اقتباسات ولتر ستيس

‫ إذا أردنا أن نفهم طبيعة هذا الاتحاد يجب أن نعلم أن الله يسكن أو أنه موجود أساسًا في كل نفس، حتى في نفس أكبر خاطئ.

لكن كيف يستطيع التفكير المنطقي أن يفهم المطلق؟ يكفي أن نفهمه عن طريق نوع من الحدس الروحي

يؤكد البعض أحيانًا على أن التصوف هو مجرد هروب من الحياة وواجباتها ومسؤولياتها. يقولون إن الصوفي ينسحب إلى حالة خاصة من النشوة والسعادة ويدير ظهره للعالم ويهمل أحزانه الخاصة، ليس ذلك وحسب، بل واحتياجات وأحزان رفاقه. باختصار يقولون إن حياته أنانية بصورة جوهرية.

أن الوعي الصوفي هو شيء إعجازي أو خارق للطبيعة. لا شك أن عمليات التطور الطبيعية قد أنتجته مثلما أنتجت وعينا العادي. ثمة دليل قوى على وجوده في عدد قليل من البشر. إن إنكارنا لوجوده أو تشكيكنا فيه كحقيقة نفسية هو رأي سيئ فعلا. هذا جهل. سواء كان لهذا الرأي مغزى أو قيمة أم لا، هناك بالطبع اختلافات جوهرية في الرأي حول هذه الأمور. بسبب ندرة هذا النوع من الوعي إلى حد ما يجب قطعًا أن يدخل إلى مجال اختصاص الأمراض العقلية.

«في البداية كان ثمة وجود واحد فقط لا ثانيَ له. يقول البعض إنه في البداية لم يكن هناك سوى عدم، وولد الكون من هذا العدم. لكن كيف أمكن لمثل هذا الشيء أن يكون؟ كيف أمكن للوجود أن يولد؟ كلا يا بني، في البداية كان هناك وجود واحد فقط ليس له ثان. فكَّر هذا الواحد في نفسه قائلًا: «لأكن كثرة، لأنمو!» وهكذا أخرج الكون من نفسه. بعد أن فعل ذلك تخلل كل كيان. إنه موجود وحده في كل كيان. إنه الوجود المحض لكل الأشياء، وهو الحقيقة، وهو الذات. هذا أنت يا سفيتاكيتو. هذا هو أنت».

في أيام دراسته بالمدرسة مع كهنة البراهمة تعلم سفيتاكيتو تكرار تلاوة الفيدا عن ظهر قلب. ذلك هو نوع التعليم الديني الشكلي الذي يتوقعه المرء من الكهنة. إن السؤال الذي يسأله والده هو: هل تعلم سفيتاكيتو تلك المعرفة التي عن طريقها نسمع ما هو غير مسموع وندرك ما لا يمكن إدراكه ونعرف ما هو غير معروف؟ المعرفة التي يرغب فيها أودالاكا لابنه سفيتاكيتو ليست نوعًا من المعرفة العقلية، لكنها تنوير صوفي

شديد الصعوبة! كل الأشياء الرائعة صعبة ونادرة».

إذا ظن أي شخص أنه لا يمكن أن يوجد أي نوع من الوعي مجرد من الأحاسيس أو الصور أو الأفكار، لا بسبب عدم قدرة معظم الناس على تصوره أو إدراكه بالعقل، فمن المؤكد أنه شخص شديد الغباء؛ لأنه يفترض أن إمكانات هذا الكون الشاسع تنحصر في ما يمكن تخيله وفهمه من قِبل عقول الحشرات البشرية العادية التي تزحف على ذرة من التراب، وتطفو في فضاء لا نهائي.

يقترح وليام جيمس في كتابه «تنويعات التجربة الدينية»، بناءً على أبحاثه النفسية، أن وعينا الطبيعي، أو ما نسميه الوعي العقلاني، ليس إلا نوعًا محددًا من الوعي، بينما ثمة أنواع أخرى مختلفة تمامًا عن هذا الوعي، يفصلها عنه غشاء رقيق جدًّا. تتوافق هذه العبارة مع الوعي الصوفي تمامًا. إنها على العكس تمامًا من وعينا اليومي، ولا تُقاس به كليةً.

ش

الله صنع العالم بنفس المعنى الذى يصنع به البشر منازلهم , والفارق الوحيد هو أن الله خلق العالم من العدم في حين أن الناس تصنع ماتنصعه من مواد موجودة سلفاً