اقتباسات زاو ليهونغ

هتفتُ باسمك بيني وبين نفسي لسنواتٍ طُوَال

‫ ناديتُ بأعلى صوت

‫ جلجل الصوتُ كصخرةٍ تصدَّعَتْ

‫ أنت قريبٌ إلى هذا الحدِّ

‫ لكنَّك بعيدٌ أيضًا.

أين شرد بك الحُلْمُ؟

‫ لماذا؟

‫ لستُ أجد ردًّا على السؤال.

‫أين شرَدَ بيَ الحُلْمُ؟

صخور مبعثرة في كل الأصقاع

‫ لكنَّها قد تندكُّ فتصير طريقًا ممتدًّا

‫ صوب المدى البعيد

‫ صوب أهدأ الأماكن.

تدخل الرُّوح إلى فراغ آخر

‫ ذاك هو الزمن الهائم في التَّذكار

‫ الملامح الباهتة

‫ الصدى البعيد

‫ كم أودُّ أن أنسى

‫ تلك الليلة الجريحة

‫ أشلاء القمر والدِّماء

‫ سوى أن التَّذكار ملتصقٌ بخلايا الذِّكرى

‫ يغوص عميقًا ومؤلمًا

‫ في لحمي.

حتى لو كان لديك عشرة آلاف مفتاح

‫ فلن تفتح ذاك الباب

‫ الذي ليس لك

‫ حتى إذا قفزتَ داخلًا من نافذة

‫ فلن تجد لقدميك موطئًا.

يجتاحني الألمُ معظمَ الأوقات

‫ ولستُ أفزع من هذا

‫ فالجسد ضعيفٌ وكلُّ حيٍّ إلى وهن

‫ المؤسف في الأمر كله

‫ هو الخدر الذي يكتنف الحياة.

الوخز الحادُّ ينغرس في صدري وقلبي

‫ دون أن تتساقط قطرة دماء

‫ بل حتى دون أدقِّ أثر

‫ لا أدري أين الجرح تمامًا

‫ سوى أن الألم يكتنف أنحاء الجسد

‫ من وجهيَ العاري

‫ حتى أبطن بواطن أحشائي.

يا ظلي، دعني أسألك:

‫ هل تحزن؟

‫ هل تفكِّر؟

‫ هلا ابتسمتَ لي؟

‫ هلا بكيتَ معي؟

‫ لكنَّ الظلَّ صامتٌ أبدًا.

كل صدى الأبواب والنوافذ حين تغلق وتفتح

‫ كلها أبد

‫ كلها أبد.

‫ كل لحظة شاردة

‫ هي الأبد الذي لا يعود.

حتى في قلب الحُلْم، تستيقظ الذَّاكرة أحيانًا

‫ كان ذلك حُلْمًا في قلبِ المنام

‫ كان حقيقةً تجاوزتْ حدود الزمان والمكان.

المسرَّةُ والأسى كلاهما

‫ احتشدا في مادة شفَّافة (بللورية) صافية

‫ غطَّتْ أحداقي بغمرها

‫ وغبَّشتْ في عينيَّ مرأى الأشياء.

وحين أصاب الدنيا صخب ومسٌّ من جنون

‫ احتبس الصوت في منطقة مجهولة

‫ قريبة قدر ذراع، بعيدةً بُعد السماء

‫ حين غلَّف الصمت الرهيب كل الأشياء

‫ من حولي.

أسيتقظ دومًا خائرَ القوى

‫ أستيقظ فأجدني لصق جسد العالم الحي

‫ عالم قد تبدَّدت ألوانه.

عاشقان في سذاجة الحسِّ

‫ غافلان كانا عن كارثة داهمة.

لا ضيرَ إذن أن أصير عصفورًا.

‫ تلك هي روحي..

هي العين المفعمةُ بالأسى

‫ ومكامنُ الألم التي فجَّرتها صنوف المِحن

‫ وكل موضع استكنَّت به نَدْبَة

‫ كلها ستشرع أجنحتها المتوثِّبة

‫ تحملني طيرًا رشيق الطيران.

يدٌ أشاحت بعلامة اليأس

‫ إن رياحًا عاتية، حادَّة كشفرة سكين

‫ ستمرق بخطٍّ قاطع عبر عشرة أصابع.