اقتباسات ألبير آريه

الدين الذي يفصلني عن ابني لا حاجة لي به»

نولد محملين بتاريخ وحيوات من سبقونا، ننتمي لعائلات وأوطان وعقائد لم نخترها، أو كما يقول الكاتب ي آرثر كوستلر: «لا أحد يختار السرير الذي يولد فيه»، إلا أن الحياة تعطينا فرصا للاختيار أيضا، فنتحمل نتيجة وجودنا الإجباري في الحياة، ونتيجة اختياراتنا

هناك مقولة تلخص فلسفة استصلاح الأراضي وهي: «زراعة الصحراء تحتاج مال قارون وعمر نوح وصبر أيوب»

وبعد انتهاء الاستجواب وقبل أن توقع على المحضر سألت عن التهمة الموجهة لها فقال لها: الشماتة، فكان ردها أن الوطنية ليست شعارات، بل هي أفعال، وأنها بسبب ظروف حملها تقدمت بطلب لمدير عام دار التحرير وطلبت أن يتم خصم نصف مرتبها تبرع للمجهود الحربى.

أرهفت السمع للأصوات الآتية من الخارج، وكانت ميكروفونات العساكر تذيع مقولة: «نحن نعلمك الصبر من حيث لا تدري»

قرر الشيوعيون وقتها أن يقوموا ببناء جامع، والطريف أن الشيوعيين بنوا الجامع للسجانة ولم يفكر الإخوان في ذلك.

تجربة سفري إلى فلسطين هذه المرة كانت فريدة من نوعها، ركبنا القطار الذي كان يقطع المسافة من محطة مصر إلى القدس في اثنتي عشرة ساعة، يقف خلالها في القنطرة لأنها منطقة حدود تحت الحكم الإنجليزي.

أما مكتب الإرشاد فقد رحب بالعدوان الثلاثي، ورفض المشاركة في المعركة. قمنا بتوجيه إنذار للإدارة بأننا نريد الخروج للمشاركة في المعركة، وزملاؤنا في الخارج كانوا يستعدون للحرب في صف الحكومة المصرية.

وكانت بها تفاصيل عن الفرق الموجودة في قبرص وعددهم ومواعيد تحركهم، ولكن للأسف لم يلتفت جمال عبد الناصر لهذه المعلومات واعتبرها ألاعيب مخابراتية. ولكنه اعترف بعد ذلك في إحدى الخطب بأنه أخطأ، وأنه كانت لديه معلومات عن الغزو ولم يصدقها.

وعرفنا فيما بعد أن زملاءنا الموجودين في باريس «مجموعة روما»، نجحوا في الحصول على خطة العدوان الثلاثي بالتفصيل، وتم تسليمها لثروت عكاشة الذي كان الملحق العسكري في روما، عن طريق زميلتنا جويس بلاو، وأن الخطة وصلت لمصر،

وشكليًّا أطلقوا على ٢٥ يناير ثورة، وإن كان عمليّا تم شن حرب إعلامية ضدها، وبدأ التشنيع القائل إن هناك قوى أجنبية وراءها، وإن الشباب ممول إلى آخر هذه الشائعات

وعرفت في فرنسا الفرق بين نظامها الطبي ونظامنا في مصر؛ فالأساس هناك في العلاج هو المستشفى، والطبيب يباشر عمله في المستشفى وليس في عيادته الخاصة.

كان رأيي في السادات أنه رجل سياسي بسيط، وأنه خرب مصر بسياسته الاقتصادية التي عرفت بالانفتاح الاقتصادي.

وكانت لجورج دانتون؛ خطيب الثورة الفرنسية ـ له تمثال أمام محطة الأوديون في باريس ـ مقولة شهيرة عندما اختلف مع روبسبير وقيل له أن يهرب قبل أن يواجه محكمة الثورة والإعدام حينئذ قال دانتون: «لا يحمل المرء وطنه في نعل

وأذكر قضية (السيارة الجيب) التي قبضوا فيها على مصطفى مشهور الذي أصبح فيما بعد مرشدًا عامًّا للإخوان، في سيارة جيب محملة بالأسلحة، واتضح أن الإخوان المسلمين كانوا يتسلحون بذريعة حرب فلسطين

كان لذلك القرار أكبر الأثر على الحركة السياسية في مصر وعلى اليهود بشكل خاص. ومن وقتها أخذ الإخوان المسلمون في تصعيد الدعاية المعادية لليهود، ورفعوا شعارات مهينة مثل: «اليهود كلاب العرب»

ومن ضمن الأشياء المفيدة أني زرت معبد موسى بن ميمون في حارة اليهود، ورأيت فيه مكان حوض الاستحمام، وأعتقد بأن هذا تقليد يهودي مصري شعبي؛ لأن في الوسط الخاص بنا لم يكن هناك حمام للعروسة، فكان بالنسبة إليَّ شيئا جديدا.

فوجئنا عندما ذهبنا لحارة اليهود بمستوى الفقر وبالقذارة المنتشرة في المكان، ووجدنا يهودا من طبقة شعبية لا يعرفون أي لغات أجنبية. وقد فوجئوا بنا وفوجئنا بهم. ولم تكن أمي راضية عما أفعل، فكانت تطلق عليهم جملة طبقية (يهود البلد).

أخذنا نحملق في روزيت؛ لأننا لم نكن معتادين على رؤية سيدات شيوعيات على هذا القدر من الأناقة واستخدام مستحضرات تجميل، فأغلب الزميلات الشيوعيات كن يتميزن بعدم استخدام مستحضرات التجميل وبارتداء الملابس البسيطة، لدرجة أنهن كنَّ أشبه بالأولاد.

تدخلت الحكومة بعد ذلك، ومنعت نشاط الرابطة الإسرائيلية لمكافحة الصهيونية. الغريب أن نفس الحكومة المصرية التي كانت تعلن عداءها للصهيونية، هي التي منعت نشاط الرابطة.