوع والخنوع والتجلد بسبب وهمه انها الانسب والاصح .. ولكن اكتشفت انه تمسك بها حتى يهرب من جو التوهان الذى يسببه التغيير ...
يبدع " علاء الديب " دائما عندما يمسك بالقلم
حتى وانت تكتئب مع رواياته وتحزن لالمه ومعاناته تشعر انك وجدت الانسانية تتدفق من وجدانك اتجاه هذه المعاناة والالم
دام لنا قلم " علاء الديب" يكتب الما ... ونستخلص نحن منه املا
-
Dina Nabil
حين تقرأ كتاب مكتوب بدم طارج مازال ينزف شريانه يجب ان تعطيه نجوم بلا تردد
استمتعت بكل حرف من الكتاب الممتع ده ان تكون مثقفا فى عصر كره الثقافه و احتقر المثقفين و سمى الأدباء بتوع بطاطا و زج بالباقى فى السجون
ان تهرب بجلدك من بلدك التى يمكن يوما ان تقتلك بدم بارد دون ان يأسف عليك احد او حتى يتذكرك
ان تفر من بلد الاهرام لبلد النفط فتجد انك كما ازحت عنك اتارحك فقد بترت روحك جزئيا بحرح لا يندمل ابدا...ان تعشق الزعيم و تكره
ان تعيش بامل فى الغد و يأس مطلق فى التغيير فى ان واحد
-
BookHunter MُHَMَD
<b>
❞ لكنها كانت متزوجة، لها ابن تحبه وزوج عزيز تشفق عليه. كان عندها من الشعر، والنشاط، والوقت، ما يكفينا جميعًا. وجودي معها، دوامة سعيدة.. يردد قلبي اسمها، ألمسها وهي غائبة، وأشم رائحتها، وهي إلى جواري، فتعيدني إلى حقول القصب في الصعيد لها وجود عنيف ولدن، ممتلئ بالحيوية والشعر، قادر مثل الحدائق بالليل على أن يجعل منك كائنًا جديدًا. ❝
❞ كنت أقول لنفسي إن الوطن: هو مجموعة مستقرة من القيم.
إلا أنني كنت… كفيفًا هائجًا.. يتخبط في الظلام. ❝
❞ تلك المؤامرة التي نحيكها جميعًا، كل صباح، ونحن نتناول الإفطار، والشاي باللبن، المؤامرة السرية العادية التي نواجه بها الرؤساء في العمل والزوجات في الفراش، المؤامرة اليومية السريعة، التي نواجه بها الأصدقاء وهم يسقطون في الطريق، والزملاء، ونحن ندوس على أعناقهم في الطريق إلى مزيد ومزيد من النجاح أو مزيد من النقود من الجحيم.. أو الوهم الفارغ ❝
❞ «المثقف»، تركيبة غريبة تطمح دائمًا إلى أن تعيش في المعاني المطلقة والمجردة للأشياء. أقدامه مغروسة في طين الواقع، وعيونه الفاحصة المدربة، قادرة على اكتشاف أصغر ما في واقعه من متناقضات مزعجة. ❝
❞ تعلمت أن أحب الكلمات. تعلمت ألا أرددها دون فهم أو إدراك. فهم الكلمات ومحبتها، كان هو المفتاح السحري، الذي يقودني إلى بهجة العقل ونعيم الفهم والتفكير. ❝
❞ «نحن لم نعد حيوانات.
ولكننا ـ بالتأكيد ـ لم نصبح ـ بعد ـ بشرًا..». ❝