أيها المناكيت ما سر ما في أعماقكم من خوف قالوا الطوق إلى الحرية، أيها المناكيت ما سر ما في أعماقكم من حزن قالوا الطوق إلى الفرح . خيري شلبي
إنها الحرية والفرح ما كان يحارب خيري شلبي في روايته الرباعية ليقول أنها مفقودة، إنهما ما غاصت الرواية بنقائضها، فمن الوتد إلى المنخل الحرير إلى العتقي فالخزنة تصعد بنا الاحداث وتهبط على وجع القرية وألمها وفقرها وعجزها ومعاناتها .
القارئ لهذه الرباعية سيلاحظ ثبات الراوي ومركزية المرأة فيها، في الوتد تظهر لنا "فاطمة تعلبة" وهي تحمي بيتها وأولادها من كل ما قد يدمر هذا البيت، تحكم وتحرّك كل شيء برغم عمرها الكبير تقود اولادها الذين يستطيعون أن يحركوا القرية كلها إلا انهم امامها يبقون أولادا لا يخرجون عن أمرها، تعيش تفاصيل كل زوجة من زوجات أبناءها ومونولوجها الداخلي وانفعالاتها لكي تخرج برواية تكون المرأة محورها وكأنه يذكرنا بأن المرأة في الريف كل شيء .
لا يتضح زمن للرواية إلا أنها ترمز للزمن بشكل واضح وتكاد "الخزنة" لتكون أوضحها سياسيا والتي تلخّص الأبعاد السياسية لهذا الشقاء الدائر في كل الرباعية .
ركّز الكاتب كثيرا على ذكر التفاصيل التراثية والألفاظ القديمة للألبسة والأدوات في القرية
يظهر البؤس واضحا وجليّا في فصليّ "العتقي" و "الخزنة" حيث تدور أحداثهما عن بؤس طفلين أحدهما يتمنى حذاءً جديدا والآخر يتوق ليعرف كيف هي الحياة خارج الخزنة
تمتّع الكاتب بقدرة هائلة على وصف القرية ومعاناتها كما قال عنه نجيب محفوظ عندما سئل عن عدم كتابته عن القرية، قال كيف أكتب عن القرية وخيري شلبي موجود.
رواية ممتعة شائقة وشائكة بنفس الوقت محزنة ومحفّزة
استمتعت بها جدا وهنالك الكثير من التفاصيل التي لا تقال حتى لا تموت متعة الرواية