اقتباسات علي محمود خضير

وأعلم كم هو مرعب

⁠‫أن تسرِّحَ الأحلام العالقةَ بِشَعرِكَ

⁠‫وأسنانكَ

‫ أنا خادمُ الحياة الأمين

‫ سمعتُ أطفالاً يصرخونَ على بعضهم في الساحاتِ فيما اللحظة تجرُّ أُختَها، خادعةً، فيكبرونَ بالمصادفةِ ويكتشفونَ ثوب أيامِهم المثقوبِ بإبرةِ اللحظةِ الماكرة.

‫ وكُنتُ أميناً على التذكّر.

‫ يكررُ اللَّيل نفسه حتى يحفظه الناس، ويخزنون تقاسيم وجهه في الذاكرة، فتصير صفاته مشاعاً وتألف الأرواح أنفاسه وتأمنه الزوايا، هكذا يتوحد اللَّيل وصاحبه، ويتداخلان.

مَن يعرف الشتاءَ مثلي

‫ لا يحزن.

‫ يَجمعُ الحطبَ الذي في قلبهِ

‫ يتدفَّأ

‫ ويحترق.

‫ـ ٣ ـ

‫ الشتاءُ ليس صعباً:

‫ المطر والسعال ورأس السنة.

‫ إذاً لا أفتحُ البابَ أو النافذة.

‫ لستُ سعيداً.

‫ العاصفة فقط.

‫ـ ٤ ـ

‫ البرد؟

‫ يكفي أنْ أُشعِل ناراً

‫ في البيت

‫ في الشارعِ

‫ أو في أرومات هذه البلاد.

‫ يكفي أنْ أُشعِل الدفاتر والصور التي أحبُّها

‫ في آخرِ الليل

‫ البرد؟

‫ شعورٌ خاطئ.

‫ـ ٥ ـ

‫ أعدُّ الشتاءات لأعرف أين أصبحتُ الآن.

‫ هي الثلاثون حقّاً.

‫ صدقيني

‫ لا أعرف كيف وصلتْ.

‫ أن تحملَ العالم وتسعى به. أن تخبّئ الجمرة في قلبك، جمرة السّؤال الذي بعده الصّمت، لأن لا جواب يُشفي.

: لو أكونُ جَسَد مَنْ أحبّ! فأُجاورُ رَغْبَته، ويُجاورُ رَغْبتي. وأحمِلُ ذاتَه في كَنَفي.

ولكن كيف السبيل إلى مَحْوِ الظلمةِ إذا كانت العينان مغمضتين؟

ما تحمله في الدّاخل. يذهب معك.

-بسّام حجار

وماذا لو لم أصل؟ كأن يضيع شيء منّي في هذه الزحمة!

لا تَأتي إليَّ

⁠‫دَعيني أُحِبُّ العَالَمَ في السَّيرِ باتجَاهِك

يتعانقان لكي تخفي وجهَها

⁠‫لكي يخفي وجهَهُ

⁠‫ليظلّا وحيدين.

وكَانَ اللّيلُ يَأْتي وَيَذْهَبُ مَعَهُمْ

⁠‫وكُنَّا وَحِيدَيْنِ

⁠‫إلى آخرِ مَا نَستطيعُ أَنْ نُحبّ

⁠‫إلى آخرِ مَا نَستطيعُ أَنْ نَكْرَه

⁠‫وَأَن نَبْتَسِمَ معاً

⁠‫لِكَي يُخْفي واحِدُنا مَا يُحزِنُ الآخَرِ

⁠‫لكي نُخفِي عُزلَتَنا معاً

⁠‫وأَذكرُ

⁠‫أنَّني، مُلتَصِقاً بِكِ.

⁠‫«هلا وضعتِ يدكِ الصغيرة على قلبي لكي تزول عنه الصّحراء. لكي تهرب الذئاب منه وصدى قفارها».‏