ليوناردو شاشا
1921
توفي سنة 1989
إيطاليا
كان ليوناردو الابن الأكبر من بين ثلاثة أشقّاء؛ وقضّى جُلّ وقته في كنف عمّاته اللاتي أشرفنَ على تربيته، وزرعنَ فيه بذور الثقافة العلمانية.
بدأ الكتابة في عام 1956 عندما نشر عمله الأوّل، وكان بعنوان «أبرشيات ريغالپيترا»، وهي قصص من الحياة اليومية في جزيرة صقليّة.
في ثلاثينيات القرن الماضي، بدأ شاشّا الشّابّ يَضيقُ ذرعاً بالنظام الفاشي، وقرأ عدداً من الكُتُب التي ستظلّ منارة هامّة بالنسبة إليه، من بينها أعمال لآليسّاندرو مانزوني، فيكتور هوغو، جاكومو كازانوفا ودينيس ديدرو. وارتاد بشكلٍ مكثّف صالة السينما في مدينة كالتانيسيتّا، ودرس المرحلة الثّانويّة في المدينة ذاتها، وانعقدت إذّاك صِلاتُه مع الأوساط المناهضة للفاشية، واتّسعت مديات قراءاته صوب الكتّاب الأمريكان، كدوس پاسوس، إرنيست همنغواي ووليم فوكنر، وانتقل إلى الشِّعْر ابتداءً من الشاعر الكبير جوزيپّي أونغاريتّي، وصولاً إلى الشعراء الفرنسيّيْن الرّمزيّيْن، وإلى فلاسفة كبار، ومن بينهم سپينوزا.
في عام 1936، اندلعت الحرب الإسبانية، وصارت تجربة مُضافةً في تكوين الشّابّ ليوناردو، خصّص لها إحدى أجمل قصصه، والتي حملت عنوان «ساعات إسبانيا»، وتتناول حالة العاطلين عن العمل من الصّقلّيّيْن الذين أرسلهم الديكتاتور بينيتو موسّوليني ليموتوا في الحرب إلى جوار صنوه الديكتاتور فرانسيسكو فرانكو.
في عام 1941 اشتغل ليوناردو شاشّا في كونسورسيوم زراعي كمختصّ في تِقْنِيّات خزن القمح، ومنحه هذا العمل الفرصة ليتعرّف عن كثب على مقدار البؤس الذي يقاسيه عمّال المناجم والفلاحون والعاملون في أحواض الملح، وستظهر ملامح تلك الآصرة جليّةً في كتابه «أبرشيات ريغالپيترا»، الذي أصدره بعد بضع سنين.
في عام 1944، وبعد أن هجر الدراسة في كُلّيّة التربية بمدينة ميسّينا، تزوّج من زميلته، المعلّمة ماريّا آندرونيكو، وأنجب منها ابنَتَيْه لاورا وآنّا ماريّا. وابتدأ بعد ذلك بنشر أولى قصائده ويومياته ومقالاته السّياسيّة - الأدبية في عدد من الصحف الصادرة في المحافظة.
وشهد عام 1948 انتحار شقيقه الأصغر جوزيپّي وهو لمّا يَزَلْ في الخامسة والعشرين من العمر، وكان يعمل مديراً لأحد مناجم مدينة آسّورو، فتسبّب هذا الحادث لليوناردو شاشّا بألم متواصل طيلة حياته، وسيرفض الحديث عنه وعن ملابسات الانتحار، إذْ لم يتمكّن أبداً من إيجاد تفسير مُقنِع لذلك الفعل.
بدأ في عام 1949 بالعمل معلّماً في المدرسة الابتدائية في مسقط رأسه، وواصل ذلك حتّى عام 1957 دون أن يُشغِف أبداً بمهنة التعليم، لكن غياب الشغف تجاه التعليم لم يُفقِده البوصلة لمراقبة حالة مجتمع التلاميذ المنزعجين من سياسة محو الأُمّيّة الإجبارية والقَصيّة عن احتياجاتهم الأساسيّة. وشارك ليوناردو شاشّا في العام ذاته في محافظة ميسّينا بتأسيس مجلّة حملت عنوان «غالّيريّا» والتي سيرأس تحريرها منذ عام 1950 حتّى لحظة وفاته ضامناً لها إسهامات عدد كبير من الأقلام الهامّة في عالم النقد والإبداع الشِّعْرِيّ والرّوائيّ، إذ ابتدأت المجلّة نشرتها الأولى بافتتاحية، سطّرها پيير پاولو پازوليني.
في عام 1958 أصدرت له دار نشر «لاتيرتسا» كتابه الذي حمل عنوان «أعمام صقليّة»، وحين أعادت دار «إيناودي» نشر الكتاب بعد عامَيْن أضافَ إليه قصّة رابعة. يعرض شاشّا في هذا الكتاب واقع صقليّة منذ ثورة 1848 وحتّى خمسينيات القرن الماضي: وهي قصص تتراوح ما بين الغروتّيسك والمأساة والآمال المُخيّبة على الدوام.
في عام 1961 أصدر كتاباً نقدياً بعنوان «پيرانديلّو وصقليّة»، وصدرت له في السنة ذاتها قصّة «نهار البومة»، وحظي الكتاب بترحاب كبير من النقد والقرّاء معاً.
ذات الترحاب والقبول ناله كتابه اللاحق «كتاب مصر»، والذي صدر في عام 1963. وهو عبارة عن رواية تاريخية، تدور أحداثها في پاليرمو في القرن السابع عشر.
ومن بين مؤلّفات ليوناردو شاشّا، تجدر الإشارة إلى كتاب البحث التّاريخيّ الذي حمل عنوان «موت محقّق التفتيش»، وصدر في عام 1964 عن دار نشر لاتيرتسا، ومسرحية «البرلماني» التي صدرت عن دار نشر «إيناودي» في عام 1965، إضافة إلى المقدّمة الذي وضعها للكتاب المصوَّر «الاحتفالات الدّينيّة في صقليّة»، وصدر عن دار نشر «دانّا» في عام 1965.
وصدرت له في عام 1966رواية «لِكُلٍّ ما لَهُ»، وهو كتاب ثري آخر عن المافيا. وتبع ذلك في عام 1969 بعمل مسرحي عن فكرة التكفير المسيحيّة بعنوان «تمثيل التناقضات اللّيپاريتانيّة مهداة إلى أيْ دِي».
وأصدر في عام 1971 كتاباً بعنوان «فصول حول موت رايموند راسّيل»، وصدرت له في السنة ذاتها رواية «Il Contesto» وفي عام 1973 أصدر مجموعة قصصيّة بعنوان «للبحر لون النبيذ» وفي عام 1974 رواية «تودو مودو».
في عام 1975، وعلى الرغم من سجالاته مع النّقّاد المقرّبين إلى الحزب الشّيوعيّ الإيطالي، وافق شاشّا على التّرشّح للانتخابات البرلمانية كمستقلٍّ ضمن قائمة هذا الحزب، وبعد انتخابه بفترة، استقال من البرلمان لرفضه القاطع لفكرة «التسوية التّاريخيّة» التي قاربت ما بين الحزب الشّيوعيّ الإيطالي بزعامة إنريكو بيرلنغوير والحزب الدّيموقراطيّ المسيحي بزعامة آلدو مورو، وهو التقارب الذي أفضى إلى ميلاد حكومة جوليو آندريوتّي المدعومة من الحزب الشّيوعيّ دون أن يكون ضمنها، وأسقطَ تشكيل تلك الحكومة الحظر الغربي على إسهام الشّيوعيّيْن في الحكومات الإيطالية، وهو الحظر الذي كانت قد سنّتْهُ مآلات الحرب الباردة، وسياسة التّضادّ ما بين القطبَيْن، الغربي والسّوفياتيّ.
وفي العام ذاته صدر له كتاب بعنوان «اختفاء مايورانا»، وهو كتاب تحقيقي حول الظروف الغامضة لاختفاء العالِم الفيزيائي الإيطالي إيتّوري مايورانا، وسيكون ذلك الكتاب بالنسبة إلى شاشّا فرصة للتّأمّل حول المسؤوليّة التّاريخيّة للعلم والعلماء إزاء ما يحدث في الكون، وسيتحوّل الكتاب إلى مادّة لسجال حامي الوطيس مع العالم إدواردو آمالدي[12].
وأعاد في عام 1976 إصدار مسرحية «تمثيل التناقضات اللّيپاريتانيّة مهداة إلى أيْ دِي»، وقد استخدم في هذا النّصّ زمن الماضي للحديث عن الحاضر عبر استعارة لفكرة صراع كان قائماً داخل السلطة السّياسيّة في صقليّة في القرن السابع عشر.
وفي العام ذاته أصدر مسرحية «المافيويّون». كما صدرت له في عام 1979 رواية «أسود على أسود». ومسرحيّة «الطاعنون بالخناجر»، وكان ذلك تحقيقاً آخر في الأرشيف التّاريخيّ لمؤامرة وقعت في پاليرمو في عام 1862، تناولها شاشّا بقراءة مُعاصرة آخذاً في الاعتبار الفترة التي ساد فيه ما سُمّيَ بـ «استراتيجية التّوتّر» في إيطاليا في ستّينيّات وسبعينيات القرن الماضي.
وابتداءً من عام 1977 بدأ شاشّا بقضاء شهور من السنة في باريس، وهي المدينة التي تنتهي فيها الرحلة المفترَضة لبطل روايته «كانديد، أو بالأحرى حلمٌ في صقليّة»، والتي يعدّها بمثابة ”عملية تحرّرٍ” من أساطير مُعيقة مثل المسيحية والشّيوعيّة، وحتّى التّنويريّة. إنها رواية وُلدت من إعادة كتابة لعمل كبير لفولتير، وتنتهي بِعَدِّها شهادة فعّالة عن حالة التّوتّر السائدة في إيطاليا آنذاك.
وفي عام 1978، ومن رَحِمِ «سنوات الرصاص» وُلد كتاب «قضّية مورو»، وهو كتاب تحقيقي، حلّل فيه شاشّا الرسائل التي كان آلدو مورو، المختَطف من قبل إرهابيّي منظّمة الألوية الحمراء، يبعثها إلى عائلته وأصدقائه، والتي استُخلِصَ منها الموقف الحاسم الذي اتّخذتْهُ الحكومة برئاسة جوليو آندريوتّي إزاء هذه المأساة، بدعم هامّ من قبَل الحزب الشّيوعيّ الإيطالي: أي رفض التفاوض مع «الألوية الحمراء» بشأن مقايضة تحرير الرهينة بإطلاق سراح عدد من زعامات اليسار المتطرّف المعتقلين في إيطاليا.
في عام 1979 أصدر ليوناردو شاشّا ثلاثة كُتُب أخرى، بَدَتْ متباينة فيما بينها، لكنّها كانت، في حقيقة الأمر، متشابهة في النَّفَس الانتقادي الذي احتوتْهُ: «أسود على أسود»، وكان بمثابة يوميات عامّة، وتفاصيل حملت، في الغالب، نبرة ساخرة لاذعة؛ وصدر له أيضاً كتاب «صقليّة كميثافور»، وهو حوار طويل، أجرتْهُ وإيّاه الصّحفيّة الفرنسيّة مارسيل پادوڤاني؛ وحمل الكتاب الثالث عنوان «في صفّ الملحدين» ، وهو تحقيق تاريخي مختزل للملاحقة التي مارستْها سلطة الكنيسة ضدّ الأسقف الصّقلّيّ المونسنيور آنجيلو فيكارا الذي رفض الانصياع إلى منهج الكنيسة الإيطالية في الاستخدام السّياسيّ لمهمّة رجل الدِّيْن.
وتزامن عام 1979 مع موافقة ليوناردو شاشّا بالتّرشّح البرلماني لمجلس النّوّاب الإيطالي في دورة الانتخابات التي جرت في تلك السنة، ضمن قائمة الحزب الرّاديكاليّ الإيطالي المعروف بمواقفه الجَذْرية في الدفاع عن الحقوق والمطالب المدنيّة. وتحوّلت هذه المهمّة البرلمانية بالنسبة إلى ليوناردو شاشّا إلى فرصة للاطّلاع على خبايا قضيّة اختطاف آلدو مورو ومقتله، وذلك لكونه عضواً في اللجنة البرلمانية للتحقيق في الملفّ. وفي نهاية عام 1982 رفض شاشّا الموافقة على النتائج الواردة في خُلاصة مُقرّر اللجنة، الُمَمثّل للأغلبية داخل اللجنة، وأعلن على الملأ عن معارضة الأقلّيّة، ونَشَرَ تلك الوثيقة في مُلحق للطبعة الجديدة من كتاب «قضيّة مورو».
لم يكتب شاشّا أيّة رواية خلال الخمسيّة التي شغل فيها عضوية مجلس النّوّاب (1981 - 1986)، إلّا أنّه أنجز - تحقيقات مثل «حوارات في غرفة مُغلقة» مع الكاتب دافيد لايولو؛ وجمع مجموعة من المقالات المنشورة سابقاً في كتاب بعنوان «كلمات مُتقاطعة»، ومجموعة من المذكّرات بعنوان «عين العنزة»، وهو عبارة عن ذكريات وتأمّلات نابعة من مسقط رأسه «راكالموتو»، ونال عنه جائزة «نونّينو» الشهيرة للآداب. بعد ذلك أصدر كتابه الجميل «ستاندال وصقليّة - محاولة لرَسمِ صورة شخصيّة للكاتب في شبابه»، وكان الكتاب تحيّة إلى الكاتب الأرجنتيني الراحل خورخي لويس بورخيس؛ وأتْبَعَ ذلك بكتابه «مسرح الذكرى» الذي تناول فيه ما كان كتبه لويجي پيرانديلّو عن مواطن كولّينيو، فاقد الذاكرة؛ وأصدر بعد ذلك كتاب «قرارات حكم غير قابلة للنسيان»، حول قضيّة الفرنسي مارتين غيرّي، وفاز به بجائزة باغوتا، ومن ثمّ أصدر كتاب «الساحرة والقبطان»، وتدور أحداثه حول جماعة تدّعي السِّحْر في ميلانو بالقرن السابع عشر، واكتشف شاشّا ذلك على هامش قراءاته لنصوص آليسّاندرو مانزوني: ويظهر جليّاً في هذا الكتاب شكّ آيديولوجي واضح ومطلق في قدرة الرواية على تفسير وتأويل واقع إيطالي مُعقّد على تلك الشاكلة، ويؤكّد بأنّ امتلاك قدرة التفسير والتأويل يتطلّب انغماساً شاملاً في صُلب ذلك الواقع.
في عام 1982، وبعد اغتيال والي پاليرمو الجنرال كارلو آلبيرتو ديلّا كييزا[17]من قِبَل المافيا، رفض ليوناردو شاشّا الامتداح غير المشروط لأداء الجنرال القتيل، ما دفع نجل الراحل، الكاتب السّوسيولوجيّ، ناندو ديلّا كييزا، إلى اتّهام شاشّا بكونه يرغب في ”ممارسة لعبة المافيا نفسها”، وتكرّرت الحالة بعد ذلك بوقت قصير عندما عُيِّن وكيل نيابة مارسالا، القاضي باولو بورسيلّينو عضواً في قطب قضاة مكافحة المافيا بدلاً من قاضٍ آخر بأقدمية أكثر منه في السلك القضائي، وطالب شاشّا الدولة بالنأي بنفسها عن الاستخدام السّياسيّ لمبدأ مكافحة المافيا، والإحجام عمّا حدث في زمن الفاشيّة، وتعرّض شاشّا حينها إلى هجوم إعلامي واسع، بلغ مستوى اتّهامه بالقرابة «الموضوعية» مع المافيا، في حين ذاد الكاتب عن نفسه مؤكّداً بأن اعتراضاته لم تكن موجَّهة ضدّ القاضي بورسيلّينو وشكوكاً حول مقدِرته وإسهاماته، بقَدْر ما كان اعتراضاً على المنهج الذي اتُّبع في هذا الصدد عبر تفضيل الجانب السّياسيّ على الاستحقاقات المهنيّة، (وحسب مُطّلعين، فإنّ القاضي بورسلّينو أبدى تفهّمه للموقف الذي اتّخذه شاشّا).
وقام ليوناردو شاشّا في عام 1983 بجولة في إسبانيا مُحقّقاً خلالها عدداً من المقالات لجريدة «كورّييري ديلّا سيرا»، وجمع عدداً من بين الأفضل من تلك المقالات في عام 1988 في كتاب بعنوان «ساعات إسبانيا»، وصدر الكتاب بالتعاون مع المصوِّر الصّقلّيّ المعروف فيرديناندو شانّا، حيث ضمّ عدداً من صوره.
وفي العام ذاته اعتُقل مقدّم البرامج التّلفزيونىّة الشهير إينزو تورتورا، واتُّهم بالقرابة مع المافيا، وذلك استناداً إلى اتّهامات واهية، أطلقها أحد عرّابي مافيا «لا كامورّا» النّابوليتانيّة، أظهر التحقيق القضائي بُطلانها فيما بعد. فما كان من ليوناردو شاشّا إلّا ووقف إلى جانب تورتورا، وترأس جمعية داعمة لترشيحه لعضوية البرلمان، وبالفعل انتُخب تورتورا عضواً في مجلس النّوّاب في دورة الانتخابات البرلمانية في عام 1984 ضمن قائمة الحزب الرّاديكاليّ.
وأصدر شاشّا في عام 1983 روايته المعنونة «الأبواب المفتوحة»، والتي جاءت نتيجة لالتزامه ومتابعته لنشاط «منظّمة العفو الدولية» ضدّ الحكم بالإعدام، واحتلّت مسألة العدالة صُلب اهتماماته المركزيّة، واستوحى القصّة من حكاية قاضٍ من مسقط رأسه راكالموتو، اسمه سلفاتوري بيتروني.
وفي السنة ذاتها أصدرت دار نشر بومپياني ضمن كلاسيكيّاتها الجزء الأوّل من الأعمال الكاملة لشاشّا، أشرف عليها بنفسه، وكتب مقدّمتها صديقه المقرّب الناقد الفرنسي كلود آمبروزي. في حين صدر الجزءان الآخران بعد وفاته.
تَرَدّتْ أوضاع شاشّا الصّحّيّة بشكل كبير في عام 1988 واكتشف الأطبّاء لديه ورماً سرطانيّاً نادراً في نخاع العظام، وهو ما كان يُجبره على علاجات طويلة ومؤلمة، وتثير روايته ما قبل الأخيرة «الفارس والموت»، والتي سجّل فيها شهادة عن المشاعر الرهيبة التي يتلمّسها مَنْ يرى الموت على مقربة منه، وجاءت النتيجة عملاً رائعاً مفعماً بالتّأمّلات حول حاضر إيطاليا والبشريّة ومستقبلهما.
وفي العشرين من نوفمبر من عام 1989 انطفأ ليوناردو شاشّا، لكنّه نشر قبل ذلك مجموعة من الأعمال، من بينها «حكاية بسيطة»، وهي قصّة ذات طابع بوليسي، بمغزى أخلاقي وسياسي، ونشر أيضاً كتاب «الألفباء البيرانديلّية»، وهو مهدى إلى الكاتب الصّقلّيّ الشهير لويجي پيرانديلّو، الذي عدّه شاشّا الكاتب الأهمّ في حياته؛ إضافة إلى «قضايا مختلفة عن التاريخ الأدبي والمدني»؛ و«زادٌ لذاكرة المستقبل (فيما لو كان للذاكرة أيّ مستقبل)»، وهو الكتاب الذي ضمّ مداخلاته السّياسيّة والمدنيّة الأساسيّة في أعوام الثّمانينيّات حول المافيا ومكافحتها.