اقتباسات توفيق الحكيم

صاحبه غنى الجيب فقير الروح.

أن تعبر بقلمك عن هذا المعنى فإنه تكفيك «عبارة لغوية» قوامها الكلمات، أما أنا فأحتاج إلى عبارة سينمائية قوامها المرئيات!..

إنه لا يتصور الأشياء بعقله.. ولا يفكر بذهنه.. إنما يتصور ويفكر بعينه،

الحقيقة «الفنية» لا علاقة لها كذلك بنظافة ولا قذارة ولا فضيلة ولا رذيلة، ولا تأخر ولا حضارة!

ما من صبى في ريف مصر لم تنهش جسمه الأنكلستوما والبلهارسيا.. وهذه العلل بالذات لها فعل يصيب العقل أيضًا.. فيهبط مستوى الإدراك.. وتنطفئ شعلة الذكاء.

وطلعت علينا الكلاب نابحة كما طلعت أسراب الصبية من صغار الفلاحين في أطمارهم وذبابهم الذي يأكل أهداب عيونهم..

«إنى آخذ ما ينفعنى حيثما وجدته».

إن الحقيقة الفنية هى وحدها التي يجب أن تعنى الفنان.. وهذه «الحقيقة» كل قوامها تخير الصور وتنسيقها تنسيقًا يؤدى إلى ظهور المخلوق الفنى الكامل، ذى الطابع الفريد والشخصية المستقلة

يالله يا جدعان انفضوا!.. جرى إيه؟.. عمركم مالقيتم حمير راكبة «أوتمبيل»

كما يخرج «الحاوى» الماهر، من كيسه تلك التعاويذ التي يخدر بها أعصاب الثعابين.

إن قلب الفنان وقلب المرأة سيان كلاهما كنز مسحور إن لم يفتح من تلقاء نفسه لأول عابر فلا بد من أن يحرق أمامه كثير من البخور.

والفنان إذا لم يتفجر ينبوع نفسه لغير شيء، فلا بد من طرقه بفأس من ذهب!..

فالفنان أحيانًا كالغانية يجب أن يؤخذ بوسائل الإغراء!..

وعندئذ شعرت بسلطان المال.. وأدركت أن المال قدير أحيانًا على تقرير مصير الأشياء.. حتى في مسائل الأدب والفكر والفن..

يا له من أحمق!.. شأن أكثر الفلاسفة!.. يبحثون عن أنفسهم في كل مرآة ولا يعيرون الجميلات التفاتا!..

النوع «الإنسانى».. وهو على ما رأيت منه لا يأبى مطلقًا التهام ما يقدم إليه مما يؤكل ومما لا يؤكل.. حتى لحم أخيه.. وهو دائمًا جوعان، عطشان إلى شيء.. وهو لا يصنع شيئًا إلا لغاية ومأرب، حتى صلاته وصيامه..

‫اللهم اغفر لى هذا الغرور، إذ أرفع نفسى إلى مقام التشبه بهذا الكائن العجيب!..

فمشى المسكين مشيته الرزينة في إطراقه وإذعانه، دون أن يعنى بتبدل الصاحب وتغير المصير..

فالفلاح إذا جاع باع كل ما يمكن أن يباع

الجاهل البسيط هو من يعلم أنه جاهل، أما الجاهل المركب فهو

‫من يجهل أنه جاهل!..