اقتباسات خالد خليفة

وجهان لعملة واحدة، حسين يمثل الوجه الشجاع والأحمق، وبلبل الوجه الآخر الجبان والمستسلم، كلاهما خسر معركته مع الحياة هم الثلاثة الآن عبارة عن أشخاص غرباء عن هذه الجثّة الّتي مهما خسرت، فسيظلّ لديها شيء تربحه في النهاية يجعلها تتمدّد دون

تريد أن تصبح امرأة متمدّنة، تعشق حروف لهجتها الريفيّة القويّة، تصمت حين يبدأ الأب برواية تاريخ عائلته لزوّاره، كانت تعتقد أنّه يؤلّف ولا يكذب، لم تعد تصحّح له الأسماء وقراباتها الشخصيّة الحقيقيّة الوحيدة هي أخته ليلى الّتي أحرقت نفسها، لم

تعنيه الأفكار الجديدة، ويوماً بعد آخر تحوّل إلى موظف نموذجي، يخاف من أيّ شيء وأكثر ما يخيفه الذهاب إلى التهلكة حين يوافق لميا وهي تتحدّث عن التغيير والثورة كضرورة، كانت تقول بصوت عالٍ إنّ المجتمع وصل إلى آخر مراحل الخنوع،

قريبين من منزل الأب الّذي ظلّ واقفاً، لم يتزحزح عن مكانه، كان يريد حصّته من الموت، بقيت الجثث على الأرض، انسحب عناصر المخابرات بعد أقلّ من ساعة كانت كافية لإتمام المجزرة، وصل بلبل إلى المنزل، سبقته لميا، سألته عن أبيه،

بقي من منزله، غرفة النوم الوحيدة وبقايا مطبخ تهدّم حائطه الشمالي المفتوح على الحديقة اعتاد العيش مع البقايا ورفض هجر المنزل، قال لأصدقائه الّذين طلبوا منه الانتقال إلى منزل أكثر أماناً، يحتوي على قبو قد يحميه من قصف الطيران، إنّ

الحديقة اعتاد العيش مع البقايا ورفض هجر المنزل، قال لأصدقائه الّذين طلبوا منه الانتقال إلى منزل أكثر أماناً، يحتوي على قبو قد يحميه من قصف الطيران، إنّ ما بقي يكفيه، لن يغادر سريره كي لا يشعر بأنّه رجل غريب دوماً

اللطيف، تقاسمت معه العناية بشابّ أصيب برصاصة قنّاص مزقت عظام كتفه، كانت أموره جيّدة ولا تستدعي القلق، المعارك متوقّفة لعدّة أيّام، لكنّ وقت الهدنة لن يطول، الجميع يرى حشود قوّات النظام على مدخل البلدة، دبّابات وبطاريّات مدفعيّة تتمركز، حواجز رمليّة

أكثر من عشر قصص عمّا يفعلونه بالناس، خاصّة العائلات المتعاطفة مع الثورة، أحرقوا منزل عائلة حين اكتشفوا اعتقال ابنهم على حاجز، وهو يهرّب أدوية لأحياء حمص المحاصرة اختطفوا فتاة من الحيّ المجاور، ماتت بعد اغتصابها لمدّة أربعة أيّام متواصلة، وأجبروا

اللحظة الأخيرة دوماً عاطفيّة، غالباً غير مناسبة للتفكير، لا مجال فيها لمحاكمات عقلانيّة، ويتكثّف فيها الزمن مراجعة الماضي وتصفية الحسابات تحتاج إلى هدوء وتأمّل طويلين لا يمارسهما المقبلون بعد لحظات على الموت، يرمون على عجل بأحمالهم، ويمضون لعبور البرزخ إلى

بلبل في لحظة شجاعة نادرة، وتحت تأثير كلمات الفراق الأخيرة وعينيْ أبيه الغائمتين الحزينتين، تصرّف بثبات ودون خوف، ووعد أباه بتنفيذ وصيّته الّتي كانت برغم وضوحها وبساطتها مهمّة شاقّة. من الطبيعي لرجل كلّ ما فيه

❞ ويكتشف أنّه استعار المخلّل من تاريخ طفولته أيضاً، من إتقان أمّه لصنعه، كلّ ما يفعله كان تقليداً لحياة العائلة وتفاصيلها. شيء مؤلم اكتشاف المرء أنّه نسخة زائدة عن عائلته، يكرّر في حياته المديدة الأفعال الّتي كرهها من قبل. ❝

❞ في الأشهر الأخيرة لم يعد أحد يسأل عن سبب الموت وتفاصيله، يعرفونها جيداًّ، الموت تحت القصف، تحت التعذيب في المعتقلات، قتل بعد الخطف لطلب فدية، رصاص قنّاص، معركة، أمّا الموت كمداً أو بسبب خيانة الجسد لصاحبه، فهي ميتات نادرة هذه الأيام، الموت الذي لا يراكم غضبًا لم يعد يعول عليه. ❝

❞ لم تثر قصة جثّة الأب فيهم أيّ شيء، شاهدوا الكثير من جثث أحبّتهم، والموت كان قريباً منهم إلى درجة أنّهم لم يعودوا يكترثون له. ❝

الموتى لا تهمهم المواعيد، كشجرة احترقت....

الموت هو اكتمال الذكريات وليس غيابًا أبديًّا،

كان العنصر يردّد بين جملة وأخرى أنّ البشر بالنسبة إلى الدولة مجموعة وثائق وأوراق وليسوا كياناً مادياًّ أو روحياًّ

"دوماً كلمتا الوطن والقائد متلازمتان على التفزيون"

.

"لحظة المكاشفة في الحب تشبه باقة ورد تطفو على صفحة نهر، يجب التقاطها في الوقت المناسب، النهر سيجرفها ولن تنتظر طويلاً.."

رواية كئيبة جدا جدا لا انصح بقرائتها.