أعترف أني واجهت مشكلة كبيرة في قراءة هذه الرواية، إذ أن صورة "محمود مرسي" وأداءه في الفيلم الذي شاهدته وتأثرت به جدًا منذ فترة طويلة كان حاضرًا طوال الوقت! ولكنه ـ لحسن الحظ ـ ذلك الحضور الإيجابي، إذ أن هذا الفيلم، وبعكس أفلامٍ كثيرة لمحفوظ لم يشوَّه، بل أزعم أنه قدَّم الرواية كما جاءت ..وإن كان قارئ الرواية يختلف حتمًا عن المتفرج على فيلم سينمائي قد يخرج منه بسؤال كبير لا يستطيع الإجابة عليه ..
.
إن تكن تريدني حقًا فلم هجرتني؟!
عمَّ كان يبحث عُمر الحمزاوي .. بطل هذه الرواية، وهو المحامي الناجح ورب الأسرة السعيد والذي كان مناضلاَ صاحب رأي ومبدأ ونجا من السجن، وكان شاعرًا أيضًا ولكن الشعر هجره ..
هل هو "معنى الوجود" ؟ فعلاً ؟!
أم هو "الله" الذي هجره في كل حياته السابقة تلك؟؟
.
أحد مشكلات الرواية أن البطل لم يكن رجلاً عاديًا، رغم كونه ناجح ومستقر أسريًا (كنوع من دوافع البحث التي طرحها محفوظ لشيءٍ ينقصه) ولكنه كان ثوريًا تحطمت ـ فيما بدا ـ آماله، بل ويعتبر نفسه خائنًا لصديقه الذي أمضى شطرًا من عمره في السجن، الأمر أو المشكلة الأخرى ذلك اللجوء السريع إلى المرأة كنوع من البحث عن الشيء الناقص أو المفتقد الذي سرعان ما يثبت فشله بعد تجربة أو اثنتان ..
.
الرواية التي تطرح الأسئلة ولا تمنح الإجابات الجاهزة، هي حتمًا رواية ناجحة وجيدة جدًا
ولكن على الرغم مما حفلت به الرواية من مكواقف وحوارات بين عمر وأصدقائه إلا أني شعرت أن عمقًا كثيرًا ينقصها، وأتعجب من رؤيتي هذه، وأتساءل هل كانت "الشحاذ" أول رواية يطرق فيها "نجيب محفوظ" هذه الفكرة فأخذت هذا الصيت وهذه الضجة؟! أم أنها سلسلة متتاالية من الروايات، كان "محفوظ "يجرِّب فيها في هدوء مرة وبطريقة زاعقة مرة معنى الوجود، أو الغاية، أو مصير المثقف، أو البطل الإشكالي ..
.
كان طريفًا أثناء قراءتي للرواية أن أجد موقعًا يعرض تعريفًا وافيًا بها، بل ويحاول أن يفك رموزها، كما جاء هنا:****
.
الفيلم لمن لم يشاهده هنا:
****