اقتباسات مصطفى خليفة

‫ أتجوَّل هائمًا على وجهي‮ ‬في‮ ‬الشوارع والطرقات والحدائق ‬حولي‮ ‬الكثير من الناس،‮ ‬لكنِّي‮ ‬لا ألحظ الوجوه‮ ‬أحسّ‮ بأنَّ ‬الناس كتلة هلاميَّة،‮ ‬أو كتلة أثيريَّة‮، و‬جزءًا من الهواء المحيط بي.‮ ‬لا ألحظ شيئًا أو وجهًا،‮ ‬فالإنسان عادة لا‮ ‬يرى الهواء

أحلم أحد أحلامي‮ ‬الصَّغيرة،‮ ‬وقد صغرت أحلامي كلُّها‮:‬

إنَّ‮ ‬السِّجن هو المرأة‮! ‬غيابها الحارق‮.‬

‬أنا،‮ ‬يا صديقي،‮ ‬في‮ ‬جوع حقيقيّ‮ ‬كي‮ ‬أشعر باحترام الآخرين‮. ‬لا‮ ‬يهمّ‮ ‬أن‮ ‬أجوع بضعة أيَّام كلّ شهر،‮ ‬لكنَّ ‬الشُّعور بأنَّني‮ ‬إنسان‮ ‬يكفيني‮ ‬لمدة شهر‮.‬

(كنت أتساءل‮: ‬هل هي‮ ‬تسلية فقط، أم أنَّها نهج؟ الدَّافع إلى التَّركيز في هذا الموضوع، هل هو عُقَدُ الجنس والكبت الشرقيَّة لدى الرقباء‮ ‬يُفرغونها من خلال السُّلطة التي‮ ‬يملكونها على السُّجناء؟ أم هو نهج مدروس، الغايةُ منه تحطيمُ الإنسان وإذلاله

كأنَّ‮ ‬كلَّ‮ ‬واحد منَّا‮ ‬يحاول الاختباء داخل ذاته‮. ‬

‬الحدث هو الهيكل العظميّ، ويتعيَّن‮ ‬وعلى المخرج إكساؤه باللَّحم والثياب‮.‬

عند الأعمى الصوتُ هو السيِّد‮.‬

هل أنا مَن كنتُه نفسُه قبل ثلاثة عشر عامًا؟‮! ‬نعم‮… ‬ولا‮. ‬نعم صغيرة،‮ ‬ولا كبيرة‮.‬

❞ ‬أنا أؤمن بقول‮ ‬يقول إنَّ ‬الإنسان لا‮ ‬يموت دفعة واحدة.‮ ‬كلَّما مات له قريب أو صديق أو واحد من معارفه،‮ ‬فإنَّ‮ ‬الجزء الذي‮ ‬كان‮ ‬يحتلّه هذا الصديق أو القريب‮ ‬يموت في‮ ‬نفس هذا الإنسان‮. ‬ومع الأيَّام، وتتابُع سلسلة الموت‮، ‬تكثر ❝

أيّوب‮.. ‬بس يستوي ناديلي‮. ‬

‫ لا أعرف لماذا‮ ‬يضربونني‮! ‬لا أعرف ماذا‮ ‬يريدون منِّي. ‬تجرَّأت‮ ‬وصرخت‮: ‬

‫ ـ لك‮ ‬يا أخي‮ ‬شو بتريد منِّي؟‮

‫ ـ كول خرا‮.. ‬ولا مَنيك‮.‬

❞ أحاول أن أغلق أصغر ثقب فيها‮. ‬لا أريد أن أنظر إلى الخارج‮. ‬أغلق ثقوبها لأحوِّل نظري‮ ‬بالكامل إلى الداخل‮.‬

⁠‫إليَّ ‬أنا‮.. ‬إلى ذاتي‮!

⁠‫وأتلصَّص‮.‬ ❝

❞ أنا أؤمن بقول‮ ‬يقول إنَّ ‬الإنسان لا‮ ‬يموت دفعة واحدة.‮ ‬كلَّما مات له قريب أو صديق أو واحد من معارفه،‮ ‬فإنَّ‮ ‬الجزء الذي‮ ‬كان‮ ‬يحتلّه هذا الصديق أو القريب‮ ‬يموت في‮ ‬نفس هذا الإنسان‮ ❝

❞ أحسست بأنَّ‮ ‬مجيئي‮ ‬إلى هنا بلا معنى‮. ‬ماذا أفعل هنا؟ بدأ الملل‮ ‬ينتابني‮. ❝

❞ لن أشكر مَن سجنني‮ ‬كلّ هذه السَّنوات الطويلة.‮ ‬لن أشكر مَن سرق عمري‮ ‬وشبابي‮… ‬لن أشكر من ضيَّع أجمل سنوات عمر ❝

❞ اليد التي‮ ‬لا تستطيع عضّها‮.. ‬بوسها‮.. ‬وادعي‮ ‬عليها بالكسر‮! ❝

❞ ⁠‫ـ بس أنا صار لي‮ ‬١٢‮ ‬سنة في‮ ‬السِّجن‮!

⁠‫ـ الـ‮‬١٢‮ ‬سنة إنساهم،‮ ‬هدول نتيجة خطأ نحن‮ ‬غير مسؤولين عنه،‮ ‬حسابك‮ ‬يبدأ من هذه اللَّحظة ❝

❞ ولكن، هل من المعقول أنَّ ‬هذا الشعب العظيم لا‮ ‬يعرف ماذا‮ ‬يجري‮ ‬في‮ ‬بلده؟ إذا لم‮ ‬يكن‮ ‬يعرف فتلك مصيبة،‮ ‬وإذا كان‮ ‬يعرف، ولم‮ ‬يفعل شيئًا لتغيير ذلك، فالمصيبة أعظم‮. ❝

❞ «الداخل مفقود والخارج مولود ❝

❞ يروي‮ ‬أحدهم‮ ‬للآخر عن سجينة اسمها‮ «‬ترفة»،‮ ‬كانت قد قطعت عهدًا على نفسها، نتيجة لكثرة الاستفزازات التي‮ ‬كانت تشكِّلها الأبواب السَّوداء لها، بأنَّها ستُحضر نجارًا‮ بعد خروجها من السِّجن ‬يخلع لها كلّ‮ ‬أبواب بيتها‮. ‬هي‮ ‬لا تريد أبوابًا مغلقةً‮ ‬أبدًا‮.‬ ❝