ظلت حكاية بدر القاتمة تتردد في ذهني. الفراغ الموحش والرياح الضاربة للنوافذ دون كلل، والصقيع الملازم للجدران باحثًا عن الشقوق، أضافوا لحكايته موسيقى تصويرية متناغمة مع الأحداث. انكمشت في باطن الأغطية كي أتوارى عن رهبة مجهولة، لا تتناسب تلك الحكايات مع هذا الفراغ الكئيب. وبالرغم من كتابتي لمشاهد قد تبدو مرعبة لمن يشاهدها، ولكنني لا أتمنى أن أكون بداخلها، كما أنني لست متأكدًا من حُسن تصرفي مثلما تفعل شخصياتي. لا أعتقد بوجود السحر والأبعاد المتوارية التي تسكنها مخلوقات شبحية، كلها خرافات نسجها الحُكَاة الأوائل لتعزيز حلم البسطاء في الحصول على المصباح أو اعتلاء البساط. وهذا ما جعلني أكتب بموضوعية عقلانية، محاولًا وصف الواقع الملموس وناصفًا للعِلم. لم أُعجب يومًا بقصص العوالم الافتراضية غير قابلة التحقق، اندهش الجميع عندما أعلنت لهم أن ملك الخواتم لم يعجبني، وأنني لم أقرأ أو أشاهد لعبة العروش. التعريف الأقرب لي من تعريفات السرد الكثيرة، أنه يعبر عن واقع مرغوب فيه، بشرط أن يكون قابلًا للتحقق.
المؤلفون > مازن صفوت
مازن صفوت
01 مراجعة