اقتباسات أيمن حويرة

❞ في المظاهرة، تنتهي كل الأفكار السلبية، تتنحى جانبًا وتُفسح المجال لطاقة الغضب. لا تعنيني حينها نهاية الأمر، بل يعنيني الأمر نفسه. ❝

❞ الأدب هو ذاكرة الشعوب. قد ينجح الطغاة في تزييف التاريخ لكن يبقى الخيال بعيدًا -لحد ما- عن سطوتهم. الخيال حر، حتى لو قبع خلف الأسوار، أو قُيد بالأغلال. ❝

اعتياد الفشل هنا ليس تماهيًا معه، ولا ابتعاد عن النجاح ونسيانه، إنما هو جين أصيل من جينات العلم والتجربة.

النجاح إذن رفيق للمخاطرة، واحتمال الفشل. لا نجاحَ آمن كما قد نتخيل. كل النجاحات كانت مشروعات فشل في لحظة من لحظات عمرها.

فتذوق الخسارة واختبارها، بل واعتيادها، هي مهارة مطلوبة، وهي الخبرة الأكثر أهمية لتجنب الفشل، أو على أسوأ الأحوال تجاوزه إن حدث.

حينئذ يصبح مصل الفشل هو اللقاح الذي تعاطاه الإنسان ليقاوم فيروسات الفشل الموسمية وقتما أصابته.

أرى أن تذوق الفشل له فوائد أخرى أكثر أهمية من استغلال الفشل لتحقيق النجاح. فتذوق الفشل يعمل مصلًا ضد الانهيار. لو مارس الإنسان النجاح على طول الخط لتعرض لهزة نفسية عنيفة مع أول فشل،

إذن فالفشل كما ذكرنا يأتي على نفس القدر من الأهمية من النجاح حتى وإن كان فشلًا في النجاح؛ فهو كما ذكرنا جرس الإنذار الذي يجعلنا قادرين على التنبه لخطواتنا، والعودة أدراجنا لو كنا حِدنا عن طريق النجاح.

«السقوط ليس فشلًا، لكنه رفض النهوض مرة أخرى»

‫ مثل صيني

النجاح هو صورة ملونة من الفشل، صورة مجسمة ثلاثية الأبعاد، زاهية وبراقة لكنها تبقى صورة. الصور التي تُلتقط عن عمد دائمًا ما تُخفي بعض الحقائق. لا نرى دموعًا حقيقية، لا وجوه ساخطة أو عيوب.

أنا أرى أن الفشل في المطلق هو شيء رائع، الفشل الذي لا يلحقه نجاح، الفشل الخام الدائم المستمر بل إني لا أبالغ إن قلت أن من لم يتذوق طعم الفشل هو في الحقيقة لم يتذوق طعم النجاح قد يبدو ذلك

مع ذلك استطاع الفشل في السنوات الأخيرة أن ينال بعض التقدير، تقدير ليس له منفردًا وإنما حين يقترن بنجاح لاحق. بل إن الفشل حينها يكاد يرقى إلى مرتبة النجاح لكثرة الثناء عليه وعلى أثره في تحقيق هذا النجاح.

النجاحات الباهرة لها بريق أقوى لكن عمرها أقصر، أما النجاحات الباهتة فقد يكفيها طاقة أقل لتحافظ على لمعانها غير الطاغي.

فالنجاح الاستثنائي له ثمن، وما يبدو للوهلة الأولى وكأنه مكافأة يمكن أن يصبح فخًا يعزلنا بشكل متزايد في عالم صغير من صُنعنا. لذلك ربما يكون الحل الأبسط هو أن نتذكر دائمًا أننا لم نصل إلى ما نحن فيه وحدنا. ف

لقد حدثت المعجزة، ولاح في منتصف الطريق بصيص نور لم يكن هذا حدثًا خرافيًّا خارج عن نطاق المألوف، لقد بدا كمعجزة لصاحبه فقط لأنه جاء من قلب اليأس والإحباط، لكنه بمقاييس الحياة كان متوقعًا لحد كبير كل منا يحمل هذه

‫الخطوة الثانية الطريق ممكن

‫(١) ‫ هناك رحلات عديدة يخطط لها الإنسان، يضع جدولًا زمنيًا، وخط سير ومهامًّا وهدفًا، يعلم جيدًا متى ستبدأ وكيف، ومن سيصحبه ويرافقه، أين سيقف للتزود ومتى سيكتفي ويعود أدراجه لكن رحلات أخرى –ربما أكثر أهمية– تبدأ دون ترتيب، بل

‫ إلى الذين اختاروا الطريق وسلكوه، عاشوه أو ماتوا عليه، وصلوا لنهايته أو لم يصلوا..

النجاح قاسٍ، واستمراره أكثر قسوة. أكثر لذة لكنه أقل إنسانية. مرة أخرى، هذه ليست دعوة للفرار من النجاح، لكنها مجرد توضيح لماهية الأشياء لنبني اختياراتنا في الحياة على أسس حقيقية. الفشل أكثر بشرية من النجاح.

تذكر دائمًا أن مقدار النجاح الذي تحققه يتناسب طرديًا مع مقدار ما تتخلى عنه من أشياء أخرى.