اقتباسات طارق بكاري

نحنُ في الأخير نستلُّ برواياتنا المساميرِ التي سبقَ ودقَّها الزمن والآخرونَ في قلوبنَا ومضوا غير آبهين بأنَّنا ننزفُ في صمتٍ.. الكتابة هي الطريقة الأكثر مأساويَّة لنستوقف نزف القلب.‏

وهو يرفعُ روحي صومعةً للغيبِ، ويسقي بمياهه دغلًا هو سيِّدهُ الأوحد.‏

يبدو أن هذا الدغل لايرتوي ولو سقاه كل الرجال

للجسد سطوة آسرة قد تبزُّ سطوةَ القلبِ، قبلها ما كنتُ أعرفُ أنَّ الجسد يمكن أن يعفيَ صاحبَهُ من إدارته ويسير صوب ما يشتهي،

جيش الأمسِ أفنيناهُ في الحروب التي لا ندركُ بؤسَها إلَّا بعد فوات الأوان، وجيشُ الغد لن يكون منّا وإن كان لنا، ندجّنهُ اليوم ليفنَى غدًا ونغنمَ بعدهُ…»

وطالما أمكنَك أن تتسيَّد أسياد الأوطان، فأنتَ السيِّدُ الأوحدُ، وطالما أمكنكَ أن تغيّرهم من حين لآخرَ، مثلما تغيِّرُ جواربكَ، فإنَّ الأوطان وخيراتها ستنسكبُ مهما تلوَّت وديانها في بحرك…

أفَلت الحربُ على انتكاستي أبقت لي جسدًا خُردة، لن يقوى على تدبير ليلة حبٍّ دون عثرات».‏

أراهما يدعكان في إناء الخمر جسدي كآلهتين تُليّنان بالخمر صلصالي من أجل تكوينٍ آخر، وكنتُ بينهما خفيفةً كريشةٍ تقلُّها النسائمُ الهاربة، قلقةً كنيزكِ يبتلعهُ ثقبٌ أسود، ساخنة كبركانٍ طفحَ بحممه، ورخوةً كطينٍ في يدِ ناسكٍ يشكِّلُ صمته!

طفولتُنا هي حقيقتُنا الوحيدةُ التي لا تموت، والخدش إن اعتورَ مرآتها فلا بدّ أن المعجزات وحدها كفيلة بإرجاعها إلى سابق عهدها، أعتى الأورام النَّفسيَّة تلك التي في أرشيفات طفولتنا تنام، لأنَّها كلَّما تقدَّم بنا العمرُ اكلت من حيواتنا وجرت أيامنا نحو ندبها

في كلّ نفس فيضٌ من الآثام المشتهاة، والمرء حين يفترعُ في السدّ الذي يلجمُ جموحها ثقبًا، فلا بدَّ أنَّه خطَّط لانهيار السدَّ ، والأمر مسألة وقت لا أكثر. جسدُ العالم يمحَ بالخطايا الجسام، فكيف يريدونني أن أكون استثناءً؟

ربّما لم تكن أكثر من ذريعة أختبئ خلفها لئلَّا يفدحني الندم. السَّائرون إلى الخطايا يعرفون أيسرَ السبلِ إلى تنويم ضمائرهم والتخفيف من وخز الندم!

اعتنقنا الحبّ فشقَّهُ الراء نصفين، فكانت الحربُ، كأنَّنا أوَّل أو آخر العشّاق..

يء.. لا أتعسَ ممَّن يطالب نهد الحبيب بحليب البدايات، ولا أشقى ممَّن تجدُ في طريقها من يتعلَّقُ بتلابيبها مطالبًا فوق الحبّ بالأمومة!

الوطن يجلدك، سماسرة السياسة، تجار الدين..يفعلون، والشعب ما عاد يتوجع لآلامه بل يعانقها ببلاهة ويحسبها تطهيرا.

رواية روائح ديهيا

الدنيا حين تشتهي أن تضرب لنا مواعيدها، تفعل ذلك على نحو بالغ التشفير، لا منّة منها، وإنما طعما نسير صوبه بعينين مفتوحتين، نسير إليه لأننا لا نملك في الحقيقة إلا أن نسير صوبه

“تدري أنني أحمل ألغازا فوق ما أحتمل، وأنني لا أنشد سوى حياة بسيطة ترمم الشعاب الفجة التي دشنها في الروح مد المحن، وقليل من الفرح يبارك صبري على حياة الويل هذه”

كنت قنبلة موقوتة، تعرف متى ستنفجر وتعرف ما تضمره من خراب

الغفران في كثير من الأحيان مرآة يرى الظالم فيها كل بشاعته