اقتباسات بييداد بونيت

لا يعني ذلك أنني أتحدّث عن ضعفٍ في شخصيتي. لا. فقد كانت لديّ شخصيّة، بل زادت أحيانًا عن الحدّ، وأنا متأكدةٌ من أن هذا الخَفاء نبع من نظرةٍ الآخرين إليّ.

‫ عانيتُ من خفاءٍ واضحٍ في طفولتي، ولكنه زاد جدًّا في حِقَبٍ أخرى، ومررتُ بواحدةٍ من تلك الحِقَب وأنا طافيةٌ وسط بحرٍ من الشّكوك ومُستنزفةٌ من فروض أكرهها وتمتصُّ كلّ الوقت الذي حلمتُ ذات مرّةٍ بأنني سأكرّسه للكتابة

«من قرأ كثيرًا، لا يمكن أن يكون سعيدًا؛ لأن السعادة دائمًا غائبةُ الوعي. السّعادة أصلًا هي الغيابُ عن الوعي». لربما ودِدت أن أقول لأبي: إنَّ هذه هي الطّريقة التي يُسمِّمُ بها الحبرُ.

"كم من الحقيقة يجبُ حكيه؟"

‫ دوريس ليسينج

"مُرادي العَيش مع نفسي

⁠‫والتّنعم بمديونيّتي

⁠‫من الخير إلى السماء

⁠‫وحدي، بلا شاهد

⁠‫مُتحرِّرًا من الغيرة والحبّ

⁠‫والكره والآمال والرَّيْب."

إنّه لا توجد طريقةٌ ليصبح المرءُ مُثقّفًا ولا توجد ضرورة أصلًا كي يقرأ أيضًا بترتيبٍ مُعيّن. الأمرُ الوحيدُ الواجب هو أن يشعر بالشّغف تجاه شيءٍ ما.

❞ في أحد تلك الأيام، سألتها عن رأيها في الحب، فظلَّت تفكر بضع لحظات ثم قالت:

⁠‫-   "إنَّه مثل حلوى القطن."

⁠‫أردتُ تفسيرًا أقلَّ مجازًا.

⁠‫-   "يُحبُّه المرء في البداية، ثم يُثير اشمئزازَه، ويتحوَّل بعد ذلك إلى هواء." ❝

❞ إنَّ الرجال يُغرمون بالنساء. وأمَّا نحن معشرَ النساء، فنغرَمُ بالرّغبة التي يشعرُ بها الرّجل تُجاهنا. ❝

❞ اكتشفت عذاب الرّغبة التي لا تُشبع، وتحقَّقت من أن هزائم الإرادة تسقط فقط فوق تقدير المرء لذاته ❝

❞ لطالما بدا لي الصّمت أحد أكثر العناصر السّاحقة في الحياة البشرية، وسلاحًا ذا حدَّين، ونافذًا بصورةٍ مذهلة. ازداد ذلك الطّريق طولًا، وغدا طويلًا جدًّا بسبب صمتي وصمته اللذَين تصادما مع بعضهما مثلَ حجرَين. ❝

❞ لطالما بدا لي الصّمت أحد أكثر العناصر السّاحقة في الحياة البشرية، وسلاحًا ذا حدَّين، ونافذًا بصورةٍ مذهلة ❝

❞ لطالما كانت أمي طائرًا يحب الطّيران العالي، وأما أبي فكانَ حيوانًا أرضيًّا، كأنَّه حصانٌ كبيرٌ أو خُلْدٌ لا يعرف التَّعب ويحبّ الصّمت والظّلمات. ولو أن الأمر بيده، لبقينا إلى الأبد في المكان الذي وُلدنا فيه ❝

❞ لقد أحبّنا وأرادنا إلى جواره، ما دُمنا نحترمُ دائرة صمته وهو يقرأ ❝

❞ تسْقُط نظرته فوقنا كالمِقصلة وتبترُ تقديرَنا لذواتنا ❝

❞ حين بتُّ بالغةً أدركتُ أنَّ فراغ الطفولة مجرَّد لمحة من الأبديّة ❝

❞ لطالما اكتسى الموت بالهيبة وسيظلّ دومًا هكذا. إنه أحد الأشياء القليلة التي لا تكتسب طابعًا ساخرًا، حتى وإن استخدمنا خفَّة الظّلِّ مرَّاتٍ كثيرةً لتلافي الإشارة إليه. ❝

‫ يسكنُ كلَّ شخصٍ فينا - كما هو معروف - أكثرُ من «أنا» واحدةٍ. وأحسب أنَّ أنايَ المُنفتحة والمسرحّية التي تتغذّى على نظرات الآخرين واعترافهم بها، قد وُلدت من دون أن أعرف في تلك المرّة في قاعة الاحتفالات وسط التّصفيق والحيرة. إنها «أنا» مُفيدةٌ جدًّا بالنسبة للخجولين ومن لا يثقون بأنفسهم، وخاصّةً غير المَرئيِّين.

الأطباءُ والاختصاصيون النفسيُّون ليسوا إلَّا ممثِّلين هزْليين صدَّقوا قصص سيغموند فرويد ويصنعون ثرواتهم حاليًا من علاجاتهم الباهظة التي يطبّقونها على الكائنات الطيِّعة والأرواح المضطربة التي لديها ميلٌ لغسل أمخاخها.

وسأدركُ بعد ذلك بوقتٍ طويلٍ أن الحبّ أحيانًا يُعلن عن وجوده بيأسٍ وأنانية وعبر الحِيَل والمكائد.

تفوّقت أختي بمسافةٍ كبيرة، فالجمال، كما هو معروفٌ، لصٌّ تنهارُ أمامه كلّ الأقفال،

"يكمنُ السّرُّ كلُّهُ في التّظاهر بالكذب

‫ على الرّغم من قول الحقيقة".

‫ ريكاردو بيغليا