اقتباسات دوروثيا براند

وعندما نكون تحت رحمة العقل الباطن تمامًا، لا نتكلم على النحو الذي ينبغي أن نختاره طوعًا إذا استطعنا أن نرى جميع تبعات كلامنا، ولكننا نتكلم بسبب الحاجة إلى تخفيف الضغط الذي تدركه حواسنا. لذلك، نتذمر بسخرية من مصاعبنا، ونخجل من أنفسنا بسبب هذا الفعل، أو نعذر أنفسنا بعناد، أو نشتكي من الظلم البسيط الواقع علينا، ونفزع أحيانًا عندما نرى الكم الهائل من الشفقة على الذات الذي يفوق ما تتطلبه المناسبة. وبمجرد أن نجد معينًا للشفقة والتدليل في الآخر، نادرًا ما نكون ناضجين بما يكفي لكيلا نستغله، وبذلك نعزز شعورنا الصبياني ونهزم نضجنا.

ولو كانت الأعذار السائدة في هذا العصر مفيدة عمومًا بأي شكل، ولو لم تكن أعذارًا لمواصلة التقاعس، ولو كان التقاعس حقًا حالة أسعد من الفعالية، فلن يضير الانغماس في الثرثرة المعاصرة، حتى دون الحاجة إلى المعرفة الطبية أو النفسية المتخصصة اللازمة لاستخدام المصطلحات التقنية بشكل صحيح. ولكن قبل أن تقرر أنك ضحية غدة غير متعاونة أو مقاومة شريرة، جرِّب بضعة من الاقتراحات التي سترد في فصل لاحق بشأن الانضباط الذاتي. وقد تجدها ممتعة جدًا؛ لأن قواك المتوسعة مجزية أكثر من الكسل حتى النخاع لدرجة أنك لن تحتاج إلى خدمات خبير بعد ذلك.

وينشأ قدر كبير من انعدام ثقتنا في كلمة النجاح عن عدم إدراكنا للنطاق الواسع واللامحدود «للنجاحات» المحتملة.

أو يمكنك أن تصبح شريكًا وداعمًا لعاملين وفنانين أكثر مثابرة. وربما كان هذا ألطف أشكال الفشل، أو أنجح فشل على الإطلاق.

ويدور الحلم أحيانًا حول حياة مترَفة يسودها الكسل، وهذا يعبر عن إصرار العقل الباطن الطفولي على رفض مغادرة الملجأ الآمن في غرفة الأطفال، حيث تتوفر جميع الاحتياجات بمجرد الشعور بها، وحيث يُمنح الدفء والطعام والحب مجانًا دون الحاجة إلى العمل

ويدور الحلم أحيانًا حول حياة مترَفة يسودها الكسل، وهذا يعبر عن إصرار العقل الباطن الطفولي على رفض مغادرة الملجأ الآمن في غرفة الأطفال، حيث تتوفر جميع الاحتياجات بمجرد الشعور بها، وحيث يُمنح الدفء والطعام والحب مجانًا دون الحاجة إلى العم

وهناك أيضًا الأبناء والبنات والأمهات والزوجات «المخلصات» (نادرًا ما نجد الآباء في هذه الفئة - لسبب ما - ولكن أحيانًا نجد فيها زوجًا) الذين تصب حيواتهم في حيوات بالغين آخرين، ولكن ما يقدمونه - بما أنهم لم يطوروا تمامًا أقيم

فإذا أزعجتك القهوة أو لم تتمكن من هضم الحليب - وظللت على الرغم من ذلك تشربهما - فقد تهرب من الرفض الملازم لشاربي الخمر، ولكنك تندرج في الفئة ذاتها. ومن الواضح أن الأكل دون حكمة يندرج تحت العنوان نفسه.

ويُخفي معظمنا فشله أمام الآخرين، بل ونخفيه على أكمل وجه عن أنفسنا وليس من الصعب أن نتجاهل الحقيقة المتمثلة في أن ما نفعله أقل مما يجب، ومما نستطيع أن نفعله، وأقل بكثير مما خططنا أن ننجزه ولو بشكل متواضع قبل

يعتبر سكون البدن علامة حقيقية على أن قوة الحياة لا تحترق، فحتى الشخص الكسول يستخدم وقودًا وهو يحلم.

وما الفشل إلا دليل على أن الطاقة قد صُبت في القناة الخاطئة، لأن الفشل تلزمه طاقة.

وتجدر الإشارة هنا إلى أننا نعيش في مستوى أقل بكثير من المستوى الممكن لحيواتنا، لذلك عندما نتحرر من الأشياء التي تعيقنا ونبدأ في الاقتراب من إمكانياتنا الذاتية يبدو الأمر وكأننا تحولنا إلى كائنات أجمل وأسمى.

«إن أصعب مهمة بالنسبة للكاتب هي أن يتعلم كيف يتغلب على جموده وجُبنه».

أصبحت أخيرًا علاقتي بنفسي طيبة، ولم أعد أعاقبها على عدم الإنجاز، وأحضها حضًّا عليه، وادفعها بلا رحمة نحوه، وبذلك لم أعد أسمح لها بأن تصاب بالملل والتعب دون داعٍ.

فما كنتُ أفعلُهُ هو نشاطٌ بديلٌ لما خطَّطتُ لفعلِه،

فالشخص الناجح - على عكس الفاشل - لديه وقت فراغ أقل ويحافظ بدقة على الساعات التي يحددها لنفسه للانسحاب من صحبة الرفقاء ونادرًا ما يُعتبر الشخص الناجح من الأشخاص البشوشين العفويين، لأنه لا ينوي دون وعي أن يجد أي مهرب

‫ وكما قال بنجامين فرانكلين: «الجنس البشري سطحي وخسيس جدًا، إذ يبدأ المرء شيئًا، ولكن عندما يواجه صعوبة، يهرب منه محبطًا».

وحلم اليقظة في حد ذاته هو تعويض عن حياة الروتين الممل أو الرتابة الخالية من أية أحداث مهمة ولكن - وحال العالم على ما هو عليه - يجب على الحالم أن يعيش جزءًا من وقته على الأقل في الجو البارد

وتجدر الإشارة إلى أن مضيعي الوقت، واللاهين، والعاملين الكادحين مصممون في الأساس على خداع أنفسهم، وشغل كل زاوية وركن من ساعات استيقاظهم بحيث لا تظل بقعة فارغة يمكن أن يتسلل منها الشك في الإخفاق. و

إن لم نفعل ما نحن مجهزون لأدائه على أفضل وجه، أو لم نفعل ما تعهدنا بأدائه بإجادة بوصفه مساهمتنا الشخصية في العالم - على الأقل من خلال مهنة نؤديها بجدية - فستمثل التعاسة جوهر حياتنا، مما سيزيد من صعوبة تجاهلها