لا يوجد في الدراسات الأكاديمية حول الإسلام، وهي على ما هي عليه حالياً، إلا النزر اليسير لتقويم الوضع السائد تجاه الإسلام أو تعديله، وبعبارة أخرى فإن الإنشاء حول الإسلام أن لم يكن فاسداً باطلاً برمته، لهو ومن المؤكد منسوب بألوان الوضع السياسي والإقتصادي والفكري الذي ينشأ فيه
تغطية الإسلام
نبذة عن الكتاب
يقول "إدوارد سعيد" في مقدمة كتابه أنه لا يوجد في الدراسات الأكاديمية حول الإسلام، وهي على ما هي عليه حالياً، إلا النزر اليسير لتقويم الوضع السائد تجاه الإسلام أو تعديله، وبعبارة أخرى فإن الإنشاء حول الإسلام أن لم يكن فاسداً باطلاً برمته، لهو ومن المؤكد منسوب بألوان الوضع السياسي والإقتصادي والفكري الذي ينشأ فيه، مضيفاً بأن هذا ينطبق على الشرق إنطباقه على الغرب، ولأسباب فنية كثيرة... من هنا يرى أنه ليس من قبيل المغالاة والإفراط في المبالغة القول بأن كل إنشاء حول الإسلام له مصلحة ما في قوة أو سلطة ما، ويتم إختياره من قبل الحكومة والشركات معاً، وقد أدى هذا الإختيار، عموماً، إلى عدم أهلية هذا الميدان لتغطية الإسلام بطرق من شأنها أن تمدنا بمعرفة تفوق ما نعيه، عما يجري تحت السطح في المجتمعات الإسلامية، مبيناً بأن هناك أيضاً الكثير من المشكلات الفكرية والمنهجية التي لا تزال بحاجة إلى حلول، ليطرح في هذا الصدد بعض الأسئلة ليكون من المستطاع ومن خلال الإجابة عليها الإقتراب أكثر من الإسلام وفهمه بصورة سليمة، ويقول: هل ثمة شيء هو السلوك الإسلامي؟ ما هي الوشيحة التي تربط بين الإسلام في صعيد الحياة اليومية الملموسة المعاشة والإسلام في صعيد العقيدة، في المجتمعات الإسلامية المختلفة؟ ما مدى الفائدة الحقيقية لـ"الإسلام" كمفهوم يعتمد لفهم المغرب والعربية السعودية وسورية وأندونيسية؟. من هنا، فإن "إدوارد سعيد" يرى هوة عميقة تفصل بين الوصف الأكاديمي السائد للإسلام، وهو ما تعرض وسائل الإعلام عرضاً كاريكاتورياً، وبين الوقائع الخاصة المميزة القائمة في عالم الإسلام، وعلى ذلك؛ فإنه يرى، بأن هناك أحياناً حول "الإسلام" بإعتباره كبش الغذاء لكل ما لا يروق في أنماط سياسية وإجتماعية وإقتصادية جديدة في العالم، فبالنسبة لليمن، يمثل الإسلام الهمجية، وهو بالنسبة لليسار، يمثل الثيوقراطية في العصر الوسيط، أما بالنسبة للوسط فإنه يمثل فرعاً من الغرائبية الممجوجة. إلا أن هناك إتفاقاً، بين هؤلاء جميعاً، مؤداه أنه رغم النزر اليسير فقط المعروف عن الإسلام، فليس هناك الكثير الجديد بالرضا عنه وبالموافقة عليه، وإن التغطية والتنمية للإسلام كادا أن يصرف النظر كلياً عن الإهتمام بالمأزق الذي يشكلان عرضين من أعراضه: ذلك هو القضية العامة المعنية بالمعرفة والعيش في عالم قد أصبح بالغ التعقيد والتنوع، يستحيل حصره وفهمه في تعميمات فورية ميسورة. ويمثل الإسلام حالة نموذجية، كما أنه، والرأي ما زال للكاتب، يمثل حالة فريدة لأن تاريخه في الغرب بالغ القديم وشديد التمديد، أي أنه لا ينتمي إلى أوروبة، كما أنه لا ينتمي، كما ينتمي اليابان إلى مجموعة الأمم الصناعية المتقدمة وعلى ذلك فهو يدخل في نطاق "المنظورية التنموية" وأن المجتمعات الإسلامية بحاجة إلى "التحديث"، ومضيفاً يقول بأن الإسلام ومن ناحية أخرى، كان يمثل على الدوام إزعاجاً خطراً على الغرب، فلا يمكن القول عن أي دين أو تجمعات ثقافية أنها تمثل تهديداً للحضارة الغربية بمثل التوكيد الشديد نفسه الذي يعتمد الآن عند الحديث عن الإسلام. من هنا يأتي كتاب "إدوارد سعيد" هذا الذي يقول عنه بأنه لن يكون بمثابة دفاع عن الإسلام، إنما هو يأتي ليصف إستخدام الغرب لــ"الإسلام" كما يصف ذلك الإستخدام في العديد من المجتمعات الإسلامية على حدٍّ سواء مبيناً بأن تعد سواء إستخدام "الإسلام في الغرب" لا يعني بأي حال الصفح عن مثل ذلك في المجتمعات الإسلامية، بل أن القمع في المجتمعات الإسلامية وكبت الحريات الشخصية والنظم غير الممثلة للشعب، بل التي تقوم غالباً على مساندة الأقلية، غالباً ما تزيف شرعيتها، أو هي تفسر ويُفتى بشأنها تمايلاً بالإستناد إلى الإسلام، مضيفاً بأن الإسلام وكعقيدة، براء من كل ذلك براءة كل دين عالمي عظيم سواه، فإن سوء إستخدام الإسلام يساير أيضاً، في حالات كثيرة، السلطة والقوة بالغة التطرق في الدولة المركزية. إنطلاقاً من ذلك كله يمكن القول بأن "إدوارد سعيد" وضمن هذه المقاربات حدد النقط الأساسية التي شكلت المنطلق لهذه الدراسة العلمية الموضوعية البحتة، بعيداً عن أية ميول كانت، وذلك بغاية إعطاء صورة موضوعية علمية يمكن من خلالها فهم الإسلام فهماً صحيحاً من جهة، ثم لبيان مدى المغالطات التي تحيط بالإسلام من خلال تلك التغطية السائدة المشوهة ثم كيفية محكم وسائل الإعلام الغربي في تشكيل إدراك الآخرين وفهمهم فيما يتعلق بالإسلام وقضاياه.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2011
- 302 صفحة
- [ردمك 13] 9789953891927
- دار الآداب
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
أبلغوني عند توفرهاقتباسات من كتاب تغطية الإسلام
مشاركة من فريق أبجد
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
طاهر الزهراني
بعد قراءة كتاب(تغطية الإسلام) لإدوارد سعيد، والذي كان يتحدث عن الغرب وأمريكا خصوصا والعالم الإسلامي وعن إيران خاصة في عهد آية الله الخميني، وذلك بعد أحداث احتجاز الإمريكيين في إيران في السفارة في نهاية السبعينيات الميلادية، كانت يسلط وسائل الإعلام الغربية الضوء على أساس أن هذه الدولة هي من يمثل الإسلام..
ثم يعرج إدوار في فصل صغير، على فيلم (موت أميرة) الذي سبب خلافا بين السعودية وبريطانية وكيف ان وسائل الإعلام كانت تحاول إبراز ما هو سيء ومرعب ومنافق فقط، وبالتالي لم تكن هناك تغطية إعلامية موضوعية عن الإسلام والعرب
..
طبعا الكتاب يتحدث في مرحلة مضت، - لذا لا تتوقع أن تجد فيه ما يضيف لك - قد يهم الباحثيين لتلك المرحلة، ولكن بقراءة هذا الكتاب، يخرج ببعض التصور عن أشياء كثيرة وسيناريو متكرر جدا
لهذا حمدت الله أن إدوارد سعيد عاش أحداث ما بعد 11 سبتمبر لكي يتحفنا بتصور وإحاطة موضوعية متفردة، وهذا الذي وجدته عندما قرأت له كتابه العظيم ( الثقافة والمقاومة )وهو كتاب مهم جدا جدا ، لمن أراد الحقيقة او جزءا منها
-
Mohamed Elaskary
كتاب رائع لكن أنا للاسف قرأت النسخة الإنجليزية وسعيد لأن هذ الاالكتاب ترجم إلى العربية!
-
Mohamed Elaskary
كتاب رائع لكن أنا للاسف قرأت النسخة الإنجليزية وسعيد لأن هذ الاالكتاب ترجم إلى العربية!