قرأت لعبده خال منذ زمن قصة نشرتها مجلة العربي بعنوان " من يغني في هذا الليل" وأعجبتي.. وهذا ما جعلني أقرأ روايته هذه..
ترومي بشرر... هو يقصد جهنم... جهنم المتمثلة بحياة الفقر والحاجة ... والتي قد تلقي بك في جهنم أخرى هي عالم الخطيئة والآثام .. قبل أن تلقى في الجهنم الثالثة والأخيرة....
الرواية مليئة بسعار الجنس والشهوة... بل والشذوذ ومواقعة كل ما يمكن مواقعته حتى مع الحيوانات..... كل شخص تقريبا في الرواية تربطه علاقة جنسية مع البطل.. وكل علاقة لها حكاية وتاريخ..... وكلها تدور حول مبدأ واحد ملخص بالمثل الشعبي: الفقر كافر... أي أن الفقر يدفع الناس إلى الفسق والفجور...وبرأيي أن هذا كله ما هو إلا حشو إنما وضع لتسويق الرواية فحسب..
لغة الرواية بسيطة أقرب إلى الركاكة ومليئة بالتكرار ... وهناك تلكف في الوصف والتصوير.. على سبيل المثال لا الحصر: في صفحة 30... يقول الكاتب:
"..حيث يجلس في مؤخرة العربة غير مكترث بعيوننا المبحلقة تجاهه فنتابع انسياب سيارته, وهي تقطع الوصلة الوحيدة غير المعبدة, والتي ما زالت تدخل في حدود حينا المتواضع (قبل أنن تنزع ملكية تلك البقعة لصالح القصر) ليتصاعد غبار كثيف محدثا زوبعة صغيرة كأنها خرجت من كم ساحر أتقن بث حركات مبهرة."
يحاول عبده خال جاهدا أن يضع الرواية في قالب وكأنها بنيت على قصة حقيقية يرويها بطل روايته له هو... ويخصص في نهاية الرواية ما يقارب الأربعين صفحة يسرد فيها سيرة بعض شخصيات الرواية وأسماءها الحقيقية وبعضا من صفاتها.... وهو أيضا يذكر أسماء بعض الأماكن في المملكة العربية السعودية حتى يضفي عليها صبغة الواقعية....القصة خيالية رمزية... لكنه يحاول إقناعك أنها حدثت بالفعل...
سيد القصر (هكذا يشير إليه عبده خال دون ذكر اسمه) يتلذذ بتعذيب المعارضين له من الطبقة السفلى من المجتمع... وهو الذي قد تعدى على حقوقهم وسلبهم أرضهم وسخرهم عبيدا عنده يخدمونه في قصره .. بينما أفراد هذه الطبقة نفسها يسعون لأن ينالوا رضى سيد القصر ليعيشوا في نعيمه.... بل إنهم حتى لينتظرون مرور سيارته من الشارع حتى يرون وجهه...هل بقي في زمننا هذا أناس بهذه السذاجة؟ كيف يكون السيد بغيضا سيء الخلق ثم يتهافت الناس لرؤيته؟
الرواية فازت بجائزة البوكر عام 2010.. ولا أدري ما هي المعايير التي يتم ترشيح الكتب في هذه الجائزة .. ولكني اكتشفت أن فوز الرواية بالبوكر لا يعني شيئا سوى أن الناس أقبلوا على روايتها بشكل كبير... وهذا لا يعني أبدا جودة الرواية مطلقا.. بل إنه عادة يدل على قلة ذوق أقلبية القراء المعاصرين ممن يرشحون مثل هذه الرواية....إذ كيف يمكن لراوية فيها أخطاء نحوية أن تفوز بجائزة للآداب العربية؟
الرواية عادية جدا.... وملونة بالقصص الشهوانية .. أما عن الهدف والمغزى .. فليس هناك شيء من ذلك..
نجمتان فقط