الرواية : #زمن_الخيول_البيضاء "الملهاة الفلسطينيّة"
الكاتب : إبراهيم نصرالله
يفتتح إبراهيم نصر الله روايته الفريدة تلك بعبارة:
لقد خلق الله الحصان من الريح، و الإنسان من تراب، و البيوت من بشر
عن الرواية:
تمتد الرواية لأكثر من 129 سنة من تاريخ فلسطين الحديث، من الربع الأخير للقرن التاسع عشر حتى عام النكبة.
ألقى نصر الله في روايته الضوء على الصراعات الدائرة بين الفلاحين الفلسطينيين أنفسهم من جهة، وبين من يريدون أن ينهشوا الأرض الفلسطينيّة وخيراتها متمثلين بالإنجليز واليهود وبين القيادات العربية من جهة أخرى.
يتحدث الكاتب في روايته عن قرية الهادية وأهلها، وينقل أحداث حقيقية حدثت مع أشخاص حقيقيين في زمن مضى، لكن نصر الله قام بتغيير أسماء الأبطال.
تضم الرواية ثلاث فصول؛ فصل "الريح" ويركز به الكاتب على الحمامة التي ترمز للفرس الأصيلة البيضاء، وهوس ابن الحاج محمود بها ثم بعروسه التي يريدها، ثم ينتقل بالقارئ إلى فصل "التراب" ويتحدث به عن تفاصيل قرية الهادية، وتنتهي الرواية بفصل "البشر" وفيه يناقش ما جرى لأهالي الهادية أثناء النكبة وبعدها.
رأيي :
تأخذك الرواية في جولة ساحرة نحو زمن تحكمُهُ الخيول الأصيلة البيضاء الحرّة والتي كانت بمثابة الجمال والعزة والقوة... لن يُخفى عليك جمال الحمامة" تلك الفرس الأنيقة" التي سلبت لُب خالد وسلبت لُب القُراء جميعهم
انتقل الكاتب نحو الفصل الثاني والذي تحدث فيه عن أهل الهادية، شخصيات كثيرة قد تُصادفها في هذا الفصل وفيه أيضًا سوف تتعرف على بداية إلتهام اليهود للأراضي الفلسطينيّة، سوف تتعرف على هذا الشعب الأصيل ، الكريم، والشجاع والذي وقف وقفة شُجاعة أمام ظلم واستبداد السيطرة الإنكليزية..
في الفصل الأخير يستمر الحديث حول النكبة الفلسطينيّة وتأثيرها على سكان الهادية التي كانت آخر من استسلم من المناطق الفلسطينيّة، تشعر بالحزن على ما آلت إليه الأمور .
رواية جميلة وملحمة مميّزة تناولت الحياة الفلسطينيّة من جميع النواحي فيها تعرفنا على الرجل الأصيل، تعرفنا فيها على الأب والأخ والزوج والفتى العاشق وتعرفنا فيها على المرأة المُكرمة والمعززة بين أهلها والمرأة المُغرمة والفلاحة والقوية.
إقتباسات :
"إذا خسر اليهود فإنهم سيعودون إلى البلاد التي أتوا منها، أما إذا خسرنا نحن، فسنخسر كل شيء"
"لا تذهب إلى بلد ماؤها طيب , بل اذهب إلى بلد قلوب أهلها صافية، ولا تذهب إلى بلد محصنة بالأسوار بلّ إذهب إلى بلد محصنة بالأصدقاء"
" دائمًا سيكون هناك ما هو أهم وأغلى من دم أخينا، ومن دمنا أيضًا: هذه البلاد يا يوسف، هذه البلاد"
"و خُيّل إليه أن الأرض ليست أكثر من هوة عميقة لهذا الكون،هوة من الصعب علينا نحن البشر أن نتسلقها، بعضنا يحاول فيصل إلى رأس شجرة و بعضنا يصل منتصفها و بعضنا يصل إلى رأس الجبل و بعضنا يحاول أن يقفز فيركب طائرة أو يجري بسرعة أكبر ليتجاوزها فيركب حصانًا أو سيارةً أو قطارًا، ولكنّ النتيجة لا شيء، نحن في الهوة، في قهر هذا الكون و علينا أن نتخذ تلك القرارات التي نحس من خلالها أننا أصبحنا أعلى من الطائرة و أسرع من الحصان والعربة، أننا على وشك بلوغ الحافة و الصعود إلى حيث الهواء"
تقيمي: ٥/٥.