اقتباسات باهر سليمان

يُعد مشروع محمد علي باشا هو المشروعَ الأبرز الذي أرسى دعائمَ الشكل الهوياتي والفكري لما اصطُلِح على تسميته بعد ذلك بمصر الحديثة، واعتمد التأريخ الحداثي والقومي في قراءة مشروع محمد علي باشا على النزعات الأيديولوجية التي ترى فيه مشروعًا قوميًّا أو عربيًّا، وفي تلك السردية يغدو مشروعُ الباشا تجربةً تحديثية رائدة استلهمت أنظمة الحكم والإدارة الغربية، وقامت بتدشين نظام حديث في مقابل نظام قديم. ومن أجل بناء سردية أخرى تكشف مرجعية نظام الباشا، وما أقامه من أبنية وأنظمة داخل إطار دولة تميّزت بالمركزية والسلطوية المتوحشة، فيرى أنور عبد الملك أنَّ الدولة هي نقطة الانطلاق في نهضة م

كانتِ الوهابية هي الحركةَ التي سبق ونقدَها شيخه محمد عبده، لكن رضا أثناء تأييده للوهابية كان عليه أن يجعل محمد عبده سلفيًّا، رغم أنَّ كثيرًا من أفكار محمد عبده، بل رضا نفسه لا تتوافق مع الوهابية، هذا هو المأزقُ الذي واجهَه محمد رشيد رضا، ليس فقط أمام هؤلاء الذين اتَّهموه بأنه يتلقى تمويلًا من الوهابيين، بل وأمام نخبة العلماء النجديّين الذين اعترضوا على بعض أفكار محمد رشيد رضا في مجلة المنار.

‫ فالتاريخُ هو الذاكرةُ الجماعية، ومستودعٌ للتجارب التي مِن خلالها ينمِّي الناسُ الوعي بهويَّتهم الاجتماعية وتوقعاتهم المستقبلية.

‫ جون توش(1)

من رصد إشكالية المصطلح ينطلق الدكتور عفيفي لرصد مأزق الكتابة التاريخية عن العثمانيين وما نتجَ عنها من سرديات عن التخلف العلمي العثماني، أو تدهور حال المدن العربية في ظل الحكم العثماني، وغير ذلك من السرديات الشائعة التي سيطرت على الكتابات الأكاديمية العربية، ويرصد في ذلك أعمال التيار القومي الليبرالي مثل كتابات «عبد الرحمن الرافعي» الذي يربط بداية الوعي القومي بقدوم الفرنسيين(

فدخول العثمانيين إلى مصر أدى إلى صنع وحدة سياسية وثقافية واجتماعية بقيتْ راسخة حتى مجيء الحملة الفرنسية، وتمكًن العثمانيون من خلال السيطرة على مصر إلى بسط نفوذهم على البحر الأحمر والجزيرة وشرق المتوسط؛ مما انعش تجارةَ التوابل عبر مصر من النصف الثاني من القرن السادس عشر وحتى بدايات القرن السابع عشر، ومن هنا كان تحطيم السيادة العثمانية على تلك المناطق من أولويات الإمبريالية الأوروبية

ظ