اقتباسات طه عبد الباقي سرور

❞ يقول المستشرق نيكلسون: امتاز الحلَّاج بأنه عاش في صوفيته تمامًا، عاش في كل لفظٍ قاله، وفي كل خاطرٍ مرَّ به، حتى لُقِّبَ بمسيح الإسلام … ❝

❞ بتلك الجملة القصيرة، المعبرة المصورة لحالته حيث قال: «لو ألقى مما في قلبي ذرة على الجبال لذابت.»

⁠‫إنه ثائرٌ أو عابدٌ من لونٍ جديدٍ، تلاقت في أثوابه خرقة الصوفية بكسوة ❝

❞ بخيرات أرضها، وثمار عقول أبنائها، وفي ضحى العصر الذهبي للتصوف، في مطلع عام 244ﻫ/858م وُلد الحسين بن منصور الحلَّاج، في بلدة تور في الشمال الشرقي من مدينة البيضاء ❝

❞ الصوفية، لم تضع منهجًا علميًّا لتاريخ الحياة الروحية في الإسلام؛ فقد اعتبرت أئمة الصحابة جميعًا من رجال الطبقات الصوفية، ومن ثمَّ، اعتبرت بداية الإسلام، هي بداية التصوف! ❝

❞ وإذن فصَيحة الحلَّاج الصوفية الإصلاحية، ودعوته إلى إقامة حكومةٍ ربَّانيةٍ مثاليةٍ، هي سرُّ المأساة الكبرى، أو إحدى أسرار تلك المأساة الكبرى. ❝

❞ ويقول العلَّامة المستشرق ماسنيون:(6) «كان الحلَّاج يحرك الجماهير، وينادي بالإصلاح، ويبشر بفكرة الحكومة المثالية التي تقيم الشريعة على نغمات ❝

❞ يقول المؤرخ الفرنسي مويزو: «إنَّ التاريخ هو ذاكرة البشرية، ولكنها ذاكرةٌ قد تضعف حينًا، وقد تصطنع الضعف أحيانًا.»

⁠‫ولقد كانت تلك الذاكرة، أضعف ما تكون، أو فُرِضَ ❝

كتاب الله تبارك وتعالى، فيه نبأ من قبلكم، وخبر من بعدكم، وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، هو حبل الله المتين، ونوره المبين، والذكر الحكيم».

‫ وفي الحديث الذي رواه مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلوات الله وسلامه عليه: «كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي، وإنه لا نبي بعدي» ‫ فكل مسلم هو رسول إلى قومه، وكل ....

«يوشك أن تتداعى عليكم الأمم من كل أفق تداعي الأكلة على قصعتها، فقال قائل: أو من قلة يومئذ يا رسول الله؟. قال: أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل. ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن، قال قائل: و ما الوهن يا رسول الله؟

وصلوات الله على رسولنا العظيم الذي هتف في وجه الدنيا: «أنا نبي الرحمة. أنا نبي الملحمة. أنا الضحوك القتّال» ‫ إن صلوات الله عليه لنبي الرحمة بكل ما في الرحمة من مثاليات، ولكنه إذا جد الجد، أو خدش الحق فهو نبي الملحمة.

بتعبير مسلمي اليوم:

‫ «إن للدين ربًا يحميه» وانتظرنا أن يأتي الله في ظل من الغمام والملائكة، ليدفعوا عنا ما جنت أيدينا، فليس لنا من دنيانا إلا تلك الحياة الذليلة .

وللفيلسوف الألماني الكبير شبلنجر كتاب باسم «أفول الغرب» قرر فيه أن الحضارة الأوربية طغت فيها المادة على الروح، وهذا بداية النهاية لها، رغم ما تخدع به البصر، من التقدم العمراني والمادي ‫ ثم يقول: «وما مرحلة الحضارة الحالية إلا غمرة المدنية المضللة.

«الحساب الأخير» كتاب تحدث فيه مؤلفه «جوستاف يونج» عن الحساب الأخير الذي اقترب. الحساب الأخير الذي سيتولى القيام به العالم الإسلامي ضد أوروبا الاستعمارية، والصهيونية التي تحاكيها وتمشي في ركابها ‫ وخلاصته أن العالم الإسلامي قد أفلت من قبضة الموت!. الموت الذي أعد أكفانه الاستعمار الأوروبي.

ويقول رسوله «لا ضرر ولا ضرار».

‫ فأينما وجدت المصلحة فثم شرع الله «كما يقول الإمام الطوفي».

‫ وحيثما وجد الضرر وقفت الحدود -سدًا للذرائع- كما يقول المالكية.

عارضين للإسلام من جديد، وما جديده إلا قديمه. محجة بيضاء وحنيفية سمحة، وحياة سامقة طاهرة، فطرة الله التي فطر الناس عليها، ودينه الذي ارتضى لعباده، ليحكم بين الناس بالقسط ويبعثهم على الصراط المستقيم ‫ الإسلام كعقيدة تعبدية وقانون تشريعي ونظام اقصادي.

روسيا في سنة ١٩١٧ يوم أن كانت نهبًا مقسمًا بين الغول الألماني الزاحف والفقر المذل المهيمن والجهل الخانق المطبق والانحلال السيد المتحكم، والفوضى التي لا حد لآفاقها ولا نهاية لتهاويلها ‫ ومع هذا استطاعت روسيا في خلال ربع قرن أن تكون دولة عالمية لها سطوتها و قوتها.

ولست أزعم أن المسلمين -بوضعهم الحالي- شيء في الميزان، ولست أدعي أنهم على الجادة، وأن كتاب الله بينهم منار ينبثق منه الشعاع الذي يهيمن على حياتهم، ويقضي بينهم، ويوجه قواهم إلى ما يحب ويرضى ‫ ولكن في الإسلام أشياء من مقومات الحياة.

«لقد آمن الإنسان في الماضي، يوم كان ضعيفًا. يوم كان شيئا ضئيلا تافها بين عناصر المادة، أما اليوم، وهو القوي القادر، سيد العناصر، فليس ثمة حاجة إلى قوة غامضة غير مرئية في معاهد العلم التجريبي، وغير ملموسة في معامل

كفاء ذلك أن يرفل كوكبنا في حلل السلام وأن يرتع في جنات الرخاء، وأن ينعم بالطيب من الخلق، والكريم من الصفات، والمزيد من الأمن ولكن لا يستطيع إنسان أن يزعم، أن سكان هذا السيار الأرضي في حاضرهم أسعد عيشا وأهنأ ...