الحبكة تبدأُ عاديةً، مع بعض التذكر لأيام الشباب والحنين لأيام القوة، ثم يبدأ الحنين في رثاء الماضي وتشييع جنازةِ قصةَ حبٍ جميلة انتظرت عشراتَ السنين أولِ مُستمع جرؤ على السؤال، ففاض الحديث بقصة مريومة ومريود والتي لم تخلو واقعيتها من أسطورة بندر شاه التي ظلت تلوح بين السطور في سرد عبقريّ ومُذهل.
الطيب صالح يسخر من القراء جميعاً، فكأنه يقول، أنا قضيت معظم عمري خارج السودان، ولكني أكتب للسودان ولن أتحدث سوى عن "ود حامد" ولن أكتب حوارتهم سوى بلكنتهم، فإذا أعجتكم قصصي، فتعلموا كيف يتحدثون في ود حامد ولا تتململون من عاميتهم التي لا تفهموما .. ربما إذا تعلمتهم كيف يعيشون في "ود حامد" وكيف ينطقون أكون قد أديت واجبي تجاههم.