اقتباسات سومر شحادة

❞ كان الهروب ممكناً، إلا أنّه يدرك انتهاء دوره، ولا توجد نهاية أكثر اكتمالاً بالنسبة إلى مناضل يساري عتيق، أمضى سنوات من عمره في الزنزانة غير العودة إليها، ألقى التحية على شباب قوى الأمن، وذهب معهم دون مقاومة، وباستسلام أذهلهم! ❝

❞ شعر بحب دافق للمدينة، وتساءل كيف استطاع دائماً أن يدفع في وجهها كل الحزن والمرارة، وتقابله بالوجه البشوش أبداً، تعطيه فرحاً مثقال حزنه. إنّها مدينة، أعجوبة، ظالمة، وحبيبة في آن واحد. ❝

❞ أو يتقوقع في طائفته أكثر حتى يجد نفسه باحثاً عن طوائف داخل الطوائف، وهؤلاء من لا نستطيع أن نقدم لهم سوى الأسف ❝

❞ نحن نولد وطوائفنا مكتوبة علينا مثل قدر أعمى، وخلال حياتنا تتوسع مداركنا للعالم المحيط بنا، فالواحد منا ينزع العباءة الطائفية وينتمي إلى الإنسانية، ❝

❞ الصحيح أن يكون الحبيب إلهاً بريئاً والصحيح أن يكون صانعاً للخطايا، لأنّ مهمة الحب هي التوفيق بين الحالتين والبقاء ببقائهما. ❝

❞ من الظلم انتظار تحول الإنسان إلى ملاك، في هذا إهانة لإنسانيته، أيضاً؛ من الغرابة تبرير تحوله إلى وحش، في هذا، كذلك، إهانة لإنسانيته ❝

❞ مندفعاً بالكراهية والعجز، وبالسطوة التي مورست على وعيه، من الشعور بحتمية التغيير، وسرعة حدوثه. لذا كانت لمى مطالبة بأمومتها له دون أن تمس كرامته ❝

❞ يمكن تعريف الأنثى بأنها الجانب الإنسي فينا، الهش والسمح، وهذا ما كان ملهم في حاجة إليه كي يتنكر لجانبه الوحشي الآخذ بالتنامي بشكل متسارع ❝

❞ إنّ المقهورين والسجناء ومعطوبي الحروب الضائعة في الأدراج السياسية، وفاقدي الذاكرة في المنفردة الذين فُصلوا عن إنسانيتهم في دروب العيش الشاقة، والذين تكسرت أحلامهم في بلد الأحلام المؤجلة، إنّ هؤلاء منتمون إلى الثورة حتى لو رفضها وعيهم لخطورة قيامها. ❝

❞ من السخف الاستخفاف بطاقة الحقد، إنّها أعلى رصيداً في التاريخ البشري من طاقة الحب، الحقد باعتباره دافعاً، والانتقام من ماض كامل. لا من شخص ولا فكرة ولا طائفة، الانتقام من النفس ❝

❞ تلك هي مبررات الكراهية التي أجيد سبك لغتها، حتى أتفهم أني لن أعجب المترفين لغوياً في المنافي الاختيارية والمروضين حزبياً، فليكن. هذا ما أستطيع المفاخرة به، عدم إرضاء أحد، ونيل عداء الجميع. ❝

❞ الحالة ضبابية جداً، والواضح حتى الآن، أنّ علينا الثورة، والثورة تتكفل بالباقي، الواضح أيضاً أنّ هذا البلد ليس لنا، كما تقول لمى، بل هو لأكثر أبنائه شراسة وأسقطهم أخلاقاً، إنّنا غرباء ويرفضنا العالم أشدّ الرفض. ❝

❞ مشيت مثل جرو من نوع اللولو الفرنسي في حارة السوق الشعبي، أقول الجرو، لأنّ عدم رؤية الأحياء العشوائية قبل اليوم، إهانة واضحة لي، بصفتي إنساناً ينتمي إلى الصنف نفسه الذي انتمى إليه فقراء المدينة وسوادها الأعظم. ❝

❞ يلفته الاستغراب في أعين طلابه، ينهي مقدمته ويبدأ فكرته بصوت أعلى: «إنّ كان الحب فعلاً تراكمياً، فما رأيكم بالوعي؟ إنّه تراكمي أيضاً وينبغي فضّ بكارة الوعي عن طريق لحظات قاسية واستثنائية، البلد قادم على الكثير منها. علينا تخطي المراحل والقفز ❝

❞ عرف في مساء اليوم الذي غادرته فيه، أنّ عليه التوقف عن الخوف من الموت، فهو لن يجيء وبين يديه شهادة قيد الكتابة عن زمن الموت الطويل، ولا بدَّ من كاتب ليشهر شهادته أمام الأحياء ليدركوا مسؤولية نجاتهم. أدرك، على نحو ❝

❞ - «كنت دائماً سعيدة بوجودي قربك، لكنني جائعة لحنانك، ويجدر بك أن تعرف ما يفعل بنا الجوع إلى الحنان، كيف نؤكل من الداخل، ويتفجر ضعفنا تعلقاً بالوجه الحنون الأول الذي نراه، فكيف إذا كان الوجه الحنون هو الغربة؟ سأغرق فيها، ❝

لكنني أدرك أن الناس الذين يعرفون الألم ساحرون، ويستطيع المرء أن يلجأ إليهم في أي وقت.

فالإنسان من غير حب يتآكل ويقضم الصدأ روحه، وحتى جسده،

فالإنسان من غير حب يتآكل ويقضم الصدأ روحه،

❞ لا أريد أن أصير من أولئك الذين لا تعنيهم حيواتهم، وتدفعهم لامبالاة الآخرين بهم إلى لامبالاة بأنفسهم. لا أريد أن أصير شبحًا، أتابع تدفّق الناس صباحًا إلى أعمالهم، ❝