من يودع الميت لا يراه في الحلم ، و الوداع قبلة علي الوجه الشاحب ، علي صفرة صحرائه .
من يودع الميت لا يراه في الحلم ، هكذا يظن الناس ، هكذا يعتقدون ، هكذا يدفعون الموت بعيدا عنهم بملامستهم إياه . برشوِه ربما بهذه القبلات الناشفة الخائفة المرتجفة التي يظل طعمها طويلا علي الشفتين ، طعم الغياب ، طعم الريح التي لابد ستهب و تقتلعهم مخلفة إياهم قبلا جفة ، كي لا يعودوا إلي من يحبون حتي في الحلم
المؤلفون > إبراهيم نصر الله > اقتباسات إبراهيم نصر الله
اقتباسات إبراهيم نصر الله
اقتباسات ومقتطفات من مؤلفات إبراهيم نصر الله .استمتع بقراءتها أو أضف اقتباساتك المفضّلة.
اقتباسات
-
مشاركة من فريق أبجد ، من كتاب
طيور الحذر
-
في لقائي الثاني قال لي: أنتم الفلسطينيون مشكلة متجاوزاً مسألة الجنسية غير الفلسطينية التي أهملها وجواز السفر القابع في درج مكتبه. قلت: لماذا نحن مشكلة. قال مشكلتنا معكم أن الفلسطيني موجود في المكان الذي هو فيه، والمكان الذي جاء منه والمكان الذي سيذهب إليها فأعجبتني عبارته. وكنت أسجل دائماً أهم ما أسمعه.. فقلت: هل تسمح لي بتسجيل جملتك. فقال تفضل. فتفضلت. أخرجت قلماً ولكني لم أجد ورقة. فمد يده بواحدة من تلك الأوراق المربعة التي توزعها الشركات الكبرى كشكل من أشكال الدعاية. وكتبت أول الجملة. توقفت. ولم أكن خائفاً في أي يوم من الأيام من الاستدعاء. خاصة بعد أن تبين لي: أن الباشا ليس باشا، إنما رجل.. رجل فقط. قلت له: إذا سمحت... لا أريد أن أكتب معنى الجملة... فهل تسمح بإعادتها. فقال حاضر. فأعادها كما لو أنه حفظها من زمن. وشكرته. سأل: ستستخدمها في كتاباتك؟ قلت: ربما. هز رأسه بسخرية.. وقال: الآن فقط، أستطيع القول أنني دخلت التاريخ
مشاركة من فريق أبجد ، من كتابمجرد 2 فقط
-
وخلف الشارع الذي كانت تقف فيه السيارة، لاحت لي الحافلات وسيارات السرفيس، وانبسط المشهد المألوف، فعرفت دون أن يقول لي أحد أنه (الساحة الهاشمية). حدقت في ساعتي، ابتسمت، لم يزل أمامي الكثير من الوقت، وانبسطت أساريري. تقدمت من الرجل الواقف خلف الطاولة، عرفته، عرفته تماماً، إلى درجة أنني ارتبكت، وقبل أن يقول لي: تفضلن وجدت نسي منقاداً نحوه، بفرح عظيم. تفضل، قالها برقة بالغة، لا تشبه الطريقة التي قالها بها لرجل السيارة السوداء. تأملني، وسألني بلطف: كأنني أراك هنا للمرة الأولى، أم أنني غلطان؟ فلم أعرف بماذا أجيبه. فصمتّ. فقال لي: شخص مثالي، وذكي. لقد رأيناك منذ غادرت البيت، وأدركنا حجم لهفتك للوصول قبل الجميع، ممتاز. ثم راح يخلع قفازه بهدوء، دون أن يوقف تأمله لي بإعجاب أحرجني. اقترب قليلاً، اقترب مع انحناءة مناسبة... تلقيت صفعة. وقبل أن أعدّل قامتي، ربت على كتفي. قلة هم أولئك الذين أصفعهم مباشرة دون استخدام القفاز، هل تدرك معنى ذلك؟ هززت رأسي بانفعال. ممتاز: قال لي. وخرجت. قبل أن أصل الصحيفة فكرت بكل الذي حدث أمس. توصلت في النهاية إلى حل... إذا قاموا بفتح الموضوع، فسأروي لهم تفاصيل ما حدث، أما إذا لم يحدثوا فيه، فلن أتحدث. ولم يتحدثوا... قلت: لعلهم لا يزالون تحت وقع الصدمة. وقلت: أمامهم من الأيام ما يكفي لكي يتذكروا، وعلى أقل من مهلهم. في المساء، حين عدت من العمل، توقعت أم أمرّ في المراحل نفسها التي مررت بها صباحاً، لكن توقفي ذهب أدراج الرياح، لأن المبنى كله اختفى. وصلت البيت بسهولة غريبة، بل غير معهودة أبداً، شاهدت بانشراح شديد نشرة الأخبار ثم المسلسل العربي، ونمت مبكراً في محاولة لترتيب لقاء مع الفتاة الجميلة جداً جداً. صحوت.. فتحت الباب.. تأملت طيور الفرّي فأحسست بأنها تملأ عليّ البيت صبوراً. خرجت.. كان الطابور مكتملاً.. وكما حدث في اليوم السابق.. تجاوزت الجميع، ووصلت إلى الطاولة قبل أن يبدأ الرجل خلف الطاولة عمله قبلي. انتهيت. لا.. ابتدأت
مشاركة من فريق أبجد ، من كتابحارس المدينة الضائعة