ما اجمل ان تقرأ عن مدينتك ان تقرأ عن احد احب الاماكن الى قلبك " وسط البلد في عمان" انها مدينتي لذا فلن اكون حيادي في هذه المراجعة فأنا احب عمان و احب كل الكلام عن عمان .
ان تقرأ عن شخصيات تعرفها , عن أسماء انجازاتها ماثلة امامنا لليوم , عن اماكن تراها كل يوم من رأس العين الى المهاجرين و سقف السيل الى سوق الخضار و الحسيني و شارع فيصل و سوق منكو , كأنك ترى تاريخك في كلمات .
من الجميل في هذه السيرة ان الكاتب عراقي مما ابعدها عن المبالغة في التمجيد و ابعدها عن التحيز لعائلة على حساب اخرى .
و من الجميل ايضا وجود شخصية الجدة بلهجتها العراقية الجميلة و نقاء قلبها فهي تعرف الصح من الخطأ و تعرف الحلال من الحرام بقلبها اكثر من " ابناء المدارس".
في الاربعينات عاشت عمان احداث مهمة للغاية وما زالت اثار بعضها موجودة لغاية اليوم مثل طوفان عمان 1943 و الاستقلال 1946 و الحرب 1948 , فهذه السيرة تؤرخ لفترة مهمة لعمان .
تفاصيل كثيرة ذكرت من المستشفيات و المدارس و طريقة اللبس و عادات رمضان و طبائع الناس و العاب الاطفال و الحصاد و بنية عمان و توسعها و النمط المعماري و ..... الخ , لذا فهذا الكتاب غني و ثري بالمعلومات للغاية . و لكن ربما اهم ما ذكر كان طبيعة علاقات الناس و التعايش بين المسلم و المسيحي و العربي و الشركسي و الشامي و البدوي و ابن الجزيرة العربية .