اقتباسات فاطمة عبد الحميد

لا يقودُكَ الاجتهادُ دومًا إلى مَا تريدُ أنْ تحصُلَ عليْهِ، فقدْ تخرجُ خالي اليدينِ، ولا تَحظى بعُشْرِ النّصيبِ الّذي يتحدّثونَ عنْهُ بقولِهم: «لكلِّ مجتهدٍ نصيبٌ»، لذا مِنَ الجيّدِ أنْ ترتابَ في نفْسِك منْ وقتٍ إلى آخر

الشّيطانُ والحبُّ وحدَهما قادرانِ على العبَثِ بالبشَرِ. أمّا الشّيطان فأمره هيّنٌ، إذْ تكفي النّيّةُ الصّادقة أو الموسِيقى لطرده. وأمّا الحبُّ، فلا شيءَ يمحُوهُ، بل إنّ كلّ ما يحدث وما لا يحدث يكون سببًا في إحيائه.

ألم أقل إنّكم حين تعجزون عن فهم القدر، تسمّونه صدفةً. لكُمْ ذلك، ولكنّ الصّدفةَ، في الحقيقة، إحدى ألعاب القدر

كلّ شيء في الحياة له استثناء، بما في ذلك العواطف والمشاعر، إذ يمكن إعطاؤها إجازةً قصيرةً، أو تأجيلها، ولكنْ إلى حين.

كلُّ الأمورِ السّيّئةِ مِنْ حولِنا مُقدِّماتٌ للمَوت.

ما تعتبرونه سخرية القدر، إنّما هو عجزُكم عن الفهم

لعلّ أكثر ما يُثيرني هو أنْ أراقبَ شخصًا يموتُ على غيرِ يديّ… كالموتِ حُبًّا، والموتِ غُربةً ووحدَةً، وكلاهما لا يمتّانِ إليَّ بصِلةٍ، فكلّ موتٍ ما عداي، يظلُّ مطالبًا بتقديم أسْبابِه.

«أتمنّى أن تَحظيْ برجُلٍ تكونينَ وإيّاهُ كغُرزتينِ في نسِيجٍ، رجُلٍ يعشقُكِ حتّى موتِه

«أتمنّى أن تَحظيْ برجُلٍ تكونينَ وإيّاهُ كغُرزتينِ في نسِيجٍ، رجُلٍ يعشقُكِ حتّى موتِه

على الأرضِ، نادرًا ما يحدثُ شيءٌ في أوانِهِ.

نَما هُنا حُبٌّ لمْ أُجرّبْهُ مِنْ قبل.

بل روحه المُتعَلّقَة بحُبٍّ غَريبٍ وغامِض، روحه الّتي أرهقتها الوحْدَةُ وجعلته مُجْهدًا طوال الوقت. لا، ليس صحيحًا أنّكم تحبّون الوحدةَ، أنتم لا تطيقونها، أمّا تلك التي تميلون إليها أحيانًا أو دائمًا، فهي العزلة.

لا شكَّ في أنَّ الصُّورَ والمواقفَ الّتي يُسْقِطُها الإنسانُ عمْدًا منْ ذاكرتهِ تخرجُ تلقائيًّا مِنْ حياتِهِ. لكنّها، إذا حضرَ منْ يوقظُها، تعود في صُورةٍ يشمئزُّ مِنْها صاحبُها، كأنّهُ لمْ يتعلّقْ بها يومًا.

لم أكن سليلَ أُسْرةٍ من نورٍ خالصٍ كبقيّةِ الملائكةِ، ولم أُخلقْ من نارٍ أُسوةً بالشّياطين… وإنّما خُلقتُ من نورٍ ونارٍ، لذلك أُوكلتْ إليّ هذه المهَمّةُ المهيبَةُ، مَهمّةُ تخفيفِ الأرضِ منْ ثِقلِ مخلوقاتِها.

ليسَ مِنَ الصّوابِ أنْ يكشِفَ لسانُكَ على ما لا يُرى بالعينِ

إذْ كيف يُمكِنُكَ أنْ تُواسِيَ حزينًا دُونَ أنْ تقُولَ لهُ شيْئًا مّا لمْ تَره عيناه، كي يدرك أنّ حالكَ أسوأُ مِنْ حالِهِ؟

. وفي الحقِيقَةِ، يُقدِّمُ الموْتُ للمَرءِ خِدْمةً جَليلةً، تُحسَبُ لصالحي في هذِهِ الحالةِ، إذْ يُحرّرهُ مِنْ أكبرِ آلامِهِ، بدفْنِ أقربِ النّاسِ إلى قلبهِ، ليصْبِحَ بعدَ ذلكَ قادرًا على مواجهةِ أيِّ حزنٍ يخبّئُهُ لهُ القدرُ، لأنّ الحزنَ الأكبرَ صارَ خلفَهُ.

أيّنا المخادِع حسب رأيكم؟ أنا، أمْ فقّاعةُ الأملِ الهشّةِ، الّتي تُغذِّي وهْمَ الخُلودِ فِيكُم؟ فأنتم لا تكترثونَ إلّا بالّنتِيجَةِ النِّهائيّةِ الّتي آتي بها أنا في النّهايةِ، ولا تنتبهُونَ إلى سُوءِ فِعْلِ الأوْهامِ الكاذِبَة

ومازلتُ أجهلُ حتّى اللّحظة، كيفَ يضبطُ البشرُ ساعاتِهم على هذِهِ الـ «لاحقا»؟!

حينَها بدتْ سمر كقطعِ زجاجٍ متكسِّرٍ يحاولُ الالتئامَ، كيْ يتّخذَ هيئةَ كوبٍ مُشوّهٍ، لا يؤتمنُ على نصفِ لترٍ منْ ماءٍ فاترٍ يُصَبُّ فيهِ…