الكتاب الرابع عشر من العام 2025
كاشغر: المنافي الباردة
عزيز فيرم
تطبيق ابجد
""تذّر فؤادك بكاء صنوف المواجع، وينتحب صدرك بكل ضروب الشقاء، وتفقد حاسة شم نسائم الحرية، تعيش لاجئًا مغتربًا داخل حدود وطنك المسلوب، وترتحل مرفوعًا مقهورًا نحو سراديب المستقبل المجهول، تكابد أمواج الزمن العاتية وتندفع طواحين الأيام إلى فبناءات المجاهيل، وتصبح رقمًا أساسيًا وأليمًا في معادلة الحياة. يقهرك أبناء دينك وخلانك في تحقيق أماني الحياة البسيطة، وتستنفر بك خيوط الفتن الدهماء والمحن السحماء.""
""سجن الصّين العظيم-، ولكن لابد أن يكون هذا هو دأبه في كل أحايينه وحالاته، فالوطن قطعة من القلب ولو كان الرّجوع إليه كمن يعبر من حال الحياة إلى حال الموت ولكن بتأشيرة، ولكنه عبورٌ قدريٌّ لا مفر منه، ولو عاش المغترب عمر آدم أو نوح، وما أوجع قلب المرء حال غربته، وما أشدّ عذاباته حين يكون البُعد عن تراب وهواء الوّطن وعن أحضان ولقاءات الوالدين والأسرة، إنها وأيم الله الآم الجسد المطويّة في أعماق السريرة وفي طوايا الرّوح.""
كاشغر: من أشهر مدن تركستان الشرقية وأهمها وتقع في وسطها، وكانت عاصمتها في بعض فترات التاريخ، ولها مركز عظيم في التجارة مع: روسيا من جهة، الصين من جهة ثانية، بلاد ما وراء النهر من جهة ثالثة، حيث يمر طريق الحرير المشهور بمدينة كاشغر والذي يربط الصين بدول أوروبا، ويمكن السفر إليها من مدينة سمرقند، وإقليم الصغد. وضمت الى الصين عام 1933 بعد المعركة الشهيرة وهي تتيع حاليا لإقليم سنجان في الصين
مسلمي اليغور: يُعرف الأوي غور على أنهم مواطنين في منطقة شين جيانغ الأغورية ذاتية الحكم في جمهورية الصين الشعبية. تُعتبر هذه الأقلية واحدة من بين 55 أقلية عرقية معترف بها رسميًا برغم القيود المفروضة عليهم من قبل الحكومة الصينية
الرواية او الكتاب:
تأخذ الرواية القارئ في رحلة عاطفية وأليمة من خلال قصة الطبيب الشاب التركستانية قيّوم عبد الأحد خان، الذي انتقل من منافي الوطن إلى دهاليز الغربة. تتناول الرواية مواضيع الحب، المنفى والوطن، في إطار شتاء بارد يُعبّر عن الشقاء والتحديات التي يواجها اللاجئون داخل أوطانهم، وفي غربتهم.
هي رواية الابعاد الثلاثة الحب، المنفى والوطن، في إطار شتاء بارد يُعبّر عن الشقاء والتحديات التي يواجها اللاجئون داخل أوطانهم، وفي غربتهم.
فهنا الحب في أوسع ابوابه من خلال العادات والتقاليد والثقافة الإسلامية وخاصة الاخوة والمحبة مقابل العنف والقيود والسجن والوشايات وغيره من الظلم الذي يتعرض له ابنا عبد الاحد وجيرانه والمشاكل التي حصلت له
او حب فيوم لزميلهن في الدراسة جياو زيان التي يعمل ابوها في الجيش ويرفض الطبيب ويعتقله برغم انقاذ قيوم له إثر اصابته برصاصة لكنه يخبر قيوم " لا اريد دينا من مسلم لذلك سأجعلك تخرج وفقط لن تدخل السجن "
اما البعد الثاني فهو يعد المنفى الذي يعيش في داخل قيوم داخل وطنه فمن الصعب ان تكون غريبا في وطنك تعاني من القهر والحرمان والموت كحال اهل غزة الان من الصعب ان ترى وطنك ينهب يسلب يتم اعتقالك لأسباب تافهة تفقد وظيفتك وتعمل كبائع خضار
البعد الثالث الغربة وقت اتحدت مع المنفى في حالة ميهراي أكرم جان التي هربت بعد ان تم اعتقالها وتعذيبها لأنها صلت في مكان عملها فهربت الى باريس وعملت على افتتاح محل حلويات لنشر الثقافة الأغورية او التركستانية في باريس وحاولت قدر الإمكان التعامل مع غربتها وقهرها
نهاية الرواية غريبة بعض الشيء لكنها جميلة فبعد كل هذا القهر من الجميل ان نجد انتصارا للحب بزواج قيوم منافي الوطن إلى دهاليز الغربة وكيف واجه عاري الصدر أشواك الحياة وشقاءاها، كما عاش أبناء وطنه انتصر الحب حيث تزوج من ميهراي أكرم جان وأنجب طفلة فقدت أمها الحياة اثناء ولادتها اما فتاته الأخرى لقد انتصرت من خلال اسلامها واهداء حبيبها العيادة ومبلغا من المال حيث كان موتها سببا قويا في جعل والدها يتغير بل ويسلم ويساعد فيوم في حياته لنقول ان أحلام قيوم قد تحققت بالرغم من كل الجراح
جرت احداث الرواية في الشتاء فهي ثلاثية الحب، المنفى والوطن حيث يتعايش الثلاثة في رحم شتاء بارد أبرد من رياح جبال الكار كورم في الصين في عز فصل الشتاء.