إدوارد سعيد يحاول بهذه المقالات أو بهذا الكتاب أن يحدث هزة أو رجة في المفكرين والمثقفين لكي يطرحوا وينبذوا أي قيود على حرية فكرهم..على ثقافتهم..على رؤيتهم..السلطة لا تعني فقط ولاة الأمر بل تعني أيضاً الضغوط التي يمكن أن نقع تحت طائلتها طيلة الوقت من دراسة واستفادة وتأثر بشخص بعينه أو باتجاه بعينه فكل تلك السلطات المتسلطة تشوه المثقف وتكسر قلمه أو تجعله سحرياً يكتب ماتمليه عليه هي بمباشرة وغير مباشرة..ربما أرى أن من المستحيل أن نصل لمرحلة التحرر التام..صعب أن تكون حريتنا تامة وغير مثقلة بما نحمله من توجهات وانتماءات وخلفيات ثقافية وتربوية..لكن الأمر بداية ونهاية يحتاج إلى جهاد ومصالحة وصدق مع النفس ..هذا إن أراد المقف فعلا أن يتجرد وأن يكون حر الفكر ولديه رغبة حقيقية في غد أفضل له ولغيره...
إنه كتاب تحذير..وإلا لن يكون للثقافة الحقيقية والمثقفين الأوفياء أي وجود حقيقي أو فائدة على أرض الواقع