اقتباسات سومر شحادة

وأن يعيش المرء حياته هي إشارة واسعة إلى التيه. لم أكن أعرف من أين أبدأ من جراء سنوات الارتباط بامرأة تحيل كل أمر إلى دموع.

أردتها أن تكون قوية بالفعل. وكنت بذلك الفعل القاسي أرمي بها إلى العزلة، مع أنني لا أفهم العزلة على النحو الذي يحطم البشر.

وأنا صدقت هذا الوهم الذي حطمني.

وأدركتُ أننا عندما نهمل الدنيا فالدنيا تهملنا وينسانا الجميع.

لو كان الأمر عائدًا إليها وحدها لقتلت نفسها بطريقة ما. لكن لسنا مَن نحدد حياتنا، بل منطق الحياة هو ما يرسم مصيرنا.

ولم يخطر لأي منا أن الجزء الأجمل فينا قد يحمل آثار حوادث مؤلمة. ربما تنشئ الندوب عطبًا نفسيًّا مؤذيًا، وربما تساعدنا على إظهار أجمل ما فينا. ولا يهتم أحد إن كان أجمل ما فينا هو الجزء المعطوب بالنسبة إلينا نحن.

لكن توجد أقدار لا تُرَد.

وكان يجب أن أحكي كي أتحرر من ثقل الحكاية، لكن لمَن كنت سأحكي؟

لم أكن أدرك أنني كنت أعيش حرة في بلد شاق على الإنسان فيه أن يكون حرًّا، بين أناس قهرتهم الحياة ضد طبيعتهم.

كانت شغوفًا بألم عميق، وهو أن يدرك الإنسان عزلته وسط العالم، وأن لا عزاء يحمله الزمن أمام الخسارات.

فالإنسان من غير حب يتآكل ويقضم الصدأ روحه، وحتى جسده، كما يصير مثل الأدوات المنزلية المرمية على أطراف الطرقات في الريف.

كان يدرك أنها تعيش صراعًا يكبر يومًا بعد يوم لأنها تعيش حياة لا تريدها.

كما لو أن الحب لا يصبح تامًّا إلا في مقاومته للنسيان وفي محاولة تذكُّر المحبين لحظاته.

وكثيرًا ما يصنع غياب مبهم وكبير حيواتنا.

عشت حياتي مع رجلين لم أكن مضطرة معهما إلى السؤال كي أشعر بالطمأنينة. أعرف بذلك أنني عشت حياة حلوة.

أحيانًا كي نستمر نحتاج إلى أن ننسى، وهذا ما واظبتُ عليه.

‫* * *

‫ في داخل كلٍّ منا حكاية تصيبه في مقتل.

بدت لي أنها تحب أن تضيع بين الآخرين، وكأنه شكل آخر من ميلها إلى العزلة.

فالإنسان من غير حب يتآكل ويقضم الصدأ روحه، وحتى جسده، كما يصير مثل الأدوات المنزلية المرمية على أطراف الطرقات في الريف.

لو أعود طفلاً لا أفهم أن كلّ صوت لإطلاق رصاصة يعني مغادرة روح لهذا العالم، وبعد لحظات تفكير أغبط الروح التي تحررت من الألم. أغبط كل الموتى، يا حظهم من الحياة بالموت، ومن الموت بالحياة!