المؤلفون > عمرو البدالي > اقتباسات عمرو البدالي

اقتباسات عمرو البدالي

اقتباسات ومقتطفات من مؤلفات عمرو البدالي .استمتع بقراءتها أو أضف اقتباساتك المفضّلة.

عمرو البدالي

عدل معلومات المؤلف لتغيير تاريخ الميلاد أو البلد

اقتباسات

  • وقتها كان يسمح لي أبي بالترجل في مكة والتأمل.. لكن محظورٌ عليّ مصاحبة الأصدقاء والانخرط معهم في مجالسهم كما يفعل هو.. أقنعني أنه مجبر على ذلك حتى تزدهر تجارة الأحذية

    أما أنا فعليّ أن أحافظ على عزلتي قدر المستطاع.. لم يعرف عني أحد غير أنني ابن الإسكافي الغامض.. والتزمت أنا بتلك المسافة بيني وبينهم.. بالأخص سر الخلود الشمسيّ.. لم أفصح به

    لأحد.. ليس فقط بسبب الالتزام بعهدي لوالدي بالكتمان.. ولكن لكون مثل هذه القصة ستصمني ووالدي بالجنون الحتميّ وربما يقذفوننا بالحجارة سخريةً منا.. فمن يصدق أن أحدًا من البشر يعيش أبدًا في شمس لا تغيب.

    السكون يعم المكان.. انفضت الناس إلى بيوتها وقليل من يخرج منهم يحملون المشاعل.. إنه ليلهم وسط نهاري.. ترجلت عند أحد الغرانيق ودققت النظر إليه.. ضحكت ساخرًا:

    --كيف حالك أيها الحجر الأصم؟

    صفعت وجهه الحجريّ بيدي.. بدوتُ كالمجنون.. لم يلاحظ أحد ذلك.. عدت إلى البيت ولكنني لم أدخل.. التففتُ وراءه لأقابل صديقي الوحيد.. من يعرف عني كل شيء.. من حفظ سري.. جوادي الحبيب.. فرس عربي أصيل ممشوق القوام.. الجواد عبد الرب.. هكذا سميته منذ أن

    اشتريته من سوق عكاظ منذ عدة سنوات.. ربت على ظهره واحتضنته:

    --عمت مساءً يا عبد الرب؟

    تأكدتُ أن مياه الأمطار لم تصل إليه تحت سقف من خشب الدوم وجريد النخل يمتد فوقنا في خلفية البيت.. أشعلتُ بعض الحطب وجالسته.. تنهدتُ:

    --أتعلم يا صديقي أنني مُعذب؟ نعم.. تخيل أنني أعيش إلى الأبد هكذا وحيدًا.. الخلود الشمسيّ!

    أخبرك سرًا.. هذا الخلود كاذب.. لقد مات العم سيجانوس وهو يتمتع بهذا الخلود.. لا تكن مثل أبي الّذي يهرب من تلك الحقيقة.. سيأتي يومًا ينتهي ذلك الخلود لسبب ما.. هذا الكتاب ملعون.. كتاب هيبنوس.. ترى ماذا كان يحوي في داخله؟ أطلاسم حقًا؟ أم ماذا؟

    أمسكت ببعض من ورق البردي وأقلامٍ من الفحم صنعها لي والدي بعدما تعلمت الرسم على يديه.. يبدو أن جينات الرسم قد انتقلت من الجد أوخوس الّذي رسم بيديه صورة لزوجته الأولى

    بجوار كلمات تصفها في كتابه يوميات أوخوس الّذي حكى ليّ أبي عنه ومنه إلى أبي غالب وارثًا نفس الموهبة فطالما رأيت وجوه من الماضي ينبض فيها قبس من الحياة على أوراق البردي معلقة في غرفته.. فهذا العم سيجانوس وهذه أمي فستال الساحرة الجمال وهذه جدتي وهذه ساحات روما وغيرهم من اللوح الّتي حرص غالب على الإحتفاظ بها بعيدًا عن جوقة

    أصدقائه المزيفين.. لم يرها غيري.

    #أبواب_هيبنوس

    #عمرو_البدالي

    #ن_للنشر_والتوزيع

  • في مدن الغربان تنمو الجرذان وتنتشر ويتكاثر العفن ويتفاحش حتى يحتل نفوس البشر.

  • خرجتُ إلى الشارع وانتظرتُ حافلةً حكوميةً تقلني.. لم أعد قادرًا على قيادة سيارتي منذ أن دخلت ابنتي في مرضها الأخير.. بل تخطى الأمر مجرد معاناة شخصية لكارثة أصابت البشرية كلها في عامها الأخير .. عام النوم.. مرض النعاس الجبريّ.. مرض جديد ينتشر بسرعة البرق بين شعوب العالم أجمع.. يدخل المرء لينام ولا يستيقظ لأيام وشهور.. كأنهم في غيبوبة قهرية.. ولكن أجهزتهم الجسديّة تعمل في كفاءة عالية.. تحيّر الأطباء في تفسير هذا المرض.. وصنفوه جائحة عالمية وعجزوا عن فهمه وتفسيره.. فأمامهم الناس نيّام من دون استيقاظ والأعداد تزداد يومًا بعد يوم.. حتى صارت أعدادهم تقترب من ثلثي البشر.. وهذا ما اصاب ابنتي بعد انتحار أبي بشهرين.. ساد الرعب الأرجاء والشعوب.. حاول الكثيرون ألا يناموا لأيام هربًا من شبح المرض اللعين.. ولكنهم لم يتحملوا فسقطوا الواحد تلو الأخر في نوم جبريّ.. منهم من قام منه.. ومنهم من لم يعدّ.. تفاقمت الأزمة حينما مات بعض النائمين بعد عام من تلك الظاهرة من دون استيقاظ ولو لمرة واحدة.. فباتت حياتنا جحيمًا لا يُطاق..

    هُلعت القلوب وترددت الأساطير ونشطت أعمال الدجالين الّذين مازالوا قيد اليقظة.. زادت حالات الانتحار خوفًا من تلك النهاية العجيبة للبشرية.. وذهب البعض لتفسير ما يحدث بأنه مؤامرة كبرى عن طريق إطلاق غاز جديد يسبب تلك الحالة في الهواء ولكن بعد انتشار النعاس الجبريّ في العالم أجمع تخلوا عن هذا الاحتمال.. ووقفوا يواجهون مصيرهم كمجاذيب مُعلقة عقولهم بسراب يبتعد.

    #أبواب_هيبنوس

    #عمرو_البدالي

    #ن_للنشر_والتوزيع

  • لاتنم، فربما لا تنجو من سجون مدن الأحلام.. ذلك هو الكابوس بعينه"

    تحذير واحد في كل الجرائد والقنوات التلفزيونية..

    في عالم أصبح فيه النوم مرض لعين.. الناس لا يستيقظون أبدًا وإن حدث فبعد شهور متعددة فاقدي العقل لينتهي بهم الحال نزلاء في مصحات الطب النفسي.. باتت المحاولة الوحيدة للإنقاذ هي اختراع تقنية اختراق أحلام النائمين.. وحتى تلك اللحظة.. حذار من السقوط في النوم.

  • لا تنم، فربما لا تنجو من سجون مدن الأحلام.. ذلك هو الكابوس بعينه"

    تحذير واحد في كل الجرائد والقنوات التلفزيونية..

    في عالم أصبح فيه النوم مرض لعين.. الناس لا يستيقظون أبدًا وإن حدث فبعد شهور متعددة فاقدي العقل لينتهي بهم الحال نزلاء في مصحات الطب النفسي.. باتت المحاولة الوحيدة للإنقاذ هي اختراع تقنية اختراق أحلام النائمين.. وحتى تلك اللحظة.. حذار من السقوط في النوم.

1 2