اقتباسات جوزيف كونراد

الكتاب رووعة

وهذا الكلام لا يفترض أبداً امتلاك السيدة غولد لعقلٍ ذكوري، فالمرأة التي تمتلك عقلاً ذكورياً ليست كائناً ذا كفاءةٍ خارقة، وإنما هي ببساطة ظاهرةٌ من التمايز المنقوص، ومثيرةٌ للاهتمام لشدة قحطها، وليست ذات أهمية ولِكون ذكاء السيدة إميليا ذكاءً أنثوياً، فقد ارشدها الي امتلاك مفتاح سولاكو

كانت موهوبةً في فن التواصل الإنساني، الذي ترعرع وسط الظلال الوارفة لنسيان الذات، وتجذّر في تربة الإدراك الشامل للعالم.

وكما تعلمون إني أمقت وأحتقر ولا أتحمل اي كذب، ليس لأني أكثر استقامة من بقية منا، لكن ببساطة لأن الكذب يرعبني. ثمة مسحة من موت، طعم من الفناء في الكذب، وهذا ما أمقته وأحتقره في العالم وهو نفسه ما أود نسيانه، لأنه يجعلني تعيسا ومريضا كما يسببه تناول طعام عفن فاسد.

لكنّي تركت كل ذلك فجأةً، تركتها بطريقة غير منطقيّة كما يترك العصفور أحد الغصون المريحة دون سبب واضح. كان الأمر أشبه بما لو كنت سمعت إشاعة أو رأيت أمرًا.

في تلك المرحلة مِن الحياة تأتي تلك الأوقات التي تكلّمت عنها بشكل مُؤكَّد، فما هي تلك الأوقات إذاً؟ ‫ أوقات الملل، والإرهاق وعدم الرضا أوقات متهوّرة، أعني أوقاتًا يميل فيها الشباب إلى اتّخاذ قرارات متهوّرة، مثل: الزّواج بشكل مفاجئ أو الاستقالة مِن عمل ما دون أي سببٍ.

يغلق المرء باب الطفولة وراءه، ويدخل حديقةً مسحورةً تلمع ظلالها بالوعود. تمتلك كلّ خطوة في طريقه إغراءً جديدًا، وذلك ليس لأنّ تلك المنطقة مجهولة، فالجميع يعرف أنّ البشر بأسرهم سلكوا ذلك الطريق من قبل لكنه سحر التجربة الكونية التي ينتظر منها المرء دومًا أمرًا جديدًا أو نادرًا، أمرًا خاصًّا به وحده.

ولكن يا لله! كم كان يتكلم. لقد كان يكهرب الاجتماعات الكبيرة. لقد كان مؤمنًا ـ ألست معي! ـ نعم كان لديه الإيمان. لقد كان باستطاعته أن يقنع نفسه بالإيمان بأي شيء، أي شي

كانت تهب على المحطة كلها عفونة الجشع الغبي تمامًا كالعفونة التي تصدر عن جثة ما. يا لله! ما رأيت في حياتي شيئًا كهذا، أبعد ما يكون عن الحياة والواقع،

في بعض الأحيان يصل إلينا وهج من المعرفة الكبرى. إن جوهر هذه المسألة يرقد أعمق من القشور، وأبعد من أن أصل إليه، وأقوى من قدرتي على التدخل فيه .

وعندما يضطر المرء إلى الاهتمام بمثل هذه الأمور أي بمجرد القشور، عندئذ يصبح الواقع ـ أكرر وأقول الواقع ـ باهتًا، ولحسن الحظ، نعم لحسن الحظ، كانت الحقيقة الداخلية مستترة وبالرغم من ذلك كنت أشعر بسكونها الغامض يراقبني وأنا أقوم بتلك الحيل تماما كما تراقبكم أنتم أيها السادة وكل يقوم بألعابه فوق حبله الخاص، مقابل ماذا؟ كل سقطة بنصف "كرون".

رائع

طبعًا قد يكون المرء من الغباء بحيث يعصمه غباؤه من الخطأ، من البلادة بحيث لا يشعر أن قوى الظلام تهاجمه. أظن ما من غبي ساوم الشيطان على روحه: فالغبي أغبى من أن يفعل ذلك. أو لعل الشيطان تكبر شيطانيته عن ذلك

«رائع! أن يكره أحدكم الثروة التي تعلمون جيداً كيف تأخذونها من أيدي الفقراء كما يقول العجوز فيولا: العالم يسترخي على أكتاف الفقراء لطالما تعاملتِ بطيبةٍ مع الفقراء، ولكن ثمة لعنة تنطوي عليها الثروة

لا سذاجة تتفوق بتوقها واندفاعها على سذاجة الطمع، التي تجسِّد القصور الفكري الذي يعاني منه معظم بني البشر على نطاقٍ عالمي.

وسلاح الثروة هذا أكثر خطورةً على حامله أيضاً، فهو سلاحٌ ذو حدين فيه يغرق جشع وشقاء البشرية في جميع الرذائل الشهوانية للذات، تماماً مثل كوكبةٍ من الجذور السامة، ليأتي بتلوثه على القضية التي أُشهِر من أجلها، ودوماً يعود بالسوء على حامله

مستلهماً الكلمات من شغفي وحبي لأنتونيا ذلك أن خطاب المرء لن يكون مقنعاً إلا إذا كان دافعه الأساسي هو أحاسيسه الباطنية، التي تحثه على الدفاع عن نفسه ومواجهة عدوه، أو السعي للدفاع عن شيءٍ أغلى من حياته فتاتي العزيزة،

إن الصداقة ممكنةٌ ما بين أخٍ وأخت، ويُقصد بمفهوم الصداقة ذلك المخزون الصادق من الأفكار والمشاعر الذي يبوح به إنسانٌ أمام إنسانٍ آخر، والذي ينطوي على كل إخلاصٍ لامشروطٍ وحتميّ في أعماق امرئٍ يحاول سبر أغوار وجدانٍ آخر.

كأنّ كلاً منهما شعرَ تباعاً أن القناعة الراسخة كما الشكوك المطلقة، قد تجرف الإنسان بعيداً في مسارات العمل السياسي.

لا، لا أحب العمل، لا أحد يحب العمل، لكني أحب ما في داخل العمل. الفرصة بأن تجد نفسك، تحقيق ذاتك الشخصية، لنفسك وليس للآخرين، ما يمكن ألا يعرفه أي شخص آخر. يمكن أن يروا مجرد العرض فقط، لكن ليس باستطاعتهم أن يخبروا ماذا يعني فعلا.