مدخل جميل لفهم عقيدة المسلم وعلاقة الكثير من القضايا العلمية والفلسفية والوجودية بهذه العقيدة.
تطرق الكتاب بداية إلى مفهوم الإله.
بدأ بأدلة وجوده .. من خلال الآثار من حولنا .. من خلق وإبداع وتصميم لقوانين الكون والحياة .. التي تدل على وجود وحدة في القصد والإرادة والعناية والحكمة.
ثم انتقل إلى صفات الإله .. موضحا أهمية معرفة صفات الإله الذي خلقنا وخلق هذا الكون بما فيه .. من غير تجسيد ولا تجريد مطلق.
فلله صفات في القرآن جاءت بصيغة لغوية ظاهرها يبدو حسيا كصفات البشر .. هذه الصفات يجب فهمها من خلال استحضار آية "ليس كمثله شيء" .. لقد جاءت هذه الصفات بصيغة تقرب ذهنيا بعض من صفات الله المطلقة لوعينا المحدود.
ومن المواضيع المهمة التي تطرق إليها الكتاب .. موضوع الإرادة الحرة وعلاقتها بعلم الله ومشيئته.
هذا العلم المسبق والمشيئة الإلهية لا يعني أن الإنسان مجبر ومسير كما يفهم البعض .. فعلم الله علم كاشف يستوي فيه الماضي والحاضر والمستقبل .. فلا علاقة لعلم الله بإجبار الإنسان.
كما أن مشيئة الإله في آية "يضل من يشاء ويهدي من يشاء" لا يجب أن تفهم على ظاهرها وكأن الإله بمشيئته يتلاعب بعباده حاشاه .. هذه الآية مثلا تفسرها الكثير من الآيات الأخرى التي توضح صفات وأفعال هؤلاء البشر التي من خلالها استحقوا إما الهداية أو الضلال.
فكما أن لله علم وقدرة ومشيئة وإرادة .. فإن له حكمة.
هذه الحكمة اقتضت وجود قوانين وسنن كونية ثابتة ومترابطة من خلال سلسلة من الأسباب والمسببات التي لا يستطيع بشر أن يخالفها، فهي بين أيدي البشر يديرونها ليصلوا إلى ما أرادوا من خير أو شر يحاسبون عليه.
كما تطرق الكتاب إلى قضايا عقدية أخرى أوجزها فيما يلي:
ارتباط الإيمان بالعمل الصالح
علاقة الإيمان بالمعاصي
القرآن ومعجزته العقلية الخالدة مقارنة بالرسالات والمعجزات المادية السابقة
مسائل القضاء والقدر الشائكة
بعض الأمور العقدية الخلافية بين المذاهب الإسلامية المختلفة
وأخيرا .. قضايا الساعة والبعث والحساب