بلال فضل لديه قدرة عجيبة على نقلك إلى أحشاء المجتمع المصري بكل تناقضاته وعبثيته السياسية. هذا الكتاب هو تجسيد لحالة "ضحك كالبكاء". أعجبني جدا قدرته على الإمساك يتلابيب اللغة وهو تقليد مصري أصيل تكون فيه اللغة أداة تراجيكوميدية للتعبير بصور بصرية مبدعة عن واقع مغرق في السوداوية. تعبير مثل "نقب على وجه الدنيا" للمرحومة الحية أم هند تعبير بليغ ذكرني بالمواطن 'غولوم' في سلسلة سيد الخواتم. عمل جميل يا بلال، أجمل كتبك وأكثرها إمتاعا، إلى حد الآن.
ملحوظة: بما أنني من زمرة 'المواطنين الشرفاء السابقين لأحد الدول الرائدة' المذكورة بالإسم في قصة أم هند، فقد تململت قليلا من اقتران البلد بذكر الخادمات واستحضرت شعورا قوميا مدفوناً مثل نفايات تشيرنوبل فكرت معه بكتابة عبارات من قبيل ' يا راجل دا حنا اللبان والبخور بتاعنا كانوا من أيام حتشسبوت ونفرتيتي بيعدلوا مزاج المصريين، زي الخطابات الرئاسية بس مع رائحة حلوة!" ثم تذكرت أننا نقطع أشجار اللبان لاستعمالها كحطب فاستعذت بالله وواصلت الاستمتاع بالقراءة.