اقتباسات عمرو منير دهب

ما ينتاب الكاتب وهو يجلس أمام الورقة البيضاء أشبه بما ينتاب الرجل وهو يتراوح جيئة وذهاباً خارج غرفة العمليات في انتظار مولود جديد كما في المشهد الشهير في المسلسلات العربية، بعض القلق وكثير من الأمل في مولود رائع وبديع.

فالعودة إلى قصاصات قديمة أو أجزاء من مفكّرات غابرة كثيراً ما تثبت أن أيامنا المنصرمة لم تكن حالمة على نحو ما نؤكد للآخرين ونوهم أنفسنا في ثقة.

وإذا كان لعشاق المدن الساحلية حنين خاص إلى البحر فليس ذلك سوى لكونه الخلفية الساحرة التي تزيّن مدنهم، فأصلُ حنينهم إلى اليابسة بكل تفاصيلها وهي تطلّ على البحر وليس إلى البحر مجرّداً.

أنت بالفعل شاب إذا كنت تجد من يدلِّلك من الأعمام والأخوال والعمّات والخالات حتى إذا استبدّت بك أكثر من علامة للكبر

أبي

‫ إنّي وإنْ كان الزمانُ مُغالبي

‫ لمُلازمٌ خُلُقي القويمَ على الهُدى

‫ أَأْبَى إذا ضِيمَ الضعيفُ المُكْتوي

‫ وأروح في طلبِ الحقوق إلى المدى

‫ فإذا فعلتُ فأنت ترضى يا أبي

وفي ربى «مصرٍ» الزهراء أيامٌ

‫ حاكتْ جميلاً رقيقاً من أمانينا

‫ ما كنتُ أنسى الذي قد فات من عهدي

‫ إذا مضى يمقت الذكرى الخليّونا

هلّا نظرتَ إلى الإسلام إذ يشكو

‫ على فلسطين ظلماً بان ألوانا

‫ نهفو إلى المسجدِ الأقصى فلا نلقى

إلا الدموع جرت في الخد تحنانا

وكيف الفخرُ بالماضي عريقاً

‫ إذا ما كان حاضرُنا مشينا؟

‫ وإنْ دارت رحى الهيجاء يوماً

‫ أتنفعنا حصونُ الأوّلينا؟

‫ ***

كمْ أديبٍ ألهمتَ يا نيلُ نثراً

‫ وقوافٍ سكبتَها أنغاما

‫ وبَهِيٍّ من الرياضِ حوالَيْ

‫ كَ تبدّتْ لتفتنَ الرسّاما

‫ وإذا ما رأيتُ صفحتَكَ الغرْ

‫ راءَ ليلاً والبدرُ كان تماما

كمْ أديبٍ ألهمتَ يا نيلُ نثراً

‫ وقوافٍ سكبتَها أنغاما

‫ وبَهِيٍّ من الرياضِ حوالَيْ

‫ كَ تبدّتْ لتفتنَ الرسّاما

‫ وإذا ما رأيتُ صفحتَكَ الغرْ

‫ راءَ ليلاً والبدرُ كان تماما

واتركِ النفسَ صاحِ بالنيلِ فرْحى

‫ تطرحِ الهمَّ فيهِ والآلاما

‫ شاطئاهُ كمْ دلّلانا صغاراً

«حيَّ غربٍ» طِبْتَ حيّاكَ الغمامْ

‫ وسقى «السكّةَ» غيثٌ و»الجَلا»

‫ ل»سمنّودَ» و»توريلَ» السلامْ

‫ ثمّ إذْ طابتْ لدينا مَحفلا،👍👍

أين الطريقُ إلى السودان إذ طالتْ

‫ بيَ السنونَ وضاق الصحبُ عن عُذُري

‫ وقال كلُّ صديقٍ ظلّ يرقبني

‫ ما بالُ عمرٍو بلا أثرٍ ولا خبر؟

‫ ***

‫ أمواهُهُ كأنّها السماءُ

‫ يشقُّ ما يشقُّ من فيافِ

‫ ولا يخيبُ إنْ أتاهُ عافِ

‫ فالحمد لله الكريم المنعمِ

‫ على الذي يزيدنا من أنعمِ

‫ ***

وأرى الحبَّ ماثلاً حين ألقَى

‫ عُمَراً في صفائه المعهود

‫ لنزارٍ منِّي السلامُ كثيراً

‫ ولشعراويَ الخليلِ الودود

‫ ولِجبْرٍ أزكي التحياتِ أُهدي

‫ أنتمُ فتيةُ الغدِ المنشود

‫ يا فؤادي ذكرتَ كلَّ جميلٍ

ويا مصرُ الحبيبةُ فات عهدٌ

‫ على عجلٍ وفارقتُ الصحابا

‫ فكم قد زِدْتِني بالناس علماً

‫ وبالدنيا فكنتِ ليَ الكتابا

‫ طفقتُ أقلِّبُ الصفحاتِ فيهِ

بالأمس أحزنُ إنْ ضيّعتُ ثانيةً ‫ واليومَ عدّة أيامٍ تضيع هبا ‫ ما عاد لي صاحِ من شيءٍ أتيهُ بهِ ‫ إلّا التشدُّق فخراً بالذي ذهبا ‫ أيامَ أسعى لِلِاسْتذكار مُنكبّاً ‫ أكادُ ألتهم الأوراقَ والكُتُبا ‫ أعالج العلم بالصبر الجميل هوى

أزجِ القوافيَ فيها النُّصحُ تبذلهُ

‫ ولا تقصّرْ فإن النصح من ذهب

‫ يا أيها الإخوة الأحبابُ يا أملاً

‫ لهُ نظرنا لنقضي أحسنَ الأرب

‫ تركتمُ الوطنَ الغالي وأهليكم

‫ ورحتمُ شغفاً للعلم في طلب

كم من هوى السودان بتُّ مُسَهّداً ‫

من ذكرياتي رغم طول غيابي

‫ ما كنت أنساهُ وكيف وفي الصبا

‫ لاقيتُ فيهِ أصدقَ الأتراب

‫ فمشيتُ أذكرهم ولا أنسى لهمْ ‫

كرمَ الجواد وشيمةَ الأقطاب

‫ سقياً لعهدكَ يا صباي و ليس من

أنْ أُرَى

‫ في مادحيك فذاك كلُّ رجائي

‫ فنسيجُ وحدِكَ يا رسولَ الله لا

‫ ألقى وإنْ محّصتُ من نُظراء