فالعودة إلى قصاصات قديمة أو أجزاء من مفكّرات غابرة كثيراً ما تثبت أن أيامنا المنصرمة لم تكن حالمة على نحو ما نؤكد للآخرين ونوهم أنفسنا في ثقة.
يا عجوز: عن الإنسان يتقدم به العمر
نبذة عن الكتاب
كنت أجالس فتى يصغرني ببضعة أجيال فحاولت "إذابةَ للجليد" الذي بدا مستحكماً بيننا أن أباسطه الحديث ونحن نشاهد التلفزيون: "ما رأيك في هؤلاء الممثلين الجَدد؟". فردَ عليَ مندهشاً: "أيّ ممثلين جُدد؟"، وكنت من الفطنة بحمد الله ولطفه بما يكفي لإستدراك أن مَن عددتهم "جُدداً" من الممثلين هم جيلَه الذي سينشأ على متابعته. لم أستفد من الدرس، فذكَرت الفتى نفسه بعد أيَام في جلسة مماثلة بمشهد من مسرحية كوميدية شهيرة وانتظرت منه أن يضحك فلم يفعل، وعنما بدا عليه الإستغراب من إنفعالي الزائد سألته: "ألا تتذكر المشهد؟"، وتبيّن أن الفتى لم يسمع عن المسرحية أصلاً ولا يعرف أيّاً من أبطالها الذين طوت شهرتهم آفاق زماننا. كان ذلك منطقيّاً بحساب الأجيال، غير أنني كنت (دون أن أشعر؟) أحاول أن أعيش "زمن غيري"، الأحرى أنني كنت أحاول أن أسحب غيري من الأصغر سنّاً ليعيش زماني، والفعلتان وإن بدتا متناقضتين فإنهما بمثابة الوجهين لعملة واحدة هي تجاهل العمر الحقيقي... إما بزج نفسك في غمار الشباب أو بجر الشباب ليعيشوا ما انقضى من أيامك على اعتبارها الوصفة المثلى لما ينبغي أن تكون عليه الحياة.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2016
- 136 صفحة
- [ردمك 13] 9786140213975
- منشورات ضفاف
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
60 مشاركة