اقتباسات نجيب محفوظ

❞ الاختيار الصحيح ما يقع في الوقت المناسب. ❝

❞ المُخبَّأ في الغد مكتوب قبل أن تُخلق السماوات والأرض! ❝

هكذا أنتم أيها الفنانون! تُروِّضون الصخور العاتيات وقلوبكم أندى من نسيم الصباح.

وكان من قبل يسير مطرق الرأس، لا يرى من الدنيا إلا التراب والطين. أو لا يرى إلا شواغله وهمومه. أما هُنا فرأى ما لم يكن يراه. رأى الفجر في طلعته السحرية، والغروب في عجائب ألوانه التي تنساب عن الشفق. ورأى النجوم الساهرة والقمر الساطع والآفاق اللامتناهية. رأى ذلك كُله بقوة الحب الخالقة حتى عجِب كيف يوجد بعد ذلك النكد..

ثمانية عشر عامًا مضت وهو يصول ويجول في كل صدر، ممتطٍ لكل منكب، منتشر في كل وعي، خفَّاق وراء كل قلب، هو الحظ والرزق، والأمان والخوف، والأمل واليأس، الصديق والعدو، القوة والضعف، الأمس واليوم والغد، السلام والحرب، النصر والهزيمة

فقال باسمًا في رثاء:

‫ – قال سيدي «إني لأنظر في المرآة كل يوم مرارًا مخافة أن يكون قد اسود وجهي»!

‫ – أنت؟!

‫ – بل سيدي نفسه!

‫ فتساءل ساخرًا:

‫ – فكيف ينظر الأوغاد في المرآة كل ساعة؟!

سُئل «أرأيت رُقى نسترقيها ودواء نتداوى به هل يردّ من قَدَر الله؟» فأجاب «إنه من قَدَر الله!».

وأن حماقة الإنسان داءٌ متأصل لن يشفى منه إلا بمتناقضاتٍ شتى كالعنف والحكمة والرحمة!

طالَعهم بوجه جديد، وصوت جديد، وروح جديدة. اندثر رَجُل وحلَّ محلَّه رَجُل آخر. رَجُل آخر يُحدِّث عن نكسة، يشهر إفلاسًا، يندب حظًّا، يحني قامته العملاقة لواقع صارم عارٍ عن الأحلام والأمجاد، ويلتمس مخرجًا بائسًا في التنحِّي، مُخليًا مكانه الشامخ المتهدِّم لخليفةٍ أراد له أن يرث تَركته المثقلة باللامعقول والعار

– مَن راقب بلوى العالم هانت عليه بلواه..

الناس يحبُّون ليسعدوا لا ليجعلوا من حياتهم نادرةً يُتندَّر بها،

نظرت إليه فهالها أن ترى عينَيه دامعتَين. لم تدهش لِمَا تعلمه من سخاء عينَيه إذا مُسَّ وتر حميم في قلبه، أما هي فتبكي في الداخل.

ولو أن الخيانة الكامنة ظهرت في صفحة الوجه كما تظهر آثار الحميات الخبيثة لما تجلى جمال في غير موضعه ولأُعفِيَت قلوب كثيرة من عبث المكائد.

خبِّريني عما تتوقَّعين منِّي؟

‫ – أن تُصرِّح لي بأن النَّهل من متعة الحياة ليس سقوطًا!

‫ – ولكنَّه ينقلب كذلك أردْنا أم لم نُرِد!

– لا يحقُّ لي أن أنهب وقتك.

‫ – لا يُعَد ضائعًا وقتٌ نمنحه لعلاقةٍ إنسانية.

– إذا صح الافتقار إلى الله صح الغنى بالله..

مَن غاب عن الأشياء غابت الأشياء عنه..

وصمت مليًّا، ثم مسح الشيخ على لحيته وقال:

‫ – أنت تعيس جدًّا يا بني!

‫ فتساءل في قلق:

‫ – لِمَه؟

‫ – نمت نومًا طويلًا ولكنك لا تعرف الراحة، كطفل ملقى تحت نار الشمس، وقلبك المحترق يحن إلى الظل ولكن يمعن في السير تحت قذائف الشمس، ألم تتعلم المشي بعد؟!

وليس أقسى على القلب من أن يروم قلبًا أصم. عندما تخاطب البلابل حجرًا أو تداعب النسمة أسنانًا مدببة.

‫ – المأساة الحقيقية هي أن عدونا هو صديقنا في الوقت نفسه..

‫ – أبدًا، المأساة الحقيقية هي أن صديقنا هو عدونا..

‫ – بل أننا جبناء، لِمَ لا نعترف بهذا؟

‫ – ربما ولكن كيف تتأتى لنا الشجاعة في هذا العصر؟

‫ – الشجاعة هي الشجاعة.