انفصام الشخصية بالذات، هو جنون هذا العصر، وكلنا مصاب به بدرجة أو أخرى.. ولكن العباقرة فقط، والمناضلين السياسيين، والمثاليين، والمؤمنين، والأذكياء والمرهفين هم الأكثر تعرضاً للصحو الكلي الجنون.. أما الناس العاديون، فهم أقل تعرضاً لهذا الصحو لأنهم لا يرهقون أنفسهم بالتفكير، ويتبنون آلياً المواقف الاجتماعيةالسائ
دة ، ويقصرون وجودهم على التكيف معها!..
السباحة في بحيرة الشيطان
نبذة عن الكتاب
بحيرة عجيبة تلك التي اختارت غادة السمان ان تسبح فيها في المجلد الثالث من "اعمالها غير الكاملة" انها تسميها بحيرة الشيطان، وهي في الحقيقة بحيرة كل ما يتجاوز الحدود الظاهرة والضيقة للعقل البشري المتوارث. لقد جمعت غادة السمان في "السباحة في بحيرة الشيطان" بضعة نصوص اساسسية وموضوعاتها كلها تدور حول طقات وقدرات الانسان ما فوق العقلية وحول ظاهرات الطبيعة اللاطبيعية. المحاور التي تتحرك ضمنها مقالات "بحيرة الشيطان" هي الجنون والمخدر والسحر والتقمص والتنويم المغناطيسي ورقي الشياطين وحضارات الكواكب الاخرىالتصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2005
- 190 صفحة
- [ردمك 13] 5289953410912
- منشورات غادة السمان
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
أبلغوني عند توفرهاقتباسات من كتاب السباحة في بحيرة الشيطان
مشاركة من فريق أبجد
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
هيثم أبازيد
تبدأ غادة السمان رحلتها ..بالتجول في دهاليز عقلها أو بالأحرى السباحة في بحيرتها ( وهدف الرحلة ..معرفة أسرار الإنسان في داخله ..وأفكاره بالغيبيات ..ومشاعره المتناقضة والثائرة والفضول للمعرفة لأجل كشف حقائق الكون التي تنكشف من نفس الإنسان أولاً ثم من الفضاء الخارجي )
وللسفر إلى أعماق دماغها ..تستخدم غادة مخدر LSD ( ثنائي إيثيل أميد حمض الليسرجيك وهو من المهلوسات القوية المؤثرة على العقل جرعة صغيرة جدا تكفي لاحداث اضطرابات في الرؤية، والمزاج والفكر) والمخدر هذا بمثابة "شيطان " ..تركب على ظهره وتغوض إلى داخلها ...إلى أعماقها لنكتشف معها أسرار رؤيتها للعالم الذي من حولها والذي تعيش فيه ..متجاوزة كل الحدود الثقافية والمعرفية والعلمية ...بطريقة أدبية ممتعة , وكأنها في داخلها وجدت فوضى عارمة.. ليست عاطفية , وإنما معرفية , وتلك الفوضى تسمى " حيرة "
وتنتهي هنا الرحلة الأولى ...لتبدأ بعدها بالخروج من عالمها الخاص فيها لتنتقل إلى عوالم أُخرى ( الجنون , والسحر , والتنويم المغناطيسي , التقمص , واسرار طاقة الدماغ , والكائنات الأخرى ) منقلة بين عالم وأخر
.
في رحلة غادة لا نبحث معها في تفسير علمي لهذه الظواهر ,إنما تخرجنا عن هذه الحدود التي فرضها العلم ...بل متحدية العلم بخوراق العقل الطبيعية ..لا بخوراق الآلات والتكنولوجيا ..لتعرفنا على علوم ..لم تثبتها المعادلات الفيزيائية والرياضية ..لكنها ..وبقليل من منطق عقلي ..وآيمان روحي ..تعتقد بصحة بعضها !
(سأدون تعليقي حول عالمين فقط ..من التي آثرت فيي بشكل كامل وجذري )
*الجنون
إذ لم تفهم معادلة فيزيائية هل يتجرأ أحد باتهامك بالجنون أو الهستريا ؟ لا طبعاَ , إذا لماذا تلك النظرة إلى "مجنون"؟ ( بالمعنى الحرفي للكلمة ) هو فقط لم يفهم الحياة ..التي نعيشها ..فانفصل عنها بطريقته غير مفهومة ..وخرج عن المجتمع الطبيعي ..ليخلق لنفسه طبيعة خاصة فيه ..ويعبر عن آراءه بطريقته هو لا نحن ..لا بعقلية القطيع و"المجتمع الواحد" ..فهو يعتبر عن "لا" بطريقته ..ويقول "نعم " بطريقته ...نحن فقط لم نفهم طريقته ..واخطأنا الفهم ..لأننا كما يقال عنا ..معشر العقلاء ؟
في رحلة غادة في هذا العالم ..نمر بقصص "مجانين" ( والذي نكتشف إنهم عقلاء لكن بطريقة أُخرى ) يحكون لنا قصصهم مع فهمهم للعالم ..ومع انشقاقهم لهذا العالم الهستيري والوحشي ..فنجد من خلال هذه القصص والشخصيات ( ومن بينهم أمير الحزن وحسان ) أن لديهم الكثير من المنطق ..و"التعقل" ..بل نجد إننا نحن ..الأكثرية "المجنونة" أمام هذه الأقلية" العاقلة" ..ولأن الأغلبية تطغى على الأقلية ...فحبسناهم ..وعذبناهم ..وصعقناهم بموجات كهربائية ..وغيرها من الطرق المجنونة !
*التقمص
شخصياً لا اؤمن بالتقمص , (ما جدوى الحياة إذ كنت سأنتقل من جسد إلى جسد ..دون نهاية؟ )
, لكن الموضوع نفسه " التقمص " أثار لدي الكثير من الاسئلة حول الروح والحياة ..والفناء
خاص بقراءة القصص التي ترجمتها غادة عن الدكتور النفساني أيان ستيفنسون ( وأنا من أشد المعجبين بآسلوبه في البحث العلمي ) والتي لم تكتفي بالترجمة ..بل أيضاً ذهبت والتقت بأبطال هذه القصص ...مما يزيد في منطقية القصص وواقعيتها
لكن هذا المنطق كله لم يحل اللغز خلف الموت ..والروح ..إذا كانت فانية ( وهذا الذي اؤمن به) أو تنتقل من جسد إلى جسد
( منذ الآمس..وانا ابحث عن شيء من حياتي السابقة !! )
عموماً...أنا آميل إلى الرأي الأول بفناء الروح ..لكن لا أشك بقدرة تنقلها خلال الحياة نفسها ( في هذا الموضوع كثير من الأبحاث والنظريات ..أهمها ما يسمى بالأسقاط النجمي ) ..وفي اعتقادي أن الروح شيء مادي ..ليس مجرد "شيء" عاطفي في القلب
في المجتمع العلمي أجد خير حصيلة علمية ..كتاب "الفرضية المذهلة" للحديث عن هذا الموضوع بشكلٍ وافي
-
hibalokman
كتاب في منتهى الروعة ..تلذذت في قرائته وتعلمت منه الكثير الكثير ..
كتاب يفتح الآفاق أمام خيال القارئ الذي أنهكه الركود ويوسع مداركه إذ تمضي بنا كاتبتنا العبقرية الفضولية إلى مجاهل النفس البشرية وتصطحببنا معها في رحلة إلى أعماق الذات لتكشف لنا عن حقائق وأسرار كثير منا ما يجهلها أو يعتبرها من الخوارق أو ضرب من ضروب الخيال !!
مؤيدة كلامها بوثائق وتجارب واقعية وأبحاث علمية لكبار العلماء والأطباء وخصوصا النفسيين ..ومحور الكتاب يدور عن أن سبب تقوقع الإنسان على نفسه وإبحاره إلى داخل ذاته ولجوئه إلى معرفة الغيبيات و التخدير والتنويم المغناطيسي وكثرة الأمراض النفسية وغيرها من الأمور التي تناولتها غادة فيي كتابها إنما هي ردة فعل قوية على واقعه السريع المتسارع أو كما يسميها العلماء بصدمة المستقبل ..
افتتحت كتابها بالحديث عن المخدر ومايجري للنفس البشرية أثناء تعاطي الإنسان للمخدر حيث ينتقل من حالة الوعي إلى اللاوعي فيصبح قادرا على التقاط محطات كونية جديدة لأنه في تلك الحال سيكون أكثر قدرة على تخيل واختلاق أشياء لم يكن بوسعه رؤيتها وهو في حالة وعيه التام وهو بذلك يتهرب من واقعه المأساوي الغير مشجع على الحياة ..
ثم تناولت بطريقة فلسفية رائعة ظاهرة الجنون مبينة لنا من هو المجنون الحقيقي ومن العاقل إذ أعجبتها بشدة فلسفة د.لينغ بخصوص هذا الشأن وأيضا بوصفه الرائع لمرض (الشيزوفرانيا ) الذي توسعت في الحديث عنه وهو مرض انفصام الشخصية أو مكسور القلب والروح ..إذ أنه في نظر د.لينغ رحلة كل إنسان داخل ذاته في محاولته الدائمة لخلق التوازن بين الداخل والخارج والمهم هو أن ينجح الإنسان في العودة من هذه الرحلة وأن يظل الاتصال بين حقيقته الإنسانية (داخله) وبين الحقيقة الاجتماعية ودوره فيها (خارجه ) أن يظل الاتصال قائما..ومن ثم يذكر لنا مسبباته فتعقب غادة قائلة : ( هذا التشخيص يرعبني كعربية إذ أن فيه وصفا للجو النفسي لجيلنا وفيه شبه تحذير من جيل ليس مصابا بازدواج الشخصية فحسب مثلنا وإنما مصاب جديا بانفصامها إلا إذا داوينا مجتمعنا بالثورة !!!)
ومن ثم تغوص أكثر في ظلمات بحيرتها إلى أن تصل بنا في الحديث عن هرب (الأغلبية العظمى من الناس من أرقاهم مكانة إلى أدناهم مرتبة في المجتمعات المتقدمة والمتخلفة على حد السواء) من تحمل المسؤولية إلى عالم الغيبيات وذلك باللجوء إلى السحرة والعرافين والكهنة وأبدت استيائها واعتراضها الشديد على ذلك وقالت : ( إن انتشار السحر ظاهرة تعبر عن أشياء مختلفة وفقا للمجتمع الذي تنتشر فيه وظروفه الموضوعية من مادية وسياسية وتاريخية وأنها تزداد انتشارا لا في حالات الترف العلمي والفكري وحسب وإنما أيضا في حالات الإملاق العلمي والانحطاط الفكري وفي المجتمعات المتخلفة فتزيد من تخلفها وإن هذا هو الحال في بلادنا )...
ومن ثم وجهت دعوة للمسؤولين بأن ( أغلقوا مكاتب السحرة والمنجمين وحولوها إلى مكتبات علمية وإلى مكاتب تدريب على حمل السلاح , ذلك هو السحر الحقيقي في مرحلتنا الراهنة , إن أمانينيا لن تحققها رائحة البخور وإنما رائحة البارود)..
ثم مضت بنا إلى ظاهرة لطالما حيرت العلماء ووفقوا عاجزين أمام تفسير حدوثها وأسبابها مكتفين فقط بما يرويه لهم أصحابها ألا وهي ظاهرة (التقمص)..
وبينما نحن غارقون في حيرتنا إذ تنتقل بنا إلى محطة أخرى وعمق آخر من أعماق بحيرتها لتحدثنا عن التنويم المغناطيسي وطقوسه وطرق إجرائه وسلبياته وإيجابياته في عرض يذهل له العقل ..وتكشف لنا أن الحب هو من أخطر أنواع هذا التنويم إذ تقول ( إذا كان التنويم سيطرة إرادة شخص على جسد آخر , أليس الحب نموذجا للتنويم الذي يتم برضى الطرف الآخر واستسلامه الكلي ؟ أليس الحب أخطر أنواع التنويم لأن بطله يظن نفسه صاحيا !!! )
ومن ثم تختتم كتابها بالحديث عن احتمال كبير لتواجد حيوات أخرى وكائنات أخرى تعيش على سطوح كواكب الكون الواسعة وتذكر لنا الأدلة التي استند إليها العلماء في افتراضهم لذلك ..
..
وأخيرا لا يسعني إلا قول إنه كتاب أكثر من رائع في غاية الإثارة والتشويق لاكتشاف المجهول ...