عندما تقرأ نصر الله أنت لا تملك إلا أن تعاود قراءته مراتٍ ومرات،، بحثاً عن شيء ما.. عن تفسير ربما أو نهاية.. وغالباً فإنك ستعثر على معانٍ أخرى جديدة مختلفة عن تلك التي لمعت في ذهنك أول مرة..!
أقرأ نصر الله وأنا مأخوذة ليس بلغته فحسب ولا في ذلك الأسلوب المميز في عرض الحكاية فقط، بل أيضاً في هويته الفلسطينية التي يعرضها كل مرة بصورة مغايرة..!
قرأت #أعراس_آمنة.. لأعيش عن قرب - للمرة الاولى - تلك الأحداث التي شاهدتها وبكيتها أياماً وليالٍ إثر العدوان على غزة.!!
غزة،، تلك المدينة الحزينة التي أصبح اسمها يحمل من الوجع أكثر بكثير مما يحمل من الجمال،، فصرنا نختزل كل المرارة والألم حين نختزل اسمها ونناديها تجاوزاً "القطاع"..!!
جعلتني هذه الرواية - رغم صفحاتها المئة وأربعين، أقف أمام كل حدث،، كل شخص.. وأتمعن طويلاً في الحكاية،، وما وراء الحكاية..!!
لم أكن أنتظر نهاية لهذه القصة.. إذ في الواقع هي لم تنتهِ بعد،، وإن كانت ستمتد أكثر فهي ستمتد لتتسع لمزيد من الشهداء، والمزيد من الموت والحرب والدمار.. أليس هذا حالنا اليوم؟!!
أرفرف بجناحي خيالي الصغيرين.. أطير إلى فلسطين الحبيبة، أبكي دمارها وخرابها.. اعزي نفسي بزرقة البحر وأمضي..!!
هكذا قرأت أعراس_آمنة.. وبكثير من الوجع أفارق نصرالله كل مرة لاعود إليه مرة أخر بشغف.. أقرأ الملهاة وأبكي،، ثم أتساءل "هل أبكاه الوجع وأوجعته فلسطينيته، حد اللهو بها !