اقتباسات نيتا بروز

ولما صرت أكبر سنًا، بدأت أقلق على جدتي، أقلق لأنها تعمل كثيرًا، أكثر مما ينبغي لكنها ظلّت تقلل من شأن مخاوفي ‫ «يستغل الشيطان الأيدي العاطلة فضلًا عن هذا، سيأتي يوم تجدين نفسك وحيدة، من غيري عندما يأتي هذا اليوم،

كانت جدتي مجدّة في عملها؛ وقد اعتنت بي جيدًا علّمتني أمورًا كثيرة كانت تحتضنني وتهتمّ بكل أمر من أموري، وتجعل الحياة جديرة بأن تعاش جدتي كانت خادمة أيضًا، لكنها خادمة في البيوت كانت تعمل لدى أسرة ميسورة الحال، لدى آل

سألتها: «ما الذي يؤدي إليه، يا جدتي؟».

‫ «يؤدي إلى ضمير نظيف. يؤدي إلى حياة حسنة، نظيفة».

كانت جدتي تزرع في ذهني دائمًا أهميّة البيت النظيف المرتب.

‫ «بيت نظيف، جسد نظيف، صحبة نظيفة. هل تعلمين ما يقود إليه هذا كله؟».

من غير جدتي، ما عاد نظامي المسائي مثلما كان في حياتها، كنا نمضي وقت فراغنا كلّه معًا وفي المساء، يكون أول ما أفعله هو إكمال مهمات التنظيف اليومية وبعدها، نعدّ طعام العشاء معًا - سباغيتي أيام الأربعاء، وأسماك كل جمعة،

أصيح: «جدتي، لقد عدت!». رحلت جدتي منذ تسعة شهور، لكني لا أزال أحسّ بأن علي المناداة هكذا والإعلان عن وصولي… هذا اليوم خاصة.

أنظر إلى الوسادة على كرسي جدتي العتيق عند الباب. لقد طرّزتْ عليه صلاة السكينة: اللهم امنحني سكينةً لأتقبل ما لا أستطيع تغييره، وامنحني شجاعة لأغير ما أستطيع تغييره، وامنحني حكمة التمييز بين هذا وذاك.

«ليت الأمر سهل هكذا. لكنه الزمن، يا آنسة مولي. الزمن يشفي الجروح، مثلما يقولون».

الحقيقة أن ذلك كان شديد الصعوبة لا أزال ألقي التحيّة على جدّتي كلما وصلت إلى البيت مع إدراكي أنها ليست هناك أسمع صوتها في رأسي، وأسمع وقع خطواتها في الشقة، أسمعها كل يوم أتساءل كثيرًا إن كان هذا أمرًا طبيعيًا،

هذه هي مشكلة الألم. الألم معدٍ، مثله مثل المرض. ينتقل من الشخص الذي عاناه أولًا إلى أولئك الذين يحبهم ذلك الشخص أكثر من غيرهم.

❞ أمضغ كل لقمة عشرين مرة لأن (أ) هذا مفيد في الهضم، (ب) هذا لذيذ، (ج) في العالم أطفال لا يستطيعون أن يأكلوا كل يوم، ومن الأفضل أن يكون الإنسان ممتنًا لكل لقمة يأكلها. ❝

❞ أتساءل في سري إن كانت هذه النساء الثلاث مغرمات بالكاتب الشهير؟ لا أستطيع فهم كيف يكون هذا ممكنًا. لكن جدّتي كانت تقول دائمًا، عندما يكون الحب أعمى، يصير الضفدع أميرًا. ❝

❞ أرى لوحات على الجدران، لوحات مثلما قالت لي جدتي: ليست صورًا لأشخاص أو أشياء أعرفها، بل لطخات تجريدية جريئة من ألوان يبدو لي أنها أُلقيت على القماش ولم ترسمها فرشاة. ❝

❞ تأتي الأمور الطيبة لمن يعرف كيف ينتظرها. هكذا كانت جدتي تقول دائمًا. صحيح، يا جدتي… كنت محقّة في هذا. ❝

يستطيع المرء أن يقاتل الوحوش التي يراها؛ أو يستطيع أن يفر منها. لكن، كيف الفرار من وحوش غير مرئية؟

❞ مدّت يدها وقالت لي: «أنا جيزيل بلاك». لم أدرِ ما أفعله. يتجنّب أكثر النزلاء ملامسة خادمات الغرف، ملامسة أيدينا خاصة. يربطون بيننا وبين أوساخ البشر الآخرين - لا يفكرون أبدًا في أوساخهم! ❝

❞ كان صوتها مختلفًا، كان مثل صوت إطار سيارة تسرّب منه الهواء… لو كان إطار السيارة قادرًا على الكلام. بطبيعة الحال، لا قدرة لإطار السيارة على الكلام إلّا في الرسوم المتحركة! كان واضحًا لي أنها في حزن شديد. ❝

❞ لن أستطيع فهم هذا الأمر أبدًا - لماذا يجد الناس الحقيقة صادمة أكثر من الأكاذيب؟ ❝

❞ وجدت هذا الوصف مديحًا لها، لكن جدّتي خالفتني الرأي عندما قرأته. سألتها عن السبب فقالت: عليك قراءة ما بين السطور، لا السطور نفسها! ❝

‫ «كاذب. مخاتل. لص. أنت الذي تقول لي دائمًا إن المظاهر أمر لا نستطيع الثقة به. تقول لي إن الضفادع ليست كلها أمراء. سيد بريستون، أقول لك بقلب مثقل إنني رأيتك على حقيقتك… رأيت كل شيء».