هكذا كانت الحقيقة ظاهرة جلية لكل الطاقم الطبي وهم يرون المحقق طريحاََ
أمامهم، وقلبه قاب قوسين أو أدنى من جموده النهائي. ونظرات الضعف والخيبة
تتدفق من عيونهم. قتكبل إرادتهم بنجدته.
وعلموا ان اقسى ما قد يلاقيه الطبيب في حياته العملية أياََ كان مجاله
وتخصصه أن يرى مريضاََ ينازعه الموت في أخذ روحه، وقد اقترب منه أقرب
من حبل وريده وهو واقف لا يستطيع أن يفعل أي شيء يذكر.
وكأنه حاجب ضعيف واقف فوق رأسه، يحرك الهواء بمقشة خشبية حتى لا
يموت سيده متعرقاََ، إن هذه الصورة بمنزلة الدليل القاطع على الضعف البشري
الذي لا نهاية لجوانبه، حتى لو زعموا أنهم اخترقوا السماء طولا وعرضََا.
ساد الصمت المطبق من هيبة الموقف، وعلموا حينها أن الموت سوف يزور
هذه الغرفة مرة اخرى، حتى أصبح بمنزلة العضو السابع في فريقهم.
المؤلفون > عصام عبد الله الطويان
عصام عبد الله الطويان
07 مراجعة