اقتباسات حامد محمد حامد

❞ ولربما ملأت الحماسة صدر أبي ركوة وجيشه وهم يظنون أن السماء تُبارك جهادهم، دون أن يعوا أن ما يرونه هو المستعر الأعظم الذي شهد الآلاف ظهوره في بقاع الأرض سنة 1006م/396هـ، ووثَّقه عددٌ كبير من الفلكيين والمنجمين حول العالم، ومنهم ❝

❞ فجرِّب أن تسرح بأفكارك أبعد من ذلك، وتحلق مرتفعًا إلى أعلى كما لو أنك تشاهد فيلمًا سينمائيًّا يتم تصويره على الطبيعة حالًا، ساعتها ربما تبدو لك حينها أحداث التاريخ كصف لا نهاية له من قطع الدومينو المتراصة بعضها خلف بعض، ❝

❞ وكذا القاهرة العابثة، لا تسمح لك أحيانًا أن ترى الصورة كاملة، فهي تريك ما يروق لها فحسب، وتترك لك الباقي لتتمه بخيالك كما تشاء. ❝

❞ وربما لو كان المقريزي قد تقاعس عن ذكره لضاع في غياهب النسيان إلى الأبد، وكأن حياة كاملة لإنسان قد تم اختزالها في سطر واحد، وكأن ذكرى بيت أبان قد غدت مرادفة لأبان نفسه! ❝

❞ لا يتركك وسواس الحكايات هائمًا على وجهك في عوالمه المتداخلة، ولكنه يسوقك سوقًا إلى حكاية بعينها ❝

❞ فنبشها وبعثر عظامها، وحين بلغ الخبر قاضي القضاة تقي الدين بن دقيق العيد، أرسل إلى بهادر ينهاه عن نبش القبور ورمي العظام، ويحذره من مغبَّة ذلك، فأجابه بهادر مستهينًا: «إذا مت يجروا رجلي ويرموني»، وهو ما كان! ❝

ديدن الأماكن أن ما تخفيه من نفسها يفوق ما تبديه لك، فثق بإحساسك دومًا، ولا تتردد في أن تفتش عن المخبوء -وما أكثره- وراء الظاهر الجلي!

تتقن القاهرة أن تبدو كريهة وشديدة الرتابة، والعجب أنها تدفعك دفعًا لأن تزدريها، وتغويك بشتى الطرق حتى تلعنها وتلعن مَن بناها، فإذا ما استسلمت لغوايتها، إذ بها تعاقبك بأن تضن عليك بالمدهش من أسرارها، فتعمي عينيك عن رؤية أعاجيبها من

في حلقة لا أول لها ولا آخر من اختراع السؤال والجواب معًا، فلا ترى بهذا إلا لحظتك الراهنة عبر مُرشَّح من مُرشحات الصور، كتلكم الفلاتر والمُرشحات التي تملأ تطبيقات الهواتف النقالة اليوم!

ويمكن للمرء والحال كذلك أن يقرأ أحداث التاريخ من اليمين إلى اليسار أو بالعكس، بل ويمكنك على الدوام أن تقرأه من الأمام إلى الخلف، أي أن تُسقط حاضرك على الماضي، دون أن تعي أنك لا تخاطب بذلك إلا ذاتك، فتدور

قد يحلو لك في ساعة من ساعات الصفاء أن تتحرر من النظرة الضيقة لوقائع التاريخ وتقسيماته المدرسية القاصرة، التي تنهش جسد التاريخ وتقطعه حِقبًا ودولًا منفصلة، أو حتى إن تاريخ القطر الواحد يمكن تقسيمه بذات الطريقة إلى فترات تاريخية متتالية

وصمَّم له مهندسوه نظامَ ريٍّ خاصًّا يناسب كل نبات على حِدة والأعجب أنه قد اصطنع حديقة حيوان مفتوحة، فجلبَ لحدائقه الغزلان والطواويس وطيورًا من كل شكلٍ ولون، في حين كانت للحيوانات المفترسة أماكنها المنفصلة، بعضها للفهود والأخرى للنمور.

القلعة ذاتها لم يكُن لها وجود وقتها! ‫ كانت جدران القصرِ مطليَّة بماء الذهب، وكانت صور «خمارويه» وهو يعبث مع جواريه مرسومة على حوائطه في كل مكان، أما حدائق القصر فكانت قصة أخرى، فقد استجلب «خمارويه» شتلاتٍ لكل ما قدر عليه.

ورث حكم دولة شاسعة عن أبيه أحمد بن طولون، فغدا حاكمًا لمصر والشام بين عشية وضحاها ‫ ومن ضمن حسن الطالع أن «خمارويه» لم يتورط في حروب كثيرة، وهو ما جعله متفرغًا تمامًا لحياة العز والبغددة، ظانًّا أن حكمه سيستمر إلى الأبد.

لا تتعلق هذه المذبحه بتدين المصريين بقدر ماتتعلق بالكيفيه التي يتعامل بها الناس مع الدين وكيف يصنعون منه نسختهم الخاصه التي ترضي احتياجاتهم ورغباتهم مهما كانت عنيفه ولا عقلانيه

روح الأماكن هي حكاياتها وذكريات مَن مرُّوا بها، من دون أن تستشعر هذه الروح ستغدو الأماكن كلها مسخًا واحدًا عديم الشكل، مجموعة من الحجارة القديمة لا أكثر، مجرد صورة باهتة على «كارت بوستال» قديم!