اقتباسات كمال علي كمال

ارتفعت معنوياتي حدَّ السماء، ثمَّ عدتُّ لأصطدم بواقع الخلاف المرير،

فليس هناك وقتٌ مَسموحٌ له بالضياع عند مثله الناجحين،

والأهمُّ بأن يقتنعوا بدورهم بأن وجودَنا في فلسطين هو أكبرُ مكاسبهم، هو الذي سيمنع العربَ من الاتحاد مرَّة أخرى؛ حيث سيمنع قيامَ دولة مجمّعة بين مصر والشام حتى لا تهدِّد الوجودَ البريطاني في كل تلك الأراضي البالغة الأهمية، والمليئة بالثروات

لم أيأس كما هو حالي دائمًا، كنت أعلم قبل المجيء بأن الأمرَ لن يكون سهلًا،

عملتُ في الكيمياء بكل شَغفي المقرون بحبي، ولكن هذه المرَّة تختلف كثيرًا. هذه المرَّة كان الوازع لكل اجتهادٍ أقوم به ينصبُّ في خدمة الصهيونية وأهدافها، لا في خدمة شخصي ورفعتي

بل كانت تقودنا إلى المقاومة بكلِّ تلك الشراسة العقيدةُ الراسخة في قلوبِنا وعقولنا منذ الطفولة

"الحكماءُ يتعلمون أشياء كثيرة من أعدائهم"

أنا لا أذكر أنَّني كنت طفلًا يومًا ما نعم، قد مررتُ بسنِّ الطفولة كأيِّ إنسانٍ عادي، ولكنَّها لم تكنْ كما المتعارف عليه عند البشر العاديّين كلُّ ما أتذكره عن تلك الفترة أنني كنت أكرَه المكانَ الذي أُجبرت على التنشئة فيه،

حاييم وايزمان، وهو التلميذ الذي تفوَّق على أستاذه “هرتزل”؛ أبي الصهيونية الحديثة شخصيةٌ ثرية حتى مع عدائنا لها، تستحقُّ السعيَ وراء معرفة حقيقتِها لدراسة ما قد كان، ومعرفة أسباب ما نجنيه الآن وعلى مدار الأعوام السابقة في الصراع العربي الإسرائيلي،

آفة النعم الاعتياد عليها، وآفة السعادة أن تألفها وتزهد في محفزاتها على نفسك؛ فينخفض وهج بريقها في عينيك، وتصير بتملكك إياها وضمانك أنها أصبحت لك وحدك، كأي شيءٍ عاديٍ موجود وقتما تريد أو تحب،

لا تحاول تجميع الصفحة الممزقة من حياتك، ستظل على حال تمزقها مهما حاولت أن تقيم صلبها مجددًا.

تعرفت على الصغير والكبير، الطيب، ومن يعتقد الناس في شره، تعاملت مع كل شخصٍ منهم بالطريقة التي يحبها هو، تحملت الكثير من السخافات، والمزاح الثقيل، أحيانًا كنت لا أفهم مزاحهم، وما يقصدون من ورائه، ولكنني كنت أضحك! لم أشعر وقتها أن في ذلك انتقاصًا من كرامتي؛

تبدأ غربتك فور جلوسك فوق مقعد الطائرة؛ الغربة تسكن في النفس، تتسرب إلى شعورك، وهي بغير حاجةٍ إلى تبديل الأماكن والبلدان، أو لتحليقك بالطائرات، لتتملك من قلبك، الغربة ككساء تتسربل به روحك دون إرادةٍ منك،

شخصيةٌ ثرية حتى مع عدائنا لها، تستحقُّ السعيَ وراء معرفة حقيقتِها لدراسة ما قد كان، ومعرفة أسباب ما نجنيه الآن وعلى مدار الأعوام السابقة في الصراع العربي الإسرائيلي، وللتعلُّم من أخطاء الماضي.

‫ وللقضيةِ فصولٌ أخرى.